هناك لحظات فى عمر الصحفى لا تُنسي، ليس لأنها حملت سبقًا صحفيًا أو «مانشيتًا» جذابًا، بل لأنها حملت مشهدًا إنسانيًا عظيمًا.. طفلاٌ يضحك، مسناٌ يبتسم، وأمٌا تقول: «ربنا يجازيكم خيراً».
هذا الأسبوع، عشنا تلك اللحظات أكثر من مرة.. كان أسبوعًا حافلاً بالاستجابات، بالتحركات السريعة، وبإحساس الدولة بالمواطن، خاصة المواطن البسيط.
فى هذا الأسبوع، تلقينا عشرات الاستجابات من جهات متعددة، منها منظومة الشكاوى الحكومية الموحدة بمجلس الوزراء، ومحافظتا القاهرة والإسكندرية، وهيئة التأمين الصحي، والهيئة القومية للتأمين الاجتماعي، ومياه الشرب والصرف الصحى وغيرهم من المسئولين الذين لم يتأخروا لحظة عن أداء واجبهم.
كل استجابة لم تكن مجرد حل لمشكلة عالقة، بل كانت رسالة طمأنينة تقول: «أنت مش لوحدك».
كل مرة ننقل فيها استغاثة مواطن أو نكتب عن معاناة أسرة أو نشير إلى باب مغلق، كنا ننتظر… نترقب من يفتحه.
عندما تأتينا رسالة من مكتب محافظ، أو رد من وزارة، أو مكالمة من مسئول يخبرنا: «تمت الاستجابة»، نشعر بشيء أكبر من مجرد إنجاز صحفي… نشعر بأن لقلمنا صوتاً، وأن لإنسانيتنا دوراً، وأننا نؤدى رسالتنا الحقيقية، كما أقسمنا يوم دخلنا بلاط صاحبة الجلالة.
أحيانًا تكون الاستجابة لحالة مرضية خطيرة، وأحيانًا لمسن لا يجد معاشًا، أو لطالبة انقطع حلمها الجامعى بسبب ظرف اجتماعي، وأحيانًا لمواطن فقد الأمل فى دواء أو فرصة عمل أو سقف يستره.
نتلقى الاستغاثات، نحملها على عاتقنا، ندرسها، نتحقق منها، نكتبها بعقلنا وقلبنا ونضعها أمام أعين المسئول، بكل أمانة.
بعض الشكاوى تحل فورًا، وأخرى يتم فحصها بعناية للتأكد من الاستحقاق، وفى الحالتين، هناك إرادة حقيقية داخل مؤسسات الدولة لتقديم يد العون.
لا نتوقف عند حدود النشر، بل نتابع، نسأل، نلح، نطرق الأبواب ونطرقها مجددًا، لأننا نؤمن أن الإنسان البسيط هو جوهر رسالتنا، هو الأصل فى كل خبر نكتبه، وكل سطر نحمله على عاتقنا.
أجمل ما فى هذا الأسبوع، لم يكن عدد الاستجابات، بل إننا شعرنا بفرحة الناس وشعروا بنا.
شعرنا أننا شركاء فى صناعة الأمل.
شعرنا أن الدولة ليست بعيدة، بل قريبة جدًا، تستمع، وترد، وتتحرك، إذا وصلها الصوت.
وفى «الجمهورية»، نحن لا نحمل القلم فحسب، بل نحمل الهموم، ونحمل الأمل، ونتعامل مع كل شكوى وكأنها تخصنا شخصيًا.
نعلم أن كل مواطن لجأ إلينا، لم يكن أمامه خيار سوى أن يجعل من كلماتنا وسيلته للنجاة.
نعلم أن هناك من ينتظر كلمة «تم حل المشكلة» كما ينتظر شروق شمس جديدة.
نحن فخورون بكل مسئول تفاعل، استجاب، تابع، اهتم، وأثبت أن الإنسان البسيط فى قلب الاهتمام.
وفخورون أكثر بأننا كنا الوسيط الشريف، الصادق، بين الطرفين.
ليس هناك أجمل من أن ترى ابتسامة إنسان كنت سببًا فيها، ولو بسطر.
وفى نهاية هذا الأسبوع المختلف، لا يسعنا إلا أن نقول لكل مسئول استجاب: شكرًا من القلب.
ولكل مواطن وثق فينا: ثقتكم مسئولية لن نخونها أبدًا.
وفى كل يوم جديد، سنبقى صوت الناس.. وضمير هذا الوطن.