الطيران المدنى عالم سريع التغير.. وهو عالم يسابق الزمن لتقديم افضل خدمة للركاب فى الجو او فى مختلف المطارات.. ومعظم المتعاملين مع هذا القطاع يشعرون بما يتحقق يوميا من تطور كبير فى هذا القطاع.. سواء كانت ما تسعى شركات الطيران لتحقيقه لجذب المزيد من الركاب.. من خلال العديد من التيسيرات والخدمات التى تجذب المزيد من الركاب.. وتقدم لهم افضل واسرع خدمة بأعلى درجة من درجات السلامة والامان.. واذا كانت شركات الطيران في الماضى تتبع الدول فقط.. حتى ظهرت شركات الطيران العارض «الشارتر» فى ستينيات القرن الماضي.. والتى تمتلكها شركات خاصة والتى انشئت لمواكبة الطفرة السياحية العالمية.. وتخصصت فى نقل الحركة السياحية بين الدول فى اطار برنامج سياحى متكامل يشمل التذكرة والاقامة وايضا المزارات فى بعض الاحيان.. وساهمت فى وضع دول عديدة على خريطة العالم السياحية.. وبعد ذلك بسنوات ظهرت شركات الطيران منخفض التكاليف فى أمريكا وانتقلت عن طريق شركة ايزى جيت الى اوروبا عام 1990.. وبعدها انتقلت الى الشرق الاقصى ثم إلى الدول العربية والشرق الاوسط.. وهذه الشركات اصبحت تلبى رغبة العديد من الركاب الذين يسعون للحصول على تذكرة سفر بسعر رخيص دون النظر الى الخدمة المقدمة على متن الطائرة.. فكل ما يمكن ان يحصل عليه الراكب على متن الطائرة من مشروبات او وجبات عليه ان يسدد ثمنها.. بالاضافة الى ان تذكرة السفر تباع دون حقائب ومن يرغب فى اصطحاب حقيبة عليه ان يسدد ثمن شحنها.. ومع بداية تشغيل هذه الشركات كان هناك بالفعل فرق كبير بين سعر التذكرة على متن هذه الطائرات.. والطيران العادي.. ولكن مع مرور الوقت اقترب السعر كثيرا بين الاثنين.. وايضا كانت المنافسة فى المقاعد والخدمة داخل الطائرة تصب فى صالح شركات الطيران العادية وليست منخفضة التكاليف.. ولكننا رأينا مؤخرا عدداً من شركات الطيران منخفض التكاليف الخليجية تحول طائراتها من طائرات منخفضة التكاليف بما يتضمنه هذا المفهوم من تجهيزات داخل الطائرة.. الى طائرة خمسة نجوم فتم تزويدها بدرجة رجال الاعمال.. وتم تزويدها بمقاعد تتحول الى سرير.. «Full Flat Bed ».. بل اكثر من ذلك بكثير عندما قامت بتزويد برامج الترفيه بالطائرة بأحدث الافلام العالمية.. وهو برنامج تفتقد اليه العديد من شركات الطيران العادية.. بل الاكثر ان هذه الشركة قامت بالتعاقد على 30 طائرة من طراز بوينج 787/9 دريم لاينر.. وهى طائرات عريضة تحلق لساعات اطول.. وهو ما يشير الى ان هذه الشركة ستنافس فى الرحلات الطويلة الى امريكا والشرق الاقصي.. وستحصل على نصيب من حجم الحركة التى تنقلها شركات الطيران العادية.. لتصبح من أولى الشركات منخفضة التكاليف التى تنافس شركات الطيران العادية فى الرحلات الطويلة.. مما يشير الى ان التغير فى هذا المجال سريع.. ولايمكن لاحد ان يتنبأ بما يمكن ان يحدث من تغير فى المستقبل القريب.. وهل سيبحث الراكب عن السعر الافضل دون النظر الى الخدمة التى يحصل عليها على متن الطائرة.. خاصة مع التطور الذى تحدثه شركات الطيران منخفضة التكاليف بمرور الوقت.. وارتفاع اسعارها ايضا.. ورغبتها فى الاستحواذ على نصيب اكبر من حجم حركة النقل الجوي.. واستمرارها فى فتح خطوط جديدة..
ان ما يحدث فى عالم الطيران سريع وغير متوقع والمنافسة شرسة والكل يسعى للابتكار والتطوير للحصول على نصيب اكبر من حجم حركة النقل الجوي..
انه عالم مثير ويدفعك للبحث عن الجديد وعقد المقارنات المستمرة ودائما تجدها تصب فى صالح الراكب الذى تسعى جميع الشركات لكسب رضائه وثقته.. وهذا ايضا ما تسعى لتنفيذه المطارات المختلفة وهو ما سنتناوله فى مرة اخرى ان شاء الله .. وتحيا مصر.