ظاهرة دخيلة على الصحافة المصرية تسيء الى صاحبة الجلالة بتاريخها العريق ورموزها العظماء وشيوخها الأجلاء على مر التاريخ وشهدائها على مر العصور الذين سطروا بعرقهم ودمائهم الطاهرة قصصاً خالدة وتاريخاً مشرفاً نعيش على أثره وطيب ذكراه ولكن ما يحدث الآن على الساحة المهنية لا يمت لمهنة المتاعب بأى صلة بداية من صحافة التريند والتهافت والتكالب على رموز العفن والعهر الفنى لتحقيق مشاهدات وركوب التريند بغض النظر عن المحتوى والمضمون فكانت النتيجة ظهور شيكا وبيكا واليابانى والألمانى وكزبرة وحنجرة وشاكوش والزبال المطرود وصاحب أكبر ذراع وأنتش وأجرى صاحب أعظم موهبة لإخراج أصوات من «مناخيره» وغيرهم من الأمثلة والنماذج التى ساهمت وتساهم فى هدم القيم المجتمعية واختفى من الساحة العالم والباحث والمفكر والأديب وأصحاب الرأى.
أما النوع الثانى فهو صحافة الجنازات والتكالب وراء المشاهير والفنانين أثناء تشييع الجثامين وداخل سرادقات العزاء بشكل مهين وأسئلة أقل ما توصف بالسطحية لتحقيق سبق مشين للصحفى والجريدة أو الموقع الذى يعمل به والمهنة بشكل عام وباتت سبباً رئيسياً فى ضياع قيمة ورسالة المهنة ورسالتها السامية فى كشف الحقائق ونشر المعلومات ونقل الأخبار وعرض المشاكل وتقديم التصورات والحلول لخدمة المجتمع والمشاركة فى مسيرة البناء والتنمية والوقوف خلف الوطن فى ظل الأزمات الاقتصادية والحروب التى تجتاح دول الجوار ومخططات التقسيم وتركيع الدول ومع استمرار تلك الأوضاع الدخيلة على المهنة ضاعت الهيبة وتلاشت الرسالة بعد السماح بدخول من لا يستحق وغياب تام للمعايير واللهث وراء لعنة التريند.
وبفعل فاعل تجردت مواقع الصحافة الصفراء من أبسط معايير الحياد والموضوعية خلعت عباءة المهنية والرسالة المقدسة تحولت الى أبواق مدفوعة الأجر يحكم قوانينها التريند ويحدد ملامحها كل ما هو غريب وشاذ عن القاعدة تتحكم بها «المشاهدات والفيو» دون النظر للمصلحة العامة للوطن لتضيع معها كرامة وهيبة الصحافة وقدسية المهنة ولا عزاء لميثاق الشرف المهنى الذى ضاع وسيضيع طالما لم يكن هناك رادعاً لهؤلاء الدخلاء لذا نطالب نقابة الصحفيين بوضع حد لتلك الانتهاكات وإعادة الأمور لنصابها الطبيعى والحفاظ على هيبة المهنة قبل فوات الأوان وتغليظ العقوبات على المخالفين ووضع معايير ملزمة لإختيار صحفى مؤهل قادر على استكمال مسيرة العظماء ليبقى دائما الصحفى مصاناً مهيباً قادراً على أداء رسالته بكل احترام ووعى وتعود سفينة المهنة قادرة على حمل رسالة الحفاظ على الوطن والمواطن ولسان حال البسطاء وتصل بهم بر الأمان وبالنسبة لمنتحلى صفة الصحفى «أصحاب السبوبة» والمسميات المستحدثة «بلوجر» يوتيوبر» وأصحاب صفحات السوشيال ميديا الذين يسيئون للمهنة فلابد من تشريعات وقوانين رادعة من الجهات المعنية لمنع تلك الفوضى المحسوبة فى ظاهرها على صاحبة الجلالة والتصدى لتلك الانتهاكات.. والله من وراء القصد.