الضجة الإعلامية الغربية والإسرائيلية حول قوة الجيش الإسرائيلى والإشادة بجاهزيته التى صاحبت صد أمريكا وبريطانيا وفرنسا وإسرائيل الهجوم الإيرانى وكذلك الحديث عن ضعف منظومة الدفاعات الروسية التى تستخدمها إيران والحديث عن قدرة إسرائيل فى الوصول إلى العمق الإيراني بعد الانفجارات التى وقعت فى أصفهان – ولم تعلن إسرائيل حتى الآن مسئوليتها عنها.
كل هذا محاولة مستميتة لإزالة آثار هجوم السابع من أكتوبر من قبل المقاومة الفلسطينية وما أعقبه من صمود أسطورى للفلسطينيين ــ فى وجه دول غربية كبرى تحارب مع إسرائيل عسكريًا وسياسيًا وقانونيًا دخل فى شهره السابع وما زال رجال المقاومة يوقعون بالعدو الخسائر المؤلمة وما زال الداخل الإسرائيلى يعيش هزة المباغتة الفلسطينية وما زالت المستوطنات على غلاف غزة خاوية على عروشها رغم الإجراءات الكبيرة التى رصدتها إسرائيل للمستوطنين بالعودة إلى مستوطنات الغلاف.
إذن فإن التغير العام الذى أحدثته المقاومة الفلسطينية للصورة القديمة لإسرائيل فى الأذهان العربية والعالمية كان عميقا ومفاجئا ومدهشًا.. حيث أثبت الفلسطينيين هشاشة العدو.. كما استطاعوا أن يصححوا ما حرص المحتل على ترويجه منذ عام 1948م من أن الفلسطينيين باعوا أرضهم وتركوها طواعية لليهود فها هم الفلسطينيون يرفضون كل الإجراءات بالتهجير ويموتون فى أرضهم ويواجهون عدوهم بصدورهم العارية.
فإذا تأملنا ما كشفته الأحداث لشعوب العالم من زيف ما تدعيه إسرائيل عن نفسها وأصبح العالم يرى ما تقوم به من إبادة للفلسطينيين ولا تلتزم بقوانين الحرب فتهدم البيوت وتقتل النساء والأطفال والمواطنين العزل وتهدم المستشفيات وتقتل الجرحى وتمارس عملية تجويع بشعة وكل هذا يراه العالم لحظة بلحظة، وقد كان أثر هذا واضحًا جلية فى التصويت الذى حدث مؤخرا فى مجلس الأمن حول أحقية فلسطين فى عضوية المجلس فرغم محاولات أمريكا أثناء بعض الدول عن التصويت لصالح فلسطين إلا أن 12 دولة من 15 دولة لها حق التصويت صوتت بالموافقة ورفضت دولة واحدة وهى أمريكا مستخدمة حق الفيتو وامتنعت دولتان.
أقول إن الضجة الكبيرة التى أدعت قدرة إسرائيل العظيمة وصدها للهجوم الإيرانى الاستعراضى لم تكن سوى إعادة الاصباغ للوجه الإسرائيلى الذى كشف الفلسطينيون تجاعيده وبات واضحا أشد الوضوح حين تولت عدة دول كبرى الدفاع عن هذا الوجه بالمشاركة فى صد الهجوم الذى وصلت بعض صواريخه إلى مناطق عسكرية فى إسرائيل.