لا تزال صفعة عمرو دياب لأحد الشباب من معجبيه ومحبيه حديث الشارع المصرى والسوشيال ميديا وكل ما له علاقة بالفن، وانقسمت الآراء ما بين مؤيد ومعارض، والجميع يدلى بدلوه، وأصبحت الساحة مفتوحة للنزال عن طريق صفحات السوشيال ميديا، والتى يبدو أنها أصبحت آفة على المجتمع عندما يختلط الحابل بالنابل!!.
يجب أن نتفق على أن مبدأ « الصفعة « من أى شخص لآخر أمر مرفوض، ولكن هناك أمور وحيثيات يجب النظر إليها مباشرة، فى مقدمتها أن الفنان عمرو دياب فى ذلك التوقيت لم يكن يلهو، ولكنه يقوم بعمله وهو «الغناء»، وهو ما تعاقد عليه لإحياء الفرح .. فيجب عليه أن يكون فى تركيزه ليكون فى أفضل صورة عند أهل العريس والعروس، وأى أمر آخر معناه سيخرج من التركيز فى إطار عمله الذى هو الغناء « أكل عيشه»، وما فعله الشاب من محاولة أخذ صورة بطريقة ما جعلته يخرج عن شعوره ويصفعه على وجهه.. وهو أمر أعتقد أن عمرو دياب يلوم نفسه عليه! .!
وهنا يحضرنى أمر عندما خصص الإعلامى الراحل مفيد فوزى حلقة خاصة فى برنامجه «حديث المدينة» للفنان فؤاد المهندس، وأراد أن يكشف كواليس إستعداد الراحل فؤاد المهندس قبل صعوده على المسرح لمواجهة جمهوره، وهى حلقة أعتقد أن الجميع ما زال يتذكرها، إذ صرخ المهندس – وهو على أهبة الاستعداد لدخول المسرح – فى وجه مفيد فوزى رافضاً التصوير أو إلقاء أى أسئلة، وعندما انتهى من عرضه أجاب فى هدوء بأنه فى رهبة فى هذا الوقت من مواجهة الجمهور برغم أنه يلتقى به كل ليلة .!
* وفى إطار مطالبة البعض باعتذار عمرو دياب للشاب المعتدى عليه بالصفع، فأنا أؤيد هذا الاعتذار بتعويضاته الخرافية، ولكن فى حالة واحدة فقط هى إذا كان الشاب من ضمن معازيم وضيوف حفل العرس، بمعنى أن يكون من أقارب العروسين أو صديقاً لأحدهما، أما إذا كان لم يكن من ضمن الضيوف أو المعازيم، فإن الموقف هنا يختلف وتنبثق التساؤلات كيف دخل الشاب الحفل، وبأى حق يتواجد فى حفل عرس ليس له ناقة أو جمل!!.
* انتظرت على مدى أسبوع أن يعلن أحد طرفى أهل الفرح استياءه مما فعله الفنان عمرو دياب، أو أن يعلن وقوفه بجوار الشاب المعتدى عليه، على اعتبار أن عمرو دياب أهان أحد أقاربهم، ولكن هذا لم يحدث حتى توقيتنا الحالى بما يعنى أن الشاب ليست له علاقة بأهل العروسين، كما اتضح أن الشاب مغرم بالتصوير مع أهل الفن بدرجاتهم، لدرجة أنه نشر بإحدى صفحات الفيس بوك صورة قديمة أخرى للشاب مع عمرو دياب، كما أن بعض المواقع رددت أن الشاب أخذ لقطات أخرى مع الفنانين من الحضور!!.
* وهنا ندخل فى قضية أخرى مهمة نعانى منها نحن أهل الصحافة فى المؤتمرات الصحفية أو حفلات الإفتتاح وغيرها، فى أن تجد أشخاصاً يسعون لالتقاط صور مع نجوم الحفل أو المؤتمر الصحفى بأعداد كبيرة تمنعنا من ممارسة عملنا، بل أن الأمر تطور مع بعض من هؤلاء ويدعون أنهم صحفيون، وأعتقد أن الكثيرين من محررى الصفحات الفنية لمسوا هذا الأمر، والذى وصل حتى تصوير جنازات الفنانين وأسرهم بصورة جعلت أهل المتوفى يخرجون عن شعورهم، حتى أننى اعتقدت أن المتوفى سيخرج من نعشه ويطالبهم بوقف التصوير!!.
* وفى النهاية فإن صفحات السوشيال ميديا نجحت فى اشعال الموضوع، فلو لم تظهر تلك اللقطة على صفحات الفيس بوك وغيرها، لكان الأمر قد انتهي، وأخذ الشاب الصفعة وابتعد بعيداً كما حدث وشاهدنا الواقعة، فقد تلقى الصفعة ولم يقاوم أو يعترض على صفعة عمرو دياب له!!.
* نحن فى زمن السوشيال ميديا المرعبة التى تجعل الفنان بل وغيره يكون حذراً من أى خطوة يقدم عليها، إذ سيفاجأ بصورة ما قد تقضى على مستقبله، لقد حقق الشاب شهرة لم يكن يحلم بها، وإن كانت شهرة بها ضرر له بين أهله وأصدقائه مما جعله يحرر محاضر ضد الفنان عمرو دياب أوصلتهم لجلسات المحاكمة، والتى قد تطول أمرها إذا أصر كل طرف على موقفه رافضين فكرة التصالح»!!.