يخطئ الاحتلال الاسرائيلى ألف مرة.. وتخطئ أمريكا مليون مرة.. لو تصوروا لحظة واحدة أن القوة يمكن أن تحقق الأمن والاستقرار لهم فى أرض مغتصبة.. وشعب تستوى عنده الحياة والموت بسياسة التجويع والقتل والدمار فى كل مكان من أرض فلسطين.. وللأسف الشديد امتلاك القوة المفرطة يعمى البصر والبصيرة.. ويطمس شمس الحقيقة عن كل الأحداث.. أمريكا ذاتها الممول والداعم الأساسى للاحتلال الاسرائيلى منذ نشأتها بوعد بلفور الظالم وحتى اليوم.. لم تستطع الاستمرار فى فيتنام أو العراق ولم تهنأ يوما على أرض الدولتين.. واستخدمت كل ما تملك من قوة وقتل ودمار لكنها لم تشعر بأمن ولا استقرار لا فى فيتنام ولا فى العراق.. صحيح دمرت العراق وسلبتها ثرواتها ونفطها لكنها لم تستقر ولم تأمن.. وفى نهاية المطاف انسحبت صحيح انها تركت ذيولها تدمر وتفجر وتغرس الفتنة والفرقة بين أبناء الشعب الواحد.. لكن فى النهاية انسحبت وبقيت العراق.. ويوما ستعود بغداد عاصمة الحضارة والثقافة.
>>>
وللأسف الشديد تعمى الغطرسة والدعم الأمريكى اللامحدود بصر وبصيرة اليمين الاسرائيلي.. فلم يستوعب دروس الماضى ولا أحداث الحاضر ولا حتى درس طوفان الأقصى الذى نجح فى كشف كل دعاوى الزيف والوهم الذى يعيش فيه الاحتلال عن السياج الأمنى الذى لا يخترق وجهازه الموساد والشاباك اللذين يعرفان دبة النملة فى الصخرة الصماء.. ولم يستوعبوا أيضاً مجريات أحداث وقتل واغتيال واعتقال مارسها الاحتلال على مدار 77 عاما منذ نكبة فلسطين الأولى ضد الشعب الفلسطيني.. فلم يحققوا لهم أمنا ولا استقرارا حتى اليوم.. ولم يستوعبوا حتى أحداث الساعة وكم الدمار والقتل والقنص والاغتيال منذ طوفان السابع من أكتوبر وحتى اليوم.. دمروا كامل القطاع وقتلوا عشرات الآلاف واستخدموا من القنابل ما يفوق النووى والذرى الذى دمر به الأمريكان هيروشيما ونجازاكي.. ولم يتحقق لهم أمن ولا استقرار.. وقد قالها بوضوح وحسم الرئيس عبدالفتاح السيسى فى قمة بغداد.. ان السلام والاستقرار مرهون بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعلى حدود الرابع من يونيو 67 وعاصمتها القدس الشرقية.. ولو طبعت دولة الاحتلال مع كل الدول العربية فلن يتحقق السلام إلا بالدولة الفلسطينية.
>>>
ويخطئ من يتصور أن إسرائيل دولة سلام أو جوار.. ولعل ما يحدث من قوات الاحتلال الاسرائيلى تجاه سوريا التى لم تفعل لها شيئا.. ولم تطلق رصاصة واحدة نحوها.. وقيام دولة الاحتلال بابتلاع الأراضى السورية الحدودية وتدمير كل ما هو سورى من بقايا الجيش السورى والمطارات والموانئ والبنى التحتية دون ذنب جنته سوريا لإسرائيل.. يؤكد الغطرسة الإسرائيلية ونواياها التوسعية فى سوريا ولبنان.. فإذا كانت دولة الاحتلال تبحث عن ذرائع لتدمير غزة والفلسطينيين بسبب طوفان 7 أكتوبر.. فماذا فعلت لها سوريا حتى تدمر وتبيد وتحتل أراضى الحدود.. إنها النوايا اليهودية التوسعية التى ينبغى الحذر منها جيدا.. وما يحدث من دولة الاحتلال تجاه فلسطين وسوريا ولبنان قد يحدث مع أى دولة غدا إذا تعارضت مع المصالح والأهداف الإسرائيلية التوسعية.. ولن تغلب دولة الاحتلال فى إيجاد الذرائع والسيناريوهات والمبررات التى تبيح لها أن تدمر ما تريد من دول الجوار وغير الجوار.
>>>
ويخطئ مليون مرة من يتصور انه يجد الدفء والحنان والأمن والاطمئنان عندما يرتمى فى الحضن الأمريكي.. فهو أسوأ بكثير وأشد قسوة من الحضن الذى ارتمى فيه العندليب عندما قال «رميت نفسك فى حضن.. سقاك الحضن حزن» والتجارب الماضية والأحداث الجارية دليل قاطع فأمريكا ذاتها هى التى تدعم الجرائم الاسرائيلية فى إبادة شعب عربى وهى ذاتها صاحبة مشروع الشرق الأوسط الجديد ومشروع تقسيم وتفتيت الدول العربية إلى دويلات متناحرة وأطلال دول وبقايا شعوب.. أمريكا ذاتها التى تصنع الميليشيات المسلحة تدربها وتمدها بالسلاح تحت مسميات عجيبة.. ظاهرها الرحمة وباطنها الإرهاب وإسقاط الدول ونشر الفوضى والحروب الأهلية.. فكيف نجد الأمن والاطمئنان بين أحضان الارهاب والتقسيم والتدمير.. ولكم فى «العراق» عظة وشاهد ودليل يا أولى الألباب من دمر وقتل وأعدم ونهب الثروات بأكاذيب وتقارير مزيفة!! وعاد يطل برأسه لاستكمال التدمير ودعم التوسعات الإسرائيلية!!
>>>
لن يحمى أوطاننا.. ومقدرات بلادنا.. إلا جيوشنا.