صفقات.. وتجاوزات
منشور قصير عبر فيس بوك كان منسوبًا إلى هشام حنفى نجم مصر والأهلى السابق، تضمن عبارات قصيرة ومباشرة، وجه خلالها اللوم لمجلس إدارة النادى الأهلي، لتقصيره فى القيام بدوره المعروف فى البحث والتنقيب عن المواهب ودعم فريقه بها، وتوفير الملايين من الجنيهات والدولارات المسخرة لعمليات الشراء والتعاقد المتتالية فى الفترة الأخيرة، وبصرف النظر عن سلامة المنشور وتبعيته لهشام حنفي، فإن مضمونه أصاب الحقيقة كاملة، وأكد صحة ما تناولناه من قبل صفقات كرة القدم، وكيف تجاوزت المعقول والمقبول فى الأونة الأخيرة.
فكيف لناد أو أكثر أن يتجاهل الدور الرئيسى له فى البحث عن مواهب صغيرة السن وتقديمها لتمثيل الفريق وحمل رايته لسنوات طويلة ممتدة، والاعتماد الأساسى على قطاعات الناشئين، وما تشهده من عمليات صرف متعددة ومتتالية هنا وهناك، قد تصل فى بعض الأحيان إلى حد الاستعانة بخبرات أجنبية، وتحمل ملايين الجنيهات فى إقامة معسكرات خارجية والمشاركة فى بطولات مختلفة، وفى النهاية لا يظهر أى من اللاعبين الشباب بقميص ناديه الأساسي، ويرحل بمجرد بلوغ سن التصعيد ليبحث عن فرصة فى ناد آخر.
أرقام فلكية نسمعها ونقرأها فى وسائل الإعلام المختلفة عن لاعب أو أكثر تعاقد معهم النادى بأكثر من مليون دولار، وتحرك بعض اللاعبين الأخرين للفوز بنفس المزايا المالية، وما ينتج عنه من ارتباك فى «أوضة اللبس» ومواجهات قد تصل لحد التناحر بين لاعبى الفريق الواحد.. وبعضها يكون المستهدف منها لاعب خاض مرحلة الشباب فى نفس النادى ولتم الاستغناء عنه مجاما، وانتقل لناد آخر وتألق فيه بشدة ثم عاد فريقه الأساسى ليضمه بملايين، وكأنه يتاجر فى الخسارة كما يقول رجال السوق ومحترفو البيع والشراء.
قديمًا، كانت قطاعات الناشئين فى الأندية تتفاخر بعدد اللاعبين القادمين من صفوفها، ومن قاد الفرق الأولى فيها نحو التتويج ببطولات وألقاب محلية وأفريقية ودولية، ووقتها ظهر وصف «ابن النادي» ومن تربى بين صفوفه ودافع عن مكتسابته، وبأقل تكلفة مالية ممكنة.. أما اليوم فلا يجد المسئول أو المدير الفنى أو الإدارى حرجًا فى الاسترخاء فى مكتبه تحت منافذ التكييف، والإشارة إلى لاعب أو اثنين أو أكثر فى فريق آخر، والسعى لضمهم بمبالغ ضخمة، قد تمثل ميزانية فريق آخر يشارك فى نفس المسابقة، ولكنه اعتمد على مجموعة من الشباب الصاعد من قطاعات الناشئين أو صفقات محدودة وقليلة الثمن، نجح فى المنافسة بها والحفاظ على وجوده وسط الكبار.
دعونا نقيم التجارب كما يجب، ومحاسبة الجميع على قدر العطاء والتفكير والسعى للحفاظ على موارد الأندية، وعدم إهدارها يمينًا ويسارًا.