فى مثل هذه الأيام من كل عام.. كان يجرى الإعداد لرحلة أوائل الثانوية العامة لأوروبا وهى الرحلة التى تنظمها جريدة الجمهورية سنوياً منذ عام 1968 وحتى اليوم.. يمر أمامى شريط من الذكريات والمواقف عشتها مع هؤلاء الأوائل.. طيلة حوالى 40 عاماً كنت المسئول عن أعداد وتنظيم هذه الرحلة.. بداية انقل لكم ما ذكرته واحدة من اكبر الصحف الألمانية فرانكفورت الجماين.. والذى يصل توزيعها إلى ثلاثة ملايين ونصف المليون نسخة عن أوائل الثانوية العامة خلال زيارتهم لألمانيا فى عام 2007 وبالتحديد يوم 25 أغسطس عقب لقاء الأوائل بوزيرة التعليم فى ألمانيا د.آنت شوفان.. قالت الصحيفة.. إن حكومة ألمانيا الاتحادية تخطب ود أوائل الثانوية العامة فى مصر الذين أتوا إلى البلاد فى رحلة نظمتها لهم جريدة الجمهورية المصرية.. أضافت صحيفة فرانكفورت.. ان هؤلاء الصفوة الممتازة من اوائل الثانوية العامة.. جاءت من أعماق الريف المصري.. من القري.. ظهروا وسط برلين فى ملابس أنيقة.. معجبون بما شاهدوه من خضرة فى كل مكان يذهبون اليه وأيضاً بالانضباط الذى لمسوه فى إشارات مرور المشاه.. ولكنى أتوقف أمام ما نقلته الصحيفة عن إعجاب الوزيرة آنت شوفان بهؤلاء الأوائل وباجادتهم الإنجليزية إلى جانب القليل منهم الذى يجيدون الألمانية.. وأبرزت الصحيفة حرص الوزيرة على لقاء الأوائل من أبناء مصر.. ومنحهم ساعة كاملة من وقتها لهذا اللقاء وهو أكثر من الوقت المحدد بكثير.. حيث كان الوقت المحدد لا يزيد على 15 دقيقة فقط.. مم١ا يعكس مدى إعجاب الوزيرة بهؤلاء الأوائل.. وقد أجابت الوزيرة على جميع أسئلة واستفسارات الأوائل.. وان كان السؤال الذى توقفت أمامه الوزيرة هو: كيف يتمكن الطالب من دراسة الطب فى ألمانيا.. وقد أجابت الوزيرة بقولها.. كلكم مدعوون للدراسة فى ألمانيا بدون أى شروط.. وقالت الوزيرة.. يسعدنى إن تتوجهوا للدراسة فى جامعة كارل سروه فى ألمانيا وهى الجامعة الألمانية المخصصة لصفوة النوابغ من المتفوقين.. وأبدت الوزيرة سعادتها واستعدادها للقاء الأوائل مرة ثانية.. وإشارت الصحيفة إلى سلوك الأوائل المميز واحترامهم فى التعامل مع الوزيرة.. ووقوفهم لحظة دخول الوزيرة عليهم.. هذه الواقعة لا تحتاج منى إلى تعليق.. فالأوائل دائماً.. هم أفضل ما فى جيلهم.. كما كنت أقول لهم.. بقى أن اجيب على السؤال المتكرر.. أين هؤلاء الأوائل الآن.. أقدم لكم أحد هؤلاء النوابغ: أحمد خليفة مفتاح.. «الثالث» على الجمهورية أدبى دفعة 2004 وهو حالياً المستشار أحمد خليفة رئيس محكمة.. نائب رئيس مجلس الدولة.. الأول على حقوق القاهرة وتم تعيينه معيداً.. لكنه اختار السلك القضائي.. جاء ترتيبه الأول فى مسابقة وكلاء النيابة وعمل وكيلاً للنيابة لمدة عام.. ثم اختار مجلس الدولة.. قائلاً: إن مجلس الدولة قلب وعقل القوانين.. وأمامى نموذج آخر.. مروان عادل.. الأول على الجمهورية علمى رياضة دفعة 2014، والأول على كلية الهندسة بالجامعة الألمانية.. حصل على الدكتوراة من جامعة شتوتجارت بألمانيا تخصص كمبيوتر.. وهو حالياً أستاذ مادة الكمبيوتر بالجامعة الألمانية.. وأيضاً رضوى شريف الأولي١ مكرر علمى رياضة 2004.. وهى كاتبة قصة قصيرة صدر لها عقرب من عقرب الساعة.. وهى حالياً أستاذة بالجامعة الألمانية.. وأمامى نموذج آخر الأستاذة الدكتورة نهال نور الدين حسن خميس.. الأولى دفعة 1988 والأولى على طب قناة السويس بامتياز والطالبة المثالية للجامعة عام 1994وهى تخصص تحاليل الأنسجة والأورام.. استشارى لتشخيص الأورام.. كما عملت عضو بالمكتب الفنى للتعليم الجامعى بالهيئة القومية لاعتماد مؤسسات التعليم بمصر ومستشار المكتب الإقليمى لمنظمة الصحة العالمية.. وهى واحدة من خبراء وضع مناهج تدريب نواب الجراحة فى الجامعات الأمريكية ومراجع دولى بأمريكا لاعتماد مراكز المحاكاة على مستوى العالم.. وأمامى الأستاذة الدكتورة أميرة عبدالستار.. الأولى على الجمهورية دفعة 2003 وحالياً أستاذ الصيدلة بجامعة ميونخ بألمانيا والأستاذة الدكتورة مى أيمن درويش أستاذ العلوم السياسية فى اكبر جامعات العالم للعلوم السياسية فى إنجلترا.. والأستاذة الدكتورة ساره عبدالحميد أستاذة الصيدلة بالجامعة الألمانية ثم جامعة كفر الشيخ.. والأستاذة نهى سمير فرج أستاذة الصيدلة بالجامعة الألمانية والسفير بدر عبدالعاطى وزير الخارجية الجديد.. والأستاذة لبنى فؤاد الأولى على الثانوية العامة وحالياً الأستاذة بجامعة حلوان.. وغيرهم الكثير طبعا.. كل هؤلاء أعضاء رحلة جريدة الجمهورية لأوروبا.. شريط الذكريات طويل بداية من أول رحلة للأوائل نظمها الكاتب الصحفى صلاح عطية نائب رئيس التحرير فى عام 1968 إلى لبنان.. ثم المرحوم إسماعيل الشافعى نائب رئيس التحرير والأب الروحى لأجيال كاملة من الصحفيين أنا واحد منهم.. المشرف على الرحلة حتى وفاته.. وكان لى شرف تولى مسئولية الرحلة بعد ذلك.. واذكر الكاتب الصحفى الكبير سمير رجب الذى قدم أكبر دعم للرحلة طوال فترة توليه رئاسة جريدة الجمهورية ومؤسسة دار التحرير.. وأنا لمنتظرون رحلة هذا العام.