بطبيعة الحال نحن فى مصر ندين أى تجاوزات أو انتهاكات لحقوق الإنسان.. لكن هالنى حجم الفيديوهات والمشاهد عن سجن «صيدنايا» وما حدث فيه من فظائع وأهوال وهذا أمر مرفوض بالطبع.. لكن الغريب والعجيب ان من ينشرون هذه الفيديوهات سواء الخلايا الإلكترونية للميليشيات الإرهابية وأذنابها وأبواقها أو الخلايا الإلكترونية التابعة للمشروع الصهيو- أمريكى وكأنهم ملائكة وأصحاب توكيل الإنسانية والرحمة والسلام وتناسوا أن كل ما يجرى فى العالم من شرور وتنكيل وتعذيب وقتل للإنسانية هو من صنع أيديهم وتخطيطهم وهم من صنعوا وخلقوا هذه الشرور.. فلم يسقط من ذاكرة هذا العالم ما فعلته أمريكا من شرور ومآس وكوارث ودمار وخراب سواء فى فيتنام أو اليابان وهم أول من استخدموا القنبلة النووية فى تدمير البشر.. ثم مجازرهم فى العراق وأفغانستان وليبيا وغزة.. يقتلون البشر بدم بارد استباحوا كل شيء أرواح المدنيين الأبرياء والأطفال والنساء يقتلونهم بأسلحة فتاكة.. القنابل والصواريخ والقصف الجوى والمدفعى واستهداف المنازل ومخيمات اللاجئين.. من مدارس تؤوى أسراً بريئة ومشردة.. قتلوا فى غزة وحدها أكثر من 45 ألف شهديد.. 70٪ منهم من الأطفال والنساء وأصابوا أكثر من 100 ألف جريح وقتلوا الأبرياء حصاراً وجوعاً.. ولعلنا نرى مشاهد يندى لها جبين الإنسانية من ممارسات وانتهاكات وفظائع ضد المعتقلين الفلسطينيين فى السجون الإسرائيلية.
يتحدثون عن سجون صيدنايا ونحن نعتبرها إجراماً.. لكن الأمريكان والصهاينة والميليشيات الإرهابية تتناسى وتحاول ان ترتدى عباءة الرحمة والإنسانية والحرية وحقوق الإنسان.. ولم يسأل أحد عن سجن «جوانتانامو» الذى شهد ممارسات همجية أمريكية غير مسبوق فلا محاكمات ولا حقوق ولا رعاية ولكن التعذيب والتنكيل والممارسات غير الأخلاقية كانت دستوراً أمريكياً فى هذا السجن.. ثم لماذا يتناسون سجن أبو غريب وماذا فعل فيه الضباط والجنود الأمريكان فى المواطنين الأبرياء من أبناء الشعب العراقي.. ألم تكن كل هذه الانتهاكات والممارسات بأياد أمريكية ملوثة بعد أن أوهموا وخدعوا الشعب العراقى وأسقطوا دولته وفككوا جيشه بالديمقراطية والرفاهية والحرية.. لكنهم قدموا حرية وحقوقاً إنسانية مختلفة.. قتلوا قرابة المليون عراقى بدم بارد ومثلوا بالجثث وانتهكوا آدمية المعتقلين.. لمن يريد أن يعرف الديمقراطية وحقوق الإنسان على الطريقة الأمريكية عليه ان يقرأ ويسترجع فاشيتهم وإجرامهم.. فهم من علموا تلاميذهم القمع والقهر والتنكيل والتعذيب وأذاقوا الشعب الفيتنامى واليابانى والأفغانى والعراقى والفلسطينى والسورى الذل والهوان وكم من ضحايا أمريكا سقطوا.
الإرهاب فى العالم هو صناعة أمريكية- صهيونية وجميع أباطرة وتجار الإسلام وميليشيات وجماعات الإجرام والمرتزقة مثل تنظيم الإخوان الإرهابى يخوضون حروب بالوكالة نيابة عن أمريكا والصهاينة لإسقاط الدول وتدميرها وتحويلها إلى مناطق تعيث فيها الفوضى والإرهاب وعلى نفس حرب الأمريكان والصهاينة تسير قوافل الميليشيات الإرهابية فى الإجرام والقتل والذبح على الهواء مباشرة.. والغريب ان الثوب الذى اختارته أمريكا لمحمد الجولانى لا يتماشى مع تاريخه وعباءة داعش والقاعدة والنصرة ثم قائداً للميليشيات الإرهابية فمهما بدا من عمليات التجميل السياسى لوجه الإرهابى ليظهر فى ثوب القائد والزعيم السياسى الذى يدعو إلى الإصلاح والسلام والإنسانية إلا انه لم يقنع طفلاً فى العالم.. لن يستطيع أحد ان يقنعنى ان الذئب الشرس الإرهابى قد يفلح فى ارتداء عباءة وقناعة الإنسانية والرحمة والحرية ولا أدرى كيف يمكن ان يحكم هذا الجولانى الشعب السوري.. فميليشيات الجولانى الإرهابية ارتكبت أبشع الجرائم ضد الإنسانية فمن ينسى قتل الأبرياء والذبح على الهواء مباشرة والحرق لأبرياء.. ففى عام 2017 كانت الجريمة الإرهابية فى طريق الواحات والتى استشهد فيها 16 من ضباط وجنود الشرطة المصرية على يد تنظيم داعش الإرهابى الذى تعلم فيه الجولانى فنون الإرهاب والبربرية وليس هذا فحسب فهذا التنظيم الإرهابى الذى تلقى فيه الجولانى دراساته فى الوحشية والهمجية والذى صنعته أمريكا هو الذى قام بذبح 21 مواطناً مصرياً فى فيديو مصور بثه التنظيم الإرهابى وثأرت مصر وجيشها لدماء أبنائها من الشهداء الأبرار فى عملية ساحقة قضت على جميع عناصر التنظيم ومراكز تدريبه ومعاقله.. هؤلاء القتلة والسفاحون هم من يحكمون ليبيا الآن.. ومن ينسى حرق الشهيد الطيار الأردنى معاذ الكساسبة وهو شاب برتبة ملازم أول سقطت طائرته كان مشهداً يعتصر القلوب.. إجرام يمثل أحقر أنواع الإرهاب والوحشية حيث وضعوا الشهيد الطيار الشاب فى قفص وأشعلوا فيه النيران.. فهل تنتظر منه خيراً أو إنسانية أو رحمة أو رفقاً بالشعب السوري.. فقد سقطوا فى الاختبارات التمهيدية رغم ان النتيجة كانت ومازالت معروفة فمن تربى فى مستنقع الإرهاب والإجرام لا تنتظر منه أن يكون حمامة السلام أو أيادى تقدم الرحمة والإنسانية والعون.. فهم شياطين ألبستهم أمريكا قناعاً مزيفاً وهم تخرجوا فى مدارس إجرامها وعلمهم كبيرهم فى الإرهاب والإجرام تنظيم الإخوان العميل أول وأكبر المتاجرين بالإسلام.. خوارج العصر وخونة الأوطان.
الغريب والعجيب ان هناك بعض المعتوهين والمختلين عقليا من الأغبياء والحمقى مازالوا يتشدقون بالحرية والإنسانية وحقوق الإنسان على الطريقة الأمريكية والصهيونية والغربية بل هؤلاء لديهم أمل ويراهنون على ديمقراطية وإنسانية الجماعات والميليشيات الإرهابية رغم الدروس الكثيرة التى لم يستوعبها هؤلاء خلال العقود الماضية.. ولك ان تتخيل ماذا لهؤلاء وهم يتابعون اصدار الرئيس الأمريكى جو بايدن عفواً رئاسياً عن نجله هانتر المدان فى قضايا فساد وقضايا أخلاقية وعليه أحكام تصل إلى 17 عاماً وماذا لو حدث ذلك فى بلد عربى فبالطبع كانت القيامة ستقوم والمزايدات والمتاجرات وفى بلد الحرية المزعومة والزائفة إسرائيل تصدر عقوبات قاسية ضد صحيفة «هآرتس» لأنها اختلفت مع نتنياهو حول الحرب على غزة.. فماذا عن المتشدقين بديمقراطية وحرية الرأى والتعبير فى الكيان الصهيونى وعلى نفس الدرب أحمد الشرع يأتى بوزارة كل أعضائها من نفس الفصائل والميليشيات التى تتبعه مع تجاهل لجميع الأطياف السورية الأخرى فى اقصاء يبدو انه النهج القادم أيضا.. ومن العجيب أن يأتى بشقيقه ليتولى حقيبة وزارة الصحة.. فماذا عن عبدة ديمقراطية وحرية وحقوق الإنسان على الطريقة الأمريكية والغربية والجولانية؟