يحاول الجيش الإسرائيلي إقناع بنيامين نتنياهو بأن أحلامه في شن اكثر من حرب فى نفس الوقت فى الشرق الأوسط ما هي إلا أوهام خطيرة، لعدم وجود عدد كاف من القوات. وان التجنيد الإجباري لليهود المتشددين هى قضية خاسرة، كما يعتقد الكاتب تسفي باريل في صحيفة »هآرتس« الإسرائيلية اليومية.
أشارت «هارتس» الى ان رئيس الأركان الإسرائيلى هرتسي هاليفي ابلغ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف جالانت انه سيحتاج الى حوالى خمس عشرة كتيبة اى حوالي 4500 جندي حتى يتمكن جيش الدفاع الإسرائيلي من تنفيذ مهامه، مضيفة ان الامر لم يعد يتعلق بتفجيرات مستهدفة، أو تصفية بعض القادة، أو تدمير الأنفاق، بل أصبح الأمر يتعلق بعدة حروب متزامنة قد تستمر لعدة سنوات.
في مقالة اخرى بنفس الصحيفة، أشار الصحفي عاموس هاريل الى «الإرهاق» الذي يصيب الجيش الإسرائيلي بعد أكثر من ثمانية أشهر من الحرب التى وصفها «بالقاسية» ومقتل اكثر من 300 جندى إسرائيلى، وسط تصاعد الخلافات والتوترات بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وقيادته العسكرية.
واشار «عاموس « الى ان الجيش الاسرائيلى يريد انهاء العملية التى يشنها على مدينة رفح الفلسطينية لإعطاء قواته «استراحة» والاستعداد لحرب مفتوحة محتملة مع حزب الله في الشمال الا ان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لا يريد أن يسمع أي شيء.
ويعتقد المحللون أن الحرب بين اسرائيل وحزب الله «يمكن أن تدمر إسرائيل ولبنان»، كما تشير صحيفة نيويورك تايمز. وبحسب هؤلاء المحللين، فإن هذه الجماعة اللبنانية أقوى اليوم بكثير مما كانت عليه في العام 2006، وهي المرة الأخيرة التي قادت فيها حرباً كبيرة ضد إسرائيل والتى ادت إلى مقتل 1000 شخص في الجانب اللبناني، و160 في الجانب الإسرائيلي، وتشريد أكثر من مليون شخص، بحسب الصحيفة الأمريكية.
قال عساف أوريون، العميد الإسرائيلي المتقاعد، لصحيفة نيويورك تايمز انه خلال حرب عام 2006، أطلق حزب الله حوالي 4000 صاروخ، معظمها باتجاه شمال إسرائيل، في خمسة أسابيع و من المحتمل أن يقوم حزب الله الآن باطلاق العديد من الصواريخ، بما في ذلك الصواريخ الثقيلة التي تسبب أضرارًا جسيمة، على إسرائيل بأكملها في يوم واحد فقط.
قال الجنرال شلومو بروم، أحد كبار الاستراتيجيين العسكريين الإسرائيليين السابقين، إن العدد الهائل من الذخائر الموجودة في ترسانة حزب الله – وخاصة مخزونها من الطائرات بدون طيار – يمكن أن يطغى على الدفاعات الجوية الإسرائيلية الهائلة في حالة نشوب حرب واسعة النطاق. ويعتقد الخبير أنه في «حرب بلا حدود، سيكون هناك دمار أكبر على الجبهة المدنية الداخلية وفي عمق إسرائيل».
ويقلق الوضع الحالى واشنطن التي أرسلت مبعوث الرئيس الأمريكي جو بايدن عاموس هوشستين إلى بيروت. وتشير صحيفة «أوريان لو جور» إلا أن الأخير «تم ارساله بتحذير أخير حيث تريد الولايات المتحدة تجنب حرب واسعة النطاق بين الجانبين، لكنها قد لا تكون قادرة بعد الآن على كبح جماح تل ابيب.