تعودت زيارة ضريح الزعيم جمال عبدالناصر 3 مرات فـى العــام الأولــى فــى يــوم ميـلاده 15 يناير والثانيــة يوم الثــورة 23 يــوليو والثـالثة 28 سبتمبر ففى الأيام الثلاثة رمزية الزعيم الذى امتلك مبكرًا كاريزما الزعامة والنقاء الوطنى لبناء دولة كبيرة فى محيط متوتر بعد الحرب العالمية الثانية وسط فساد ملكى وتكالب حزبى واستعمار بغيض وأسرة علوية شاخت.. يوم ميلاده الـ107 كان بالنسبة لى أنه يوم ذكرى أحد رموزنا الكبار ويأتى قبل ساعات من أهم خبر انتظرناه وهو ايقاف الحرب فى غزة الذى طبق أهلها ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة.. وهى مقولة عبدالناصر الخالدة بعد نكسة 67.. وهذه الأيام يمر وطننا العربى بظروف شديدة الحساسية سقوط سوريا فلا نعرف مستقبل الإقليم الشمالى معها وهذا مهم لأمننا القومى العربى الذى تعد سوريا أحد اضلاعه المهمة.. والوضع بالطبع فى ليبيا والسودان واليمن والصومال إضافة إلى الوضع فى غزة والجهود المصرية على مدى 15 شهرًا لانقاذ الموقف والوصول إلى استقرار المنطقة بحل الدولتين على حدود 67.. وكأننى اعيش مرحلة النكسة العربية الكبيرة فى وضع الأمة فى الستينيات.. كثير من دوله لم تكن قد حصلت على استقلالها.. وبعيدًا عن سرد التاريخ ماذا رأيت فى قبر عبدالناصر وبينما اتحدث مع المهندس عبدالحكيم وابنه جمال عن الزعيم فقال لى أن عودة المصانع المغلقة تأكيد على نجاح سياسته وهذا توجه مهم من قيادة الدولة أن نأكل من أرضنا ونلبس من انتاجنا فها هو أكبر بنك مياه فى العالم تم اقامته بفكر ناصر فى بحيرته بأسوان.. وها هى قلاعنا الصناعية تعود.. نفس الكلام قاله لى بشير الأسوانى الذى يحضر كل عام لحضور ذكرى ناصر فقال وهو يبكى أننا لو لم نقيم غير السد والمصانع فى حلوان ونجع حمادى لكفي.. ومع على ناصر محمد نفس الكلام وقال نحتاج القيادة التى تلم شمل الأمة لا تفرقها.. وكذلك مع السفير والوزير الليبى الحمدى الذى لا تمر ذكرى لعبدالناصر إلا ونراه وحضر رغم مرضه لحضور الذكري.. ما يسعدنى فى الذكرى 107 أن الشباب الذى حضر هم أكبر دليل على أن الوطنية لا تحتاج إلى استئذان وأن ناصر ليس رسولاً يزار لكنه مواطن مصرى جاء من طين هذا الوطن وقدم أعمالًا وطنية خالدة وينتمى لأشرف مؤسسات الوطنية «الجيش» وأن هذا الشباب جاء ليستذكر انجازاته وأعماله الخالدة التى حاول أعداء الثورة ورجال الثورة المضادة من الجماعة الإرهابية التى لا تؤمن بوطن أو دولة وطنية تشويه أعماله من بناء الجيش إلى تأميم القناة إلى ثورته الصناعية هذه الجماعة التى لا تعرف إلا الاغتيالات وتشويه الانجازات لازالت على مدى 96 عامًا منذ تأسيسها عام 1928 تشوه الانجازات وتثير الفتن والشائعات خرجت من الضريح سعيدًا بأن جماعة الإخوان التى أرادت اغتياله حيًا فى المنشية فشلت فى صياغة عقول شبابنا حول تشويه كاريزما ناصر وأعماله الوطنية.
زكى مصطفى وداعًا
ودعنا أمس من مسجد الحسين أخى وصديقى مؤرخنا الكبير ذكى مصطفى الذى عرفته من كتبه وأنا خارج مصر واحاديثه مع رجال الفن والأدب وجمعيات الفنانين فهو الرجل الموسوعى الذى كنت الجأ إليه كلما ضاعت من معلومة غير مكتوبة أو اريد أن اتأكد من قصة فنان أو فنانة كان لا يبخل ابدًا على بأى معلومة لطيفًا هادئًا وودعناه أمس الجمعة من مسجد الحسين إلى مثواه الأخير فى مدافن النعيم بالعبور ونشاطر ابناءه الزميل أحمد بالمساء وابنته التى تسير على خطه الصحافى الزميلة سهى ذكى نسأل الله لهذه الأسرة الصحفية الصبر والسلوان.