فى ظل حملات شرسة لبث الإحباط واليأس فى نفوس المصريين وما يدار من أكاذيب وشائعات وتشكيك وتشويه، علينا أن نفرط فى بث الأمل والثقة والتفاؤل، حول حاضرنا ومستقبلنا، وقدرتنا على العبور، من براثن هذه الأزمات، وأن تباشير الفجر بدأت تشرق، وفق الجهود التى تتحرك فيها الدولة المصرية على جميع الأصعدة خاصة الاقتصادية، وما لدينا من فرص عظيمة فى جميع القطاعات وبنية مثالية لاستقبال أضخم الاستثمارات، ولا يجب أن نسمح لحملات الاحباط أن تنال من المصريين، فالواقع يشير إلى إنجازات عظيمة وغير مسبوقة، سواء الزراعة حيث التوسع الأفقى والرأسى ووجود طفرات فى التصدير إلى الخارج، وأيضاً فى تحقيق الاكتفاء فى الكثير من المحاصيل، وبات فى حوزتنا ما يقرب من 4.5 مليون فدان تضاف إلى الرقعة الزراعية التى كانت مهددة بالتآكل لكن الرؤية والإرادة والأخذ بأسباب العلم والتكنولوجيا مكنت مصر من تحقيق طفرة زراعية، بالإضافة إلى وجود آمال وتطلعات وآفاق رحبة فى قطاع الصناعة الذى يمضى وفق رؤية طموح، تجعل من مصر واحدة من الدول الصناعية فى ظل الإصرار على تحقيق نجاحات كبيرة، وأيضاً فى ظل تدفق الشركات العالمية للعمل فى مصر مع المزايا والتيسيرات، والتشريعات التى قدمتها الدولة المصرية فى هذا الإطار، كل ذلك مع وجود بنية تحتية وأساسية فى جميع القطاعات بالإضافة إلى تحقيق طفرات قوية فى مجال الطاقة ووجود رؤية وإرادة على الاستفادة من الإمكانات والقدرات المصرية فى مجال إنتاج الطاقة الجديدة والمتجددة وأيضاً فى مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر، وفى ظل آمال عريضة وتفاؤل وفرص قوية نحو المزيد من الاكتشافات الثرية فى مجال البترول والغاز فى البر والبحر.
والحديث عن حفر آبار جديدة فى حقل ظهر من شأنها زيادة الإنتاج، وهناك أيضاً استثمارات غير مسبوقة فى الموقع الجغرافى الفريد لمصر، أحدث نقلة فى قطاع الموانئ المصرية والاستفادة من موقع مصر على البحرين المتوسط والأحمر، وبات لدينا 22 مدينة جديدة بين أيدينا جاءت من الحلول والأفكار الخلاقة، ميزانية الدولة لم تتحمل تكلفتها وعوائدها كبيرة، وتحقق أهدافاً أكثر مما هو متوقع.
يكفينا أن مشروع القطاع الخاص وشبكة الطرق الجديدة العصرية، أديا إلى مضاعفة العمران المصري، الذى لم يكن يزيد على 7 ٪ من مساحة مصر، ووصل إلى النصف تقريباً، لذلك لدينا حلول للنمو السكاني، ثم فرص عظيمة للأعمال والإنتاج والاستثمار، ومستوى حياة مختلف وخدمات صحية وتعليمية وفرص هائلة لجذب الاستثمارات وتجديد شامل لشباب الدولة المصرية لتدخل إلى عصر الجمهورية الجديدة، ولك أن تتخيل أن مصر لديها مدن فى حجم وقيمة العاصمة الإدارية الجديدة والعلمين الجديدة وهى مجتمعات عمرانية شاملة تضم جميع الأنشطة وتخاطب جميع الفئات، ويستفيد منها كل المصريين فى العمل والسكن وفرص العمل والتعليم والاستثمار والانتقال من العاصمة الرسمية للدولة إلى العاصمة الإدارية، ولنا أن نتخيل القيمة الاستثمارية للمبانى والمنشآت ومقار الوزارات والهيئات والمؤسسات التى انتقلت إلى العاصمة الإدارية للعمل فى أجواء مختلفة، وبفكر مختلف، وفق متطلبات العصر بما يجسد حجم التقدم الذى تشهده الدولة المصرية.
بعض الأبواق المعادية، والعقول المتحجرة لا تنظر إلا لنصف الكوب الفارغ وتنظر للأمور بنظارة سوداء وتعانى من ضيق الأفق والخيال فإذا عانينا خلال السنوات الماضية، فإن تعبنا لم يذهب هباء، بل يترجمه الواقع إلى إنجازات ومشروعات وقلاع عملاقة، ومصادر جديدة للموارد والتوسع وجذب الاستثمارات باتت بين أيدينا، وهناك من يتاجر ويزيف وعى الناس بالدين الخارجي، والذى لم ننفقه فى أمور من الرفاهية والاستهلاكية بل تحولت إلى كيانات عملاقة، وأصول عظيمة، وموارد ثرية وفرص ثمينة وصروح ومشروعات ضخمة لم تكن لدينا من قبل، ولم يكن أحد يتخيل أن مصر تصل إلى هذا المستوي، بالإضافة إلى أن لدينا القدرة والثقة فى الالتزام بالسداد وسوف يتراجع هذا الدين خلال السنوات القادمة تدريجياً وبنسب كبيرة، كما أننا يجب أن نكون أكثر واقعية، ونعترف أننا ربحنا وفزنا بما حققناه وهو من الأساسيات والركائز وكان حتمياً ولابد منه، ولو فكرنا فى هذا الوقت أو فيما هو قادم فى ظل الأزمات والصراعات الإقليمية والدولية والارتفاع الهائل فى الأسعار، أعتقد أنه من شبه المستحيل أننا ننجح فى بناء هذه القلاع العظمية والمشروعات الضخمة وكنا الآن نفتقد عوائدها ومواردها فى أوقات الضيق وكنا سنعانى من أزمات طاحنة فى حال عدم وجودها وغيابها، لأنها تمثل دفعة قوية وغير مسبوقة للاقتصاد المصري، والحياة فى هذا الوطن الذى يتقدم بثقة لذلك لا يجب أن نلتفت للكاذبين والمحبطين لأنهم من فريق الحاقدين والمتآمرين، أو فريق المغيبين أصحاب النظرة الضيقة، فالمعاناة والجهد والعمل والصبر تتحول إلى طاقة نور وإنجاز وتقدم وحصاد ومصر ثرية بالفرص فى جميع القطاعات وتهيأت للاستثمارات والتقدم، وحل المشكلات المتراكمة والأزمات المعقدة وتوفير حياة مختلفة للأجيال الجديدة وتمكينها من المهارات وفرص العمل التى تواكب العصر، بالإضافة إلى نجاحنا فى حل أزمات وتحديات صعبة كثيرة.
الحكومة مطالبة بأن تعلن بنود وتفاصيل ومضمون ومحتوى حالة التفاؤل المصرية وهى واقع تؤكده البيانات والأرقام والفرص والإنجازات والمشروعات والتوقعات الدولية والقدرة على الصمود لكن فى ظنى أن الحكومة لا تستطيع أن تقدم للمواطن ملامح الصورة الكاملة لحالة التفاؤل، لذلك فهل يمكن أن تطلع المواطنين ليس بوعود وإن كانت مهمة، ولكن بحيثيات وأسباب ومقومات الأمل والتفاؤل وتصنيع ذلك فى «كتالوج» لحاضر ومستقبل الوطن والمواطن الذى يتقدم بثبات نحو الأفضل، وما هى الفرص الثمينة التى فى حوزة هذا الوطن، ومراحل مغادرته للأزمة الاقتصادية التى فرضت علينا.
باختصار، كيف تسعد المواطن مع الأخذ فى الاعتبار أن هناك تحديات وتهديدات وصراعات وتوترات إقليمية فى جميع دول الجوار وأنها قابلة لمزيد من الاشتعال، ولماذا لا تأخذ الحكومة المواطن فى رحلة الكشف عن قوتنا الفائقة وقدراتنا الواعدة، وثقتنا فى أنفسنا ذلك لابد أن ينتهى خطاب التبرير والأعذار، ونبدأ فى خطاب الثقة والفخر بما حققنا لكن لابد أن تكون له عوائد مباشرة على المواطن، حتى يدرك قيمة هذا الخطاب، أثق أن هذه اللحظة اقتربت والواقع أفضل مما نعرف، لذلك نحن فى حاجة إلى أن نعرف أنفسنا.
تحيا مصر