يجب أن نكون على «قلب رجل واحد».. صونًا لأمن أوطاننا
حتى لو نجحت إسرائيل فى التطبيع مع جميع الدول العربية.. سيظل السلام «بعيد المنال» ما لم تقم الدولة الفلسطينية
عملية التدمير الواسعة بغزة.. لدفع أهلها للتهجير ومغادرتها قسرًا
رغم ذلك يبقى الشعب الفلسطينى صامدًا متمسكًا بحقه فى أرضه ووطنه
أطالب ترامب ببذل ما يلزم من ضغوط.. لوقف إطلاق النار
ولابد أن يكون وسيطًا راعيًا لعملية سياسية جادة تفضى لتسوية نهائية
دعمنا متواصل للصومال..لابد من الحفاظ على وحدة السودان
.. ومستمرون فى جهودنا للتوصل لمصالحة سياسية شاملة فى ليبيا


أكد السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن القمة العربية تنعقد فى ظرف تاريخي، تواجه فيه منطقتنا تحديات معقدة، وظروفاً غير مسبوقة، تتطلب منا جميعًا – قادة وشعوبًا – وقفة موحدة، وإرادة لا تلين وأن نكون على قلب رجل واحد، قولاً وفعلاً حفاظًا على أمن أوطاننا، وصونًا لحقوق ومقدرات شعوبنا الأبية.
جاء ذلك خلال كلمة مصر أمس فى الجلسة الافتتاحية لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة بمشاركة الرئيس وعدد من القادة العرب فى العاصمة العراقية بغداد.
قال الرئيس إنه لا يخفى على أحد، أن القضية الفلسطينية تمر بمرحلة من أشد مراحلها خطورة، وأكثرها دقة إذ يتعرض الشعب الفلسطيني، لجرائم ممنهجة وممارسات وحشية، على مدار أكثر من عام ونصف، تهدف إلى طمسه وإبادته، وإنهاء وجوده فى قطاع غزة، مشيرا الى تعرض القطاع لعملية تدمير واسعة، لجعله غير قابل للحياة، فى محاولة لدفع أهله إلى التهجير، ومغادرته قسرًا تحت أهوال الحرب.
أكد الرئيس أن آلة الحرب الإسرائيلية، لم تبق حجرًا على حجر، ولم ترحم طفلاً أو شيخًا واتخذت من التجويع والحرمان من الخدمات الصحية سلاحًا، ومن التدمير نهجا مما أدى إلى نزوح قرابة مليونى فلسطينى داخل القطاع، فى تحد صارخ لكل القوانين والأعراف الدولية.
وفى كلمته أشار الرئيس إلى أن الضفة الغربية، لا تزال آلة الاحتلال، تمارس ذات السياسة القمعية من قتل وتدمير، ورغم ذلك يبقى الشعب الفلسطينى صامدًا، عصيًا على الانكسار، متمسكًا بحقه المشروع فى أرضه ووطنه.
وقال الرئيس إنه منذ أكتوبر 2023، كثفت مصر جهودها السياسية، لوقف نزيف الدم الفلسطيني، وبذلت مساعى مضنية، للوصول إلى وقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية ومطالبة المجتمع الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة، باتخاذ خطوات حاسمة، لإنهاء هذه الكارثة الإنسانية.
وثمن السيد الرئيس جهود الرئيس «دونالد ترامب»، الذى نجح فى يناير 2025، فى التوصل إلى اتفاق، لوقف إطلاق النار فى القطاع مشيرًا الى أن هذا الاتفاق، لم يصمد أمام العدوان الإسرائيلى المتجدد، فى محاولة لإجهاض أى مساع نحو الاستقرار، مؤكدا أن مصر تواصل بالتنسيق مع قطر والولايات المتحدة، شريكيها فى الوساطة، بذل الجهود المكثفة لوقف إطلاق النار، مما أسفر مؤخرا عن إطلاق سراح الرهينة الأمريكى الإسرائيلى «عيدان ألكسندر».
كما أوضح ان مصر فى إطار مساعيها، بادرت بالدعوة لعقد قمة القاهرة العربية غير العادية، فى 4 مارس 2025 والتى أكدت الموقف العربى الثابت، برفض تهجير الشعب الفلسطيني، وتبنت خطة إعادة إعمار قطاع غزة، دون تهجير أهله، وهى الخطة التى لقيت تأييدًا واسعًا عربيًا وإسلاميًا ودوليًا، لافتًا إلى أن مصر تعتزم تنظيم، مؤتمر دولى للتعافى المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة، فور توقف العدوان.
وأشار الرئيس الى أن العرب وجهوا من خلال قمة القاهرة، رسالة حاسمة للعالم، تؤكد أن إنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، على خطوط الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها «القدس الشرقية» وأنه هو السبيل الأوحد، للخروج من دوامة العنف، التى ما زالت تعصف بالمنطقة، مهددة استقرار شعوبها كافة بلا استثناء.
وقال الرئيس إنه حتى لو نجحت إسرائيل، فى إبرام اتفاقيات تطبيع مع جميع الدول العربية، فإن السلام الدائم والعادل والشامل فى الشرق الأوسط، سيظل بعيد المنال، ما لم تقم الدولة الفلسطينية، وفق قرارات الشرعية الدولية.
وطالب الرئيس السيسى نظيره الأمريكى الرئيس «ترامب»، بصفته قائدًا يهدف إلى ترسيخ السلام، ببذل كل ما يلزم من جهود وضغوط، لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة، تمهيدًا لإطلاق عملية سياسية جادة – يكون فيها وسيطًا وراعيًا – تفضى إلى تسوية نهائية تحقق سلامًا دائمًا، على غرار الدور التاريخى الذى اضطلعت به الولايات المتحدة، فى تحقيق السلام بين مصر وإسرائيل فى السبعينات.
كما أكد الرئيس أن أمتنا العربية تواجه تحديات مصيرية إلى جانب القضية الفلسطينية، تستوجب علينا أن نقف صفًا واحدًا لمواجهتها، بحزم وإرادة لا تلين، مشيرا الى أن السودان الشقيق يمر بمنعطف خطير، يهدد وحدته واستقراره مما يستوجب العمل العاجل، لضمان وقف إطلاق النار، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية، والحفاظ على وحدة الأراضى السودانية ومؤسساتها الوطنية ورفض أى مساع، تهدف إلى تشكيل حكومات موازية للسلطة الشرعية.
أشار الرئيس فى كلمته إلى الشقيقة سوريا مطالبا باستثمار رفع العقوبات الأمريكية، لمصلحة الشعب السورى وضمان أن تكون المرحلة الانتقالية شاملة، وبلا إقصاء أو تهميش والمحافظة على الدولة السورية ووحدتها، ومكافحة الإرهاب وتجنب عودته أو تصديره، مع انسحاب الاحتلال الإسرائيلى من الجولان، وجميع الأراضى السورية المحتلة.
وقال الرئيس إنه فى لبنان يبقى السبيل الأوحد لضمان الاستقرار، فى الالتزام بتنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية، وقرار مجلس الأمن رقم «1701»، وانسحاب إسرائيل من الجنوب اللبناني، واحترام سيادة لبنان على أراضيه، وتمكين الجيش اللبنانى من الاضطلاع بمسئولياته.
كما أكد الرئيس أن مصر مستمرة فى جهودها الحثيثة، للتوصل إلى مصالحة سياسية شاملة فى ليبيا، وفق المرجعيات المتفق عليها، ومن خلال مسار سياسى ليبي، يفضى إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية متزامنة، تمكن الشعب الليبى من اختيار قيادته، وتضمن أن تظل ليبيا لأهلها مع خروج كافة القوات والميليشيات الأجنبية من ليبيا.
وأشار الرئيس السيسى إلى أنه فى اليمن طال أمد الصراع، وحان الوقت لاستعادة هذا البلد العريق توازنه واستقراره، عبر تسوية شاملة تنهى الأزمة الإنسانية، التى طالته لسنوات، وتحفظ وحدة اليمن ومؤسساته الشرعية، لافتا إلى ضرورة عودة الملاحة إلى طبيعتها، فى مضيق باب المندب والبحر الأحمر، وتهيئة الأجواء للاستقرار، والبحث عن الحلول التى تعود بالنفع على شعوبنا.
وأكد الرئيس دعم مصر المتواصل للصومال الشقيق، ورفضها القاطع لأى محاولات للنيل من سيادته، وداعين كافة الشركاء الإقليميين والدوليين، لدعم الحكومة الصومالية، للحفاظ على الأمن والاستقرارفى بلدها الشقيق.
فى ختام كلمته وجه السيد الرئيس إلى المشاركين فى القمة كلمة قال فيها «إن الأمانة الثقيلة التى نحملها جميعا، واللحظة التاريخية التى نقف فيها اليوم، تلزمنا بأن نعلى مصلحة الأمة فوق كل اعتبار، وأن نعمل معًا – يدًا بيد – على تسوية النزاعات والقضايا المصيرية، التى تعصف بالمنطقة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية؛ القضية المركزية التى لا حياد فيها عن العدل.. ولا تهاون فيها عن الحق».
مطالبًا الجميع بالعمل معا على ترسيخ التعاون بيننا، ولنجعل من وحدتنا قوة، ومن تكاملنا نماء مؤمنين بأن شعوبنا العربية، تستحق غدا يليق بعظمة ماضيها، وبمجد حضارتها فلنمض بثبات وعزيمة، ولنجعل من هذه القمة، خطوة فاصلة، نحو غد أكثر إشراقا لوطننا العربي»، داعيًا الله أن يوفق الجميع لما فيه صالح شعوبنا العربية.
كان الرئيس قد استهل كلمته بتوجيه خالص الشكر والتقدير للرئيس «عبد اللطيف رشيد»، وشعب العراق الشقيق، على كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال، والمشاعر الطيبة التى لمسها، منذ وصوله إلى بغداد متمنيًا لفخامته كل التوفيق فى رئاسة الدورة الحالية.
كما وجه الشكر إلى جلالة الملك «حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة»، ملك مملكة البحرين، رئيس الدورة السابقة، تقديرًا للجهود المخلصة، التى بذلها فى دعم قضايا الأمة، وتعزيز العمل العربى المشترك.
كان السيد الرئيس قد شارك أمس فى اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة فى دورته الرابعة والثلاثين، المنعقدة بالعاصمة العراقية بغداد.
صرح السفير محمد الشناوى المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية بأن اجتماع القمة تناول الأوضاع الإقليمية، وما تشهده المنطقة العربية من تحديات جسيمة، خاصة ما يتعلق بالحرب الجارية فى غزة، فضلاً عن الأوضاع فى سوريا والسودان وليبيا والصومال، كما ناقش الاجتماع جهود الارتقاء بالعمل العربى المشترك بما يتفق مع تطلعات الشعوب العربية.
.. وخلال لقاء «السودانى»
الرئيس يؤكد ثقته فى قيادة العراق للعمل العربى المشترك
تعزيز التعاون بين البلدين فى المجالات الاقتصادية والتجارية

أكد السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى ثقة مصر فى قيادة العراق للعمل العربى المشترك خلال العام المقبل فى ضوء رئاسته للقمة العربية وهو ما ثمنه رئيس الوزراء العراقى الذى أكد على الدور المصرى المحورى فى الإطار العربى وإزاء التطورات الإقليمية.
جاء ذلك خلال لقاء الرئيس أمس برئيس الوزراء العراقى محمد شياع السودانى وذلك على هامش القمة العربية الرابعة والثلاثين والمنعقدة فى العاصمة العراقية بغداد.
صرح السفير محمد الشناوى المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس وجه الشكر لرئيس الوزراء العراقى على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة مثمناً الجهود التى قام بها العراق لاستضافة القمة.
أضاف السفير محمد الشناوى المتحدث الرسمى ان اللقاء شهد إشادة الرئيس بالتقدم الذى يشهده العراق فى مختلف القطاعات حيث ناقش الجانبان سبل تعزيز التعاون بين البلدين خاصة فى المجالات الاقتصادية والتجارية خاصة قطاعى البنية التحتية والطاقة والدور الذى يمكن أن تقوم به الشركات المصرية لدعم برامج التنمية فى العراق حيث أكد الجانبان حرصهما على استكشاف آفاق أرحب للتعاون بما يحقق المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين.
أوضح المتحدث الرسمى ان اللقاء تناول أيضاً مستجدات الأوضاع فى المنطقة وسبل استعادة الاستقرار الإقليمى حيث شدد الجانبان على ضرورة الوقف الفورى لإطلاق النار فى قطاع غزة وإنفاذ المساعدات الانسانية باعتبار ذلك السبيل الوحيد لاستعادة الأمن الإقليمي، مؤكدين الرفض التام لتصفية القضية الفلسطينية أو تهجير الفلسطينيين والتزامهما بالخطة العربية الاسلامية لإعادة إعمار قطاع غزة.
ذكر المتحدث الرسمى ان الجانبين أكدا ضرورة تجنب توسع الصراع الإقليمي، مؤكدين أهمية استعادة الاستقرار بالدول العربية واحترام سيادتها وحماية حدودها وصون أراضيها.