تستمر جهود مصر لإنعاش مفاوضات وقف إطلاق النار فى قطاع غزة بغية التوصل لاتفاق، حيث صرح مصدر رفيع المستوى أمس بأن الوفد الأمنى المصرى يبذل قصارى جهده لتحقيق قدر من التوافق بين الطرفين وينسق جهوده مع الشركاء فى قطر والولايات المتحدة الأمريكية.
أشار المصدر إلى أن مصر تدير الوساطة بين طرفى الصراع فى غزة بما يتوافق مع أمنها القومى وبما يحفظ حقوق الشعب الفلسطينى الشقيق، وأضاف أن مصر جددت تأكيدها لجميع الأطراف المعنية عدم قبولها أى وجود إسرائيلى بمعبر رفح أو محور فيلادلفيا.
كانت مصادر إعلامية مطلعة قد كشفت أمس أن حماس وإسرائيل رفضتا حلولاً وسطى ومقترحات طرحت على الطاولة فى جولة مفاوضات القاهرة، حول بعض النقاط العالقة على رأسها محور فيلادلفيا وممر نتساريم والوجود الإسرائيلى فيهما.
فيما غادر وفدا إسرائيل وحماس القاهرة، بقيت «فرق تقنية» لمواصلة النقاش حول المسائل العالقة.
أفاد مسئول أمريكى كبير بأن «المحادثات ستستمر فى الأيام المقبلة، لبحث القضايا والتفاصيل المتبقية»، مضيفا وفق ما نقل موقع أكسيوس – إلى أن «جميع الأطراف جاءت إلى المحادثات برغبة فى التوصل إلى اتفاق قابل للتنفيذ»، حسب قوله.
يرتبط ما يعمل عليه الوسطاء، فى الوقت الراهن، بالعودة إلى الاتفاق السابق الذى وافقت عليه حماس فى 2 يوليو الماضي، مع إجراء تعديلات طفيفة، من بينها الانسحاب التدريجى وليس الكامل من القطاع، فى مقابل مرونة إسرائيلية واضحة فى ما يتعلق بعودة النازحين إلى شمال قطاع غزة.
فى الوقت نفسه، كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية أمس أن إسرائيل عمدت إلى توسيع ممر نتساريم، الذى يقسم القطاع الفلسطينى فى الوسط إلى قسمين جنوبى وشمالي.
بحسب الصحيفة، أظهرت صور للأقمار الصناعية أن الجيش الإسرائيلى عمد إلى توسيع هذا الممر، عبر إنشاء 4 مواقع عسكرية كبيرة، كما أشارت إلى أن تلك القواعد تسمح بإقامة مئات الجنود من لواءى احتياط.
كانت صور سابقة قد كشفت حجم الدمار الذى لحق بهذا الممر قبل وبعد الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ السابع من أكتوبر الماضي، إثر الهجوم الذى شنته حركة حماس على مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية فى غلاف غزة. إذ بينت اختفاء أبنية بأكملها فضلاً عن بعض الأشجار والمساحات الخضراء، وتحول المنطقة إلى جرداء ترابية.
وتشى تلك التوسعة الحالية فى نتساريم إلى تصميم إسرائيل على عدم الانسحاب من هذا الممر، على الرغم من أن وجودها العسكرى فى غزة، شكل إحدى النقاط التى عرقلت المفاوضات التى انطلقت قبل أسبوعين فى الدوحة واستؤنفت فى القاهرة أيضا الأسبوع الماضي.
كان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد أكد سابقاً أنه لن يقبل الانسحاب من معبر رفح الفلسطيني ومحورى فيلادلفيا ونتساريم.
من ناحية أخري، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد أمس إن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تعرض البقاء فى الحرب إلى الأبد، مؤكدًا أن ذلك لا يجب أن يكون هدف إسرائيل.
نقلت صحيفة «معاريف» العبرية، عن لابيد مطالبته لنتنياهو بعقد صفقة تبادل لإعادة المحتجزين، إذ لا ينبغى أن يكون الهدف الرئيسى الاستمرار فى الحرب بقطاع غزة.
أضاف: كان ينبغى على الحكومة أن تغير اتجاهها فى غزة منذ فترة طويلة، وأن تعقد صفقة وتوقف إطلاق النار. وتابع: «من غير الصحيح أن نخوض معركة لمدة 11 شهرًا، وعلينا السعى لإنهاء الحرب فى غزة والاهتمام بقضية الشمال».