فى مصر حاليًا عشرة ملايين وافد جديد إليها.. يطلق عليهم البعض صفة اللاجئين.. ويعتبرهم البعض الآخر ضيوفًا على مصر.. اخوة وأشقاء.. من الدول العربية التى تواجه الأزمات والحروب جاءوا إلينا يلتمسون ويبحثون عن الأمن والأمان والحق فى الحياة.
ولأن مصر تواجه أزمة اقتصادية منذ عدة سنوات فإن هناك أصواتًا ارتفعت تطالب بالحد من أعداد القادمين.. وتقنين أوضاعهم واغلاق الحدود أمام أعداد أخرى تتحين الفرصة للقدوم إلى مصر وانقاذ ما يمكن انقاذه.. وتحدث البعض عن مشاكل حياتية وتجاوزات من بعض القادمين لا تتلاءم مع أخلاقيات الضيافة وقوانين الدولة وانتهز البعض الآخر هذه التجاوزات لـ«النفخ» فى وقائعها وتضخيمها وتعميمها أيضا للإساءة إلى الذين لجأوا إلينا واستجاروا بنا.
والحديث فى هذه القضية يجب أن يكون مستندًا إلى المعلومات والوقائع الصحيحة بعيدًا عن أسلوب الإثارة والوقائع التى لا تتسم بالدقة والتى تتداولها مواقع التواصل الاجتماعى والتى يمكن أن تشكل فى حقيقتها مدخلاً لأزمات مفتعلة لإحداث الوقيعة وتبادل الاتهامات.
ونقولها بكل الثقة فى بلادنا.. وفى قرار استقبالنا لكل هذه الأعداد من ضيوف مصر.. الإنسانية فوق المعاناة والاعتبارات الإنسانية تعلو ولا يعلى عليها.. نعم نحن فى حالة من المعاناة.. ووجود أعداد كبيرة من الوافدين إلينا تلقى علينا بأعباء كبيرة وتزيد من حدة المشاكل القائمة.. ولكننا أيضا لن نتردد يوما فى تقديم المساعدة والحماية والأمان لكل من دخل أرض مصر وأقام بها سواء كانت الإقامة لظروف مؤقتة أو لاعتبارات إنسانية ولكن هذا لا يعنى التغاضى عن أى تجاوز فى القوانين المعمول بها ولا يعنى أيضا تجاوز حدود الضيافة بكل مفاهيمها وآدابها.
> > >
واتحدث عن أحد أهم انجازات الدولة المصرية فى السنوات الأخيرة وهو انجاز لم يحصل على ما يستحق من اهتمام وتركيز.. اتحدث عن نجاح الدولة فى مجال الإسكان.. اتحدث عن عشرات ومئات وآلاف الوحدات السكنية التعاونية التى أعلنت عنها الدولة والتى مكنت محدودى ومتوسطى الدخل من الحصول على وحدة سكنية بمقدم بسيط مع تقسيط على عدة سنوات بحيث أصبح سعر الشقة تقريبًا هو ما يدفع فى البداية كمقدم لها لأن الأقساط يمكن تسديدها كما لو كانت ايجارًا معقولاً وأشير فى ذلك إلى الإعلان عن وحدات سكنية جديدة فى العاشر من هذا الشهر فى القاهرة الجديدة و٦ أكتوبر والعاشر من رمضان وبدر والسويس بمقدم يصل لحوالى ثمانين ألفًا من الجنيهات وبأقساط على سبع سنوات.
وأقول إن نجاح الدولة فى توفير الوحدات السكنية فى مختلف محافظات مصر هو انجاز لم يتحقق من قبل بهذه الكيفية وبهذه الأعداد الكبيرة وهو انجاز يمثل حقًا أصيلاً من حقوق الإنسان وانجاز يعكس بعدًا اجتماعيًا وإنسانيًا يستحق الاشادة والتقدير.
> > >
وأحذر.. أحذر من خطر داخل بيوتنا.. أحذر من اقتحام بيوتنا بكل سهولة وبموافقة منا.. أحذر من سائقى وعمال «الدليفري» الذين أصبحوا يقومون بتوصيل كل شيء إلى بيوتنا.. الطعام والأدوية ومختلف الخدمات..!! هؤلاء الغرباء أصبحوا يعرفون عنا كل شيء.. من يتواجد فى المنزل.. ومن لا يوجد به إلا الأطفال.. ومتى يعود رب المنزل.. ومدى قدرته على الانفاق..!!
وكما اصبحت أرقام هواتفنا مباحة ومستباحة لكل الذين يعملون فى مجال التسويق والذين أحالوا حياتنا إلى جحيم بعروضهم التسويقية التى لا تتوقف فإن عمال «الدليفري» لديهم كل المعلومات عنا بالتفصيل ويمكن لبعضهم تقديم هذه المعلومات للأغراب واللصوص الذين يمكنهم اختيار الوقت الملائم لتنفيذ جرائمهم بكل يسر وسهولة..!
اننا ندعو إلى الحذر فى التعامل مع عمال توصيل الطلبات وغيرهم.. واحذروا أن يكون الاطفال وصغار السن هم من يفتحون لهم أبواب المنازل فى غيبة الكبار..!! الدنيا اتغيرت.. والاحقاد فى ازدياد والحذر واجب..!
> > >
وسرت فى الجنازة.. كان الجميع يتحثون عن «المرحوم» الذى اختطفه القدر.. كانوا يتحدثون عن الكفن الذى لا جيوب له.. كانوا فى حالة من التأثر وصلت بهم إلى الزهد فى الحياة بحيث كانوا فى هذه اللحظات على استعداد لأن يتخلوا عن كل شيء أمام مشهد وجلال الموت.. وعندما كان جثمان المتوفى يوارى الثرى فإن الدموع التى انهارت كانت كفيلة بغسل ذنونهم جميعًا قبل ذنوب المتوفى الذى كانوا يدعون له بالمغفرة والرحمة.
وخرجنا من منطقة المقابر إلى حيث كانت السيارات واقفة فى نوع من الفوضي.. ولم تمض دقائق قليلة.. وكانت هناك ملاسنات حول أولويات الخروج وصلت إلى حد التشاجر بالأيدي.. ويا ناس عيب.. يا ناس حرام.. خدوا عظة وعبرة من المكان يا ناس دا احنا كلنا على جناح بعوضة.. يا ناس استهدوا بالله وصلوا على النبي..!! وتقول إيه وتفسر بإيه.. عاد الإنسان إنسانًا بكل عيوبه وحماقاته وغروره.. ولهذا سمى إنسانًا من النسيان.. ولا أحد يتعظ..!!
> > >
واللهم لست قويًا بغيرك.. ولا قادرًا إلا بك ولا منصورًا إلا بقدرتك وحدك فكن بجانبى واجعلنى فى عنايتك.. دائمًا لا عزة لى إلا بك العظيم ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم.
> > >
وأخيرًا:
نحن نعيش زمن حيث فرحتك تسبب للناس الضيق..
ومشاكلك تسبب للناس الفرح.
> > >
ولا أحد سند لأحد، السند الوحيد الذى لن يخذلك أبدًا هو الله.
> > >
والبار بأمه لا يضيع ولا يخيب.. ولا يخسر.