ابن صديقى اختفى فجأة بعد إعلان نتيجة الثانوية العامة من سنوات ولم أعد أراه بعدما كان يلازم والده فى أى لقاء يجمع دفعتنا أو مناسبة سعيدة عند أحد أفراد «الشلة» لاكتشف بعد هذه المدة انه يدرس الطب فى إحدى الدول وتزوج من فتاة مسلمة ملتزمة ومن أسرة ثرية وأنجب منها طفلة والتحق بالعمل فى مستشفى كبير بالعاصمة.
اليوم صديقى اتصل يطلب منى سرعة التوجة إلى منزله لأمرطارىء وضرورى فتركت «الجريدة» بسرعة وهرعت إليه لأجد كافة الأصدقاء قد وصلوا إليه قبلى.. خير يا جماعة فى أيه.. ماله.. الكل فى قلق.. دقائق ونزل صديقى إلى منزل صغير به حديقة؛ «يطلق عليه فيلا» ورثها عن أبيه فى إحدى ضواحى جنوب القاهرة يرتدى بدلة أنيقة ويبتسم ابتسامة رقيقة وهو يقول ابنى يريد أن أصفى كافة أعمالى وأن أذهب للعيش معه وأنه على موعد معه الآن لمناقشة الموضوع على الهواء بحضور أسرته الصغيرة و«حماته وثلاثة من صديقاتها» وطبعاً حدثت مشادة وتلاسن بيننا وبينه لم ينه الا عندما دخل بالشاى والكيك.. ثم القهوة المحوجة.
انتقلنا إلى الجزء المفضل فى الحديقة «البرجولة» وبدأت عمليات التواصل على شاشة كبيرة أحضرها «مخصوص» صديقنا وكانت بداية المناقشة من جانب الابن يوضح خلالها مميزات الدولة التى يعيش فيها والمستوى الثقافى والأدبى وتوفير كافة سبل الراحة ثم دخلت حماته فى الحديث بعدما قدمت التحية لنا «فرداً فرداً» وكان ابن صديقنا قد وصفنا لها تمام؛ ثم بدأت توجه الحديث إلى صديقنا، وأفردت مساحة كبيرة على الرعاية الصحية ثم انتقلت على فكرة التوقف عن العمل والانتقال إلى مرحلة التمتع والسفر والراحة؛ ثم أكملت إحدى صديقاها الحديث وكانت شديدة الجمال رغم سنها التى تعدى الخمسين واستمر الحديث حتى انتهت صديقات «حماته» بعدما سردن العشرات من المميزات عن الحياة فى بلدهن.. هنا بدأ صديقنا ينظر إلينا وكان قد اسند آلة التصوير إلى أحد المحترفين حتى ينقل لهم ما يحدث بتقنية عالية؛ ثم بدأ يسأل ابنه وحماته بعض الأسئلة؟.
لماذا اخترتم هذا اليوم وهذا التوقيت لإجراء اللقاء وكانت إجابة الابن ؛اليوم اجازة وأضافت حماته وأنا من حدد التوقيت حتى يناسب صديقاتى.. ضحك صديقى.
ثم طرح السؤال الثانى «لحماة» ابنه كم صديقة طلبت منها الحضور اليوم؟ فقالت طلبت «سبعة» من الصديقات اعتذرت أربع لمشاغل فى العمل وحضرت ثلاثة ..ضحك صديقى.
ثم طلب من ابنه أن يحدثه منفرداً.. ثم عاد إلينا بعدما قطع الاتصال وقال فى الحقيقة إنه عنده مشكلة مالية ولازم نسدد حالاً مبلغاً كبيراً وقبل أن يكمل وجد الكل بدأ يتصرف هذا يكلم ابنه روح البيت هات فلوس وهذا يكلم زوجته «فى فلوس فى الدولاب» أرسلها مع الولد» واللى خرج من الفيلا يبحث عن ماكينة صرف واللى كلم مكتبه وطلب من زميله فلوس.. واللى مسك تليفونه وحوله فلوس «انستا» خلية نحل الكل يجرى يشارك فى حل المشكلة.. المبلغ كان كبيراً ولم نستطع جمعه إلا بعد ثلاث ساعات.. عقب جمع المبلغ بدأنا فى إجراءات تحويل المبلغ إلى ابن صديقنا عن طريق صديق يعمل فى أحد البنوك الكبرى.
بعدها اختفى أحد الأصدقاء بعض الوقت ثم يعود ومعه «شنطة» كبيرة بداخلها حلة كشرى ومستلزماته أرسلتها لنا زوجته ..صديقنا ما زال يضحك.. وأثناء «ضربنا» الكشرى قرر الصديق إعادة البث المباشر لابنه وزوجته وحماته؛ فلم نجد صديقات حماته.. ولا حماته أيضاً؛ مجرد هو وزوجته.. صديقنا ابتسم هذه المرة لابنه ثم قال أعتقد أنك عرفت الآن لماذا لن أترك مصر.
ثم تركنا دقائق وعاد ومعه «براد الشاى» لزوم اطفاء الكشرى وبدأت سهرة كل يوم.