أسدلت النيابة العامة الستار علي واحدة من أكبر القضايا العائلية التي شغلت الرأي العام في مصر خلال الأسابيع الماضية بحفظ التحقيقات في بلاغ سرقة أموال الدكتورة نوال الدجوي، رائدة التعليم الخاص بمصر، والمتهم فيها أحفادها لابنها الراحل د. شريف ومنهم دكتور أحمد الدجوي الذي رحل منتحرا بالرصاص بمسكنه بعد إصابته بحالة نفسية سيئه جراء تلك الأحداث المؤسفة بسبب الصراع علي الميراث.
جاء قرار الحفظ بعد تأكيد النيابة بإن التحقيقات لم تسفر عن وجود اي ادلة تدين الأحفاد الأمر الذي دفع الشاكية للتنازل عن بلاغها تعزيزا لمساعي الصلح بين احفاد نجليها المتوفين ولم الشمل من جديد بعد فترة طويلة من الصراع الذي هز عرش”آل الدجوي” وشوه صورة تلك العائلة العريقة بالبلاغات والقضايا المتبادلة فيما بينهم بعيدا عن ساحة العلم التي يعملون بها منذ اكثر من نصف قرن بسبب لعنة الميراث الذي فرق بينهم.

ابنة الحفيد
وفي أول تعليق لابنة الحفيد الراحل دكتور أحمد الدجوي بعد تلك الأحداث المتلاحقة قالت عبر صفحتها بوسائل التواصل الاجتماعي بنبرات ممزوجه بمرارة الألم وفرحة الانتصار إنها تشعر بالارتياح لبراءة والدها من الاتهام مؤكدة ان ذلك لم يكن مفاجأة لها بل تأكيد علي ماعرفته عنة دائما من نزاهة وشرف موضحة هو “مفاجئتنيش “وأنا طول عمري فخورة به، أنا أعرفه كويس وأعرف تربيته وأخلاقه اللي زرعها فينا.
ظلم كبير
أضافت أن الدكتور أحمد الدجوي: “مكنش بس شاطر في شغله” و”لا صاحب أخلاق حمیدة”، ده كان أب عظيم، والسؤال اللي المفروض الكل يسأله لنفسه دلوقتي؛ مين الشخص اللي وجه الاتهامات دي لأبويا وشوه صورتة بالشكل ده؟”.
وسبب له ضرر كبير نفسي ومعنوي.. لأن اللي حصله دة كان ظلم كبير، ومش هسكت، ولن أرتاح أبدا لحد ما مااعرف مين اللي عمل فية كده عشان ياخد جزاءه، ويحاسب على جريمته، لأن ده كان السبب في موت أبويا معنويا.. واختتمت رسالتها قائلة الله يرحمك يا أحن أب في الدنيا، ربنا مش راضي على ظلمك وهيرجع حقك من اللي ظلموك.
صراع الأحفاد
بدأت حكاية “آل الدجوي “في 19 مايو الماضي، عندما اكتشفت الدكتورة نوال الدجوي، رائدة التعليم الخاص في مصراختفاء عملات اجنبية ومحلية ومجوهرات من خزائن فيلتها الخاصة بأحد الكمبوندات الراقية بالقاهرة كانت تحتفظ بها منذ فترة طويلة وهي عبارة عن 50 مليون جنيه، و3 ملايين دولار، و350 ألف جنيه إسترليني، و15 كيلو ذهب.. مشيرة في بلاغها الي وجود تغيير في كلمات المرور الخاصة بالخزن الامر الذي دفعها إلى الاستعانة بفنيين في فتحها لتكتشف الفضيحة وهو مايثير الشكوك في أحفادها لابنها الراحل.
اتهامات متبادلة
خلال ساعات اشتعلت الأحداث وازدادت سخونة بين الأحفاد لنجليها المتوفين عندما تقدم “أحمد” و”عمرو”، الدجوي حفيدا نجلها د.شريف، ببلاغ رسمي يتهمان فيه ، “إنجي” و”ماهيتاب”، ابنتي عمتهما الراحلة منى الدجوي، بالاستيلاء على ممتلكات الجدة مستغلّتين ظروفها الصحية المتدهورة اثناء إقامتها معهما بمنطقة الزمالك بوسط العاصمة في التوقيع علي عقود بيع خمسة قصور بالأحياء الراقية بالقاهرة الكبري وتحويل شيكات بمبالغ ضخمة وهي في مرحلة عمرية متقدمة تجاوزت الـ90 عاما أصبحت فيها غير قادرة علي التركيز والإدراك الكامل.
مجوهرات وأموال
في ذات الوقت اصرت “إنجي وماهيتاب” علي اتهام أولاد الخال حفيدي الجدة بسرقة الأموال والمجوهرات من خزائن الفيلا التي تصل قيمتها ل٣٠٠ مليون جنية مستغلين عدم وجود صاحبتها .. وهكذا ظل الصراع بين الأحفاد حتي وصلت القضايا والبلاغات المتداولة فيما بينهم الي حوالي ٢٠ قضية متنوعة ومنها” حجر” الحفيد علي الجدة في محاولة لإلغاء ونسف كل ماحصل عليه أولاد العمه منها واعتباره كأن لم يكن.

انتحار الحفيد
ولم تقف الأمور عند هذا الحد بل تطورت بطريقة مؤسفة وصادمة عندما تم إبلاغ الأجهزة الأمنية في 25 مايو الماضي بانتحارالحفيد الدكتور أحمد الدجوي داخل فيلته بمدينة 6 أكتوبر، بإطلاق الرصاص على نفسه مستخدمًا سلاحه المرخص..وبعد المعاينة والفحص والتحري تبين بأنه كان يمر بظروف نفسية صعبة، وعاد مؤخرًا من رحلة علاج بالخارج لينهي حياتة بتلك الطريقة البشعة لعدم قدرتة علي تحمل تلك الأزمات المدمرة.
مساعي الصلح
اخيرا ومنذ ايام بدأت تهدأ نبرة التوتر في الأحداث المتلاحقة بين الاحفاد بعد تدخل المقربين ممن يلقون رضا ومحبة الطرفين في محاولة لفض النزاع بينهما وتقريب وجهات النظر بعدد من الحلول من خلال لقاءات متعددة ليسدل الستار علي الصراع الدائر خاصة بعدما قررت النيابة العامة حفظ التحقيقات في قضية السرقة ، وتنازلت الدكتورة نوال عن شكواها ضد أحفادها من الابن ، مفضّلة مصلحة الأسرة لتكون فوق اي اعتبار وهذا ماتكشفة الأيام القادمه.
قضية الحجر
والجدير بالذكر أن محكمة مستأنف أسرة القاهرة الجديدة تنظر في 26 يونيو المقبل دعوى الحجر التي تقدم بها “عمرو الدجوي” ضد جدته، في محاولة لإثبات فقدانها للأهلية القانونية عند التوقيع على مستندات التنازل عن أملاكها لحفيدتيها ابنة العمة “مني ” وهو الأمر الذي يترقبه الجميع لمعرفة ماتسفر عنة القضية ..وعلي اعتبار أن ذلك نهاية المطاف ليغلق ملف الصراع نهائيا.