ما تفعله اسرائيل والتصعيد الخطير الذى تشهده المنطقة نتيجة تداعيات الحرب الجارية فى قطاع غزة، والممارسات الاسرائيلية والانتهاكات الحالية فى غزة والضفة الغربية، وكذلك الأعمال الاستفزازية المتمثلة فى انتهاك المقدسات الدينية التى يقوم بها الجانب الاسرائيلي، وآخرها الإعلان عن النية فى بناء كنيس يهودى فى الحرم الشريف، امر مؤسف للغاية، ويؤكد اصرار اسرائيل على سياسة التصعيد وتوسيع رقعة المواجهات داخل الاراضى الفلسطينية، واستهداف المدنيين العزل وفرض القيود والاستيلاء على الممتلكات الخاصة.
اسرائيل تفعل كما تفعل، فرأينا خلال الايام الماضية عمليات عسكرية بربرية فى الضفة الغربية، كما انها تتعنت فى المفاوضات من اجل التوصل لوقف لاطلاق النار فى غزة، وبالتالى فهى لا تريد ان يكون هناك حل أو وقف لاطلاق النار فقط تريد ابادة وتصفية القضية الفلسطينية وتساندها فى ذلك الولايات المتحدة الامريكية التى لم نر منها موقفا فاعلا ضد اسرائيل، فالسؤال الذى يطرح نفسه بقوة هل لو كانت دولة اخرى مكان اسرائيل سيكون التصرف الامريكى مثل ما هو عليه ؟ الكل يعلم الاجابة جيدا ..بالطبع لا وستكون هناك مواقف امريكية جادة، ولكن ما يحدث الآن ما هو الا ازدواجية فى المعايير.
ترتكب اسرائيل جرائم حرب امام اعين العالم «الصامت» دون اتخاذ اى مواقف تجاهها، وبالتالى كل يوم ترتكب المزيد تجاه الشعب الفلسطينى الاعزل، وان كل قرارات رئيس الوزراء الاسرائيلى نتنياهو التى يتخذها يؤكد بها نواياه الحقيقية هو وحكومته الدموية بابقاء الاحتلال لقطاع غزة ومواصلة ارتكاب ابشع الجرائم والمجازر دون اى رحمة، والعالم يقف صامتا.
بالتأكيد سيأتى اليوم الذى سيتذكر فيه العالم هذه المشاهد المأساوية والذى يتألم يوميا فيها الشعب الفلسطينى والصرخات يطلقها من اجل انقاذه، والتى يسمعها كل ما فى هذه الارض التى يعيش فيها هذا العالم والتى تدعو كل ضمير ليقول كلمته الصريحة والواضحة بضرورة وقف الحرب ومحاسبة اسرائيل عما ترتكبه من جرائم، ولكن متى ستكون هذه اللحظة ؟ وهل ستكون قريبة؟.
للاسف الشديد فان العدوان غير المسبوق على قطاع غزة وايضا الحرب المستمرة فى السودان كل ذلك اظهر عجز المجتمع الدولى او عدم رغبته فى التدخل، وبالتالى فهناك حاجة الى اصلاحات عاجلة وعميقة لبنية السلم والامن الدولية، بحيث تكون اكبر تمثيلا وافضل تكيفا مع الواقع الحالي، وبالتالى أكثر تأثيرا على حياة البشر.
هناك ضرورة لحتمية الوقف الشامل لاطلاق النار بصورة عاجلة ووضع حد لمعاناة الشعب الفلسطينى وانهاء الحرب الجارية فى قطاع غزة، وانفاذ المساعدات الانسانية للشعب الفلسطينى، وتجنيب الاقليم المزيد من عوامل عدم الاستقرار والصراعات والتهديد للسلم والامن الدوليين، كما ان هناك ضرورة لحشد التأييد للاعتراف بالدولة الفلسطينية على الساحة الدولية، وضرورة العمل على ايجاد حل دائم وعادل للقضية الفلسطينية من خلال اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.