وزير الخارجية الأمريكى يقدم خطة لليوم التالى للحرب
قال ماجد الأنصاري، المُتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية أمس إنه تم الوصول للمراحل النهائية بشأن اتفاق غزة، وأن هناك تفاصيل عالقة بين الجانبين الجزء الأكبر منها يرتبط بالتنفيذ.
وأضاف الأنصاري، فى مؤتمر صحفى أنه تم تسليم مسودات الاتفاق للطرفين، داعيا إلى ضرورة التوصل لاتفاق وإنهاء المأساة فى غزة، مشيرا إلى تجاوز العقبات الرئيسية فى الخلافات بشأن الاتفاق. وأوضح الأنصاري، أن مصر وقطر وأمريكا ملتزمون بكل ما يؤدى لنجاح وقف إطلاق النار بغزة، وأن القضايا العالقة التى كانت تعوق الاتفاق سابقا تمت إزالتها.
من جانبها، أكدت حركة حماس وصول اتفاق وقف إطلاق النار بغزة لمراحله الأخيرة، وأنها أجرت مشاورات واتصالات مع قادة الفصائل الفلسطينية لوضعهم فى صورة التقدم بمفاوضات الدوحة، وأشارت إلى أن قادة الفصائل أعربوا عن ارتياحهم لمجريات المفاوضات مؤكدين على ضرورة الاستعداد للمرحلة المقبلة.
وفى تل أبيب، قال مسئول إسرائيلى إن المحادثات الرامية إلى التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، وصلت إلى مرحلة حاسمة وبات الاتفاق وشيكًا، لكن بعض نقاط الخلاف لا تزال بحاجة إلى تسوية، بحسب وكالة «رويترز».
من جهته، حثّ وزير الأمن القومى الإسرائيلى إيتمار بن غفير ووزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش على الاستقالة من الحكومة فى حال التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة، ووصف الاتفاق الذى يجرى التفاوض بشأنه بأنه صفقة استسلام.
وفى السياق، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اجتمع مع بتسلئيل سموتريتش عقب دعوة وزير الأمن القومى إيتمار بن جفير له للاستقالة من الحكومة.
وفى تفاصيل الصفقة، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن التوقعات تشير إلى أن العدد الإجمالى للمفرج عنهم من الأسرى الفلسطينيين فى المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار يبلغ نحو 1300 شخص. وأشارت إلى أن العدد قد يتغير بناء على مصير المحتجزين الإسرائيليين الذين سيتم إطلاق سراحهم، فى إشارة إلى من بقى منهم على قيد الحياة.
وبحسب وكالة رويترز، يتضمن الاتفاق المرتقب عددا من النقاط أبرزها إطلاق سراح 33 محتجزا إسرائيليا فى غزة، منهم أطفال ونساء ومجندات ورجال فوق الـ50 وجرحى ومرضي.
وإذا سارت الأمور على النحو المخطط لها، ستبدأ مفاوضات بشأن مرحلة ثانية فى اليوم الـ16 من دخول الاتفاق حيز التنفيذ. وخلال المرحلة الثانية، سيُطلق سراح باقى المحتجزين الأحياء، ومنهم الجنود والرجال فى سن الخدمة العسكرية، فضلا عن إعادة جثث القتلى منهم. وفى مقابل إطلاق سراح كل محتجز إسرائيلي، ستفرج إسرائيل عن عدد من الأسرى الفلسطينيين من بينهم أصحاب أحكام طويلة.
من جانب آخر، ينص الاتفاق على انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلى على مراحل مع بقائها قرب الحدود «للدفاع عن المدن والبلدات الإسرائيلية». وبالإضافة إلى ذلك، ستكون هناك ترتيبات أمنية فيما يتعلق بمحور فيلادلفيا (صلاح الدين) جنوبى قطاع غزة، مع انسحاب إسرائيل من أجزاء منه بعد الأيام الأولى من الاتفاق.
وسيتم السماح لسكان شمال غزة بالعودة إلى مناطقهم مع وضع آلية لضمان عدم نقل الأسلحة إلى هناك. كما ستنسحب القوات الإسرائيلية من معبر نتساريم فى وسط غزة، مع زيادة كمية المساعدات الإنسانية المرسلة إلى قطاع غزة.
وذكرت رويترز أن واحدة من أكثر القضايا الغامضة فى المفاوضات تتعلق بالجهة التى ستحكم قطاع غزة بعد الحرب، ورجحت أن الجولة الحالية من المحادثات لم تعالج هذه القضية بسبب تعقيدها واحتمال أن تؤدى إلى عرقلة التوصل إلى اتفاق.
وكشف وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن النقاب عن تفاصيل خطة اليوم التالى فى قطاع غزة، مؤكدا انها ستسلم إلى إدارة الرئيس دونالد ترامب.
وقال بلينكن إن إدارة غزة بعد الحرب يجب ان تتولاها السلطة الفلسطينية فى ظل أدوار مؤقتة للأمم المتحدة وجهات أجنبية.
وأكد ان الولايات المتحدة ومصر وقطر عملوا على مقترح نهائى لوقف إطلاق النار فى غزة وأن الكرة الآن فى ملعب حماس.
ودعا المسئول الأمريكى السلطة الفلسطينية إلى إجراء إصلاحات شاملة وأن تكون هناك وحدة بين الضفة وغزة، مؤكدا على ضرورة قبول إسرائيل غزة والضفة موحدتين تحت قيادة سلطة فلسطينية.
وقال إن على الإسرائيليين التخلى عن الأسطورة القائلة إنهم قادرون على ضم الأراضى بحكم الأمر الواقع.
وأضاف ان بلاده لاتزال تقضى بأن أفضل طريقة لخلق شرق أوسط أكثر استقراراً وأمنا، هى من خلال تشكيل منطقة أكثر تكاملاً.
وعلى الرغم من أن بلينكن لم يعد أمامه سوى أقل من أسبوع كوزير للخارجية، إلا أنه يأمل أن تصبح خطته أساسا لأى خطة مستقبلية لليوم التالى للحرب فى غزة، بما فى ذلك لإدارة الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب، الذى سيتولى مقاليد الأمور فى البيت الأبيض فى 20 يناير الجاري.
وقال ترامب فى تصريحات لشبكة Newsmax عن صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين فى غزة: «نحن قريبون جدا من إنجازها.. أدرك أن هناك شبه اتفاق وأنهم يعملون على الانتهاء منه، ربما بحلول نهاية الأسبوع». وأضاف محذرا: «إذا لم يتم إنجازها، ستكون هناك الكثير من المشاكل».
على الصعيد الميداني، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية فى غزة أمس ارتفاع حصيلة الشهداء فى القطاع إلى نحو 47الف شهيد، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلى فى السابع من أكتوبر الماضي.
وأضافت الصحة الفلسطينية فى بيانٍ لها، أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى115 مصاب منذ بدء العدوان، فى حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفى الطرقات، حيث يمنع الاحتلال وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدنى الوصول إليهم.
وأشارت إلى أن قوات الاحتلال ارتكبت 4 مجازر بحق العائلات فى القطاع، أسفرت عن استشهاد 61 مواطنًا، وإصابة 281 آخرين، خلال الساعات الـ24 الماضية.