مع نهاية عام 2024.. واستقبال العالم لعام 2025 بأمل انتهاء الحروب والكوارث التى شهدها ما قبله، الامر الذى يجعل العام الذى يلملم اوراقه المبعثرة من اسوأ الاعوام دموية فى التاريخ، حيث يذهب 2024 تاركًا كثيرًا من الملفات العالقة، فالمجتمع الدولي يعيش لحظة اضطراب واستقطاب سياسي كبير لم يشهدها منذ عام 1945 تقريبًا، حيث تبقى الآثار السلبية للحرب الروسية- الأوكرانية على الهياكل الأممية والعلاقات العالمية، في حين يعيد الصراع الأمريكي- الصيني تقسيم الخريطة الجيوسياسية تقسيمًا حادًّا، حيث تتنامى التحالفات العسكرية، لا سيما التابعة لحلف شمال الأطلسي، أو التي تقودها أمريكا منفردة في المحيطين الهندي والهادي، وقد أدى هذا إلى تباطؤ في الاقتصاد العالمي، واضطراب في سلاسل التوريد بين الصين والولايات المتحدة وأوروبا.
فالعام الجديد يولد من عام شهد أعلى سنوات الصدام، وبالتالى فلا نحتاج إلى التنجيم لندرك أن ما يجرى على مدار سنوات يلد المزيد من الأزمات، خاصة أن أزمة النظام الدولى تتفاقم دون أفق للحل، فالعدوان الإسرائيلى على غزة، يكمل شهره الخامس عشر خلال أيام، كاشفا عن أكبر أزمات النظام العالمى الذى يعجز عن وقف الإبادة والحرب والتصفية العرقية، فبينما يتواصل العدوان على الأطفال والنساء تقف الولايات المتحدة مع العدوان، ويفقد النظام العالمى ما تبقى من مصداقيته وإنسانيته أو احترام القانون الدولى والإنسانى.
واستمرت تداعيات العدوان على غزة لتنتقل من غزة إلى جنوب لبنان وسوريا، وإيران، وبعد أكثر من عقد واجهت فيه سوريا الحروب والصراعات، ومع اشتعال الحرب فى لبنان سقطت بقايا مدن سوريا، وتفكك الجيش، وهرب بشار الأسد، وبدأت مرحلة جديدة، حيث اجتاحت إسرائيل أراضى سوريا، واحتلتها.
وفى جانب آخر من الصراع، تكمل فى فبراير المقبل الحرب فى أوكرانيا العام الثالث، وتتحول إلى أحد الصراعات المزمنة، وتدفع دول العالم ثمنا باهظا لـ»صراع نفوذ«، وقد يشهد عام 2025 فرصة لتفاوض روسي- أمريكي بشأن اتفاقات أمنية جديدة تتعلق بالوضع في أوروبا، ومن المتوقع ألا تترك واشنطن روسيا معزولة في قبضة الصين، خاصة مع تولى ترامب مقاليد الأمور فى الولايات المتحدة وإعلان رغبته بإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية.