وكلاء ومرتزقة وأذرع أمريكا والغرب فى المنطقة هم من يحركون ريموت الاشعال والتأجيج للصراعات
هل تشك لحظة أن إسرائيل وداعميها يعلمون ويدركون مدى قوة مصر، وأن تل أبيب لا تقوى على مواجهة غضب الدولة المصرية، بماذا تفسر هذا الدعم الأمريكى المطلق بالمال والسلاح الفتاك لجيش الاحتلال فى عدوانه على قطاع غزة؟، هل ترى أن أساطيل وبارجات وحاملات طائرات وقاذفات أمريكا وأذنابها تقيم فى البحر من أجل العدوان الإسرائيلى على غزة.. «تبقى راجل طيب»، هل تظن أن إسرائيل قادرة على خوض حرب إقليمية مع دول كبرى بمفردها.. تبقى واهم، هل ترى أن هناك مشاكل أو خلافات بين الإدارة الأمريكية وحكومة نتنياهو المتطرفة تبقى اللعبة خالت عليك، وهى مجرد توزيع أدوار سواء لخداع الرأى العام الأمريكى أو العالمي، هل تشك فى قدرة واشنطن فى إيقاف العدوان باتصال تليفونى وإغلاق الهاتف فى وجه نتنياهو، لا يصلح أن تشك.. فنحن على أبواب الانتخابات الرئاسية فى أمريكا وبايدن الصهيونى باعترافه وبلسانه بين مطرقة وسندان، بين ضغوط اللوبى الصهيوني، واحتجاجات واعتراضات الرأى العام الأمريكى وسط سحب الاستقالات والانسحابات من الإدارة والمؤسسات الأمريكية اعتراضاً على الدعم الأمريكى المطلق لإسرائيل فى عدوانها على غزة.. حتى شباب الجامعات الأمريكية بدا كافراً بشعارات ومتاجرات معقل الديمقراطية وحرية الرأى والتعبير وحقوق الإنسان المزعومة والتى باتت سلعة منتهية الصلاحية، عديمة الجدوى فى خداع الشعوب التى كانت مغيبة واستيقظت على هول ما يحدث فى غزة ودماء الأطفال والنساء وحرب الإبادة والحصار والتجويع وكفرت بديمقراطية أمريكا والغرب وهذه الشعوب تلعن نفسها صباحاً ومساء بعد أن دمرت أوطانها بفعل الأوهام الأمريكية والغربية التى تجرعت مراراتها.
لاحظ، أن جميع وكلاء ومرتزقة وأذرع أمريكا والغرب فى المنطقة هم من يحركون ريموت الاشعال والتأجيج للصراعات فى المنطقة، تراهم فى السودان، فى ليبيا، فى اليمن، فى قطاع غزة، فإسرائيل هى الذراع الأساسية والرئيسية لمصالح أمريكا والغرب فى الشرق الأوسط، والأداة الكبري، لحماية مصالحهم، وتصنيع وافتعال وتخليق الصراعات إذا لزم الأمر أو طلبت واشنطن، لكن من يتصور أن الحلول الأمنية والعسكرية قادرة على تأمين المصالح أو تحقيق الأمن فهو واهم، ومخطئ من يظن أن سياسة حافة الهاوية يمكن أن تجدى نفعاً أو تحقق مكاسب.. وهو ما يجرى الآن من تصعيد، وحرب إبادة وحصار محكم، وإفشال لجهود التهدئة، ظناً ووهماً وزعماً أن سياسة «حافة الهاوية» سوف تحقق أهدافاً فهو ما لم ولن يحدث لأنها ألاعيب مكشوفة، فهؤلاء المجرمون يفعلون ذلك وروائح الخوف تفوح منهم، أصابهم الذعر والهلع، والرعب، ويزعمون الثبات والتمادى لكنهم يدركون خطورة اللعب بالنار، فلو اشتعلت لن يستطيعون إطفائها، وسوف يحرقون أنفسهم بهذه النيران، فلا طاقة لهم بها لكنها البلطجة، والجنون الذى دائماً يستيقظ على هول الصفعات، فمن الواضح أنه ينسى ما حدث وما كان، ويحتاج كل 50 عاماً لدرس جديد.. فالعقلاء والحكماء يدركون خطورة التصعيد على الجميع، المنطقة والعالم.
والسؤال المهم أيضاً أننا نرى أن نتنياهو يتصرف من تلقاء نفسه، أو أن حكومته شديدة التطرف والجنون غير مدعومة من الوكلاء أصحاب المصالح، فثمة مخطط شيطانى واسع يتبناه ويرعاه مجموعة من الشياطين يدعمونه بالمال والسلاح والصمت الدولي، والنفاق والقول وعدم الفعل، ولو أرادوا إيقاف إسرائيل لفعلوا ولكنه التواطؤ والمؤامرة ولأن مصر هى الهدف، من كل ما يجرى وهى أيضاً العقبة، والشوكة التى تقف فى حلق المؤامرة، أو الحيلولة دون تنفيذ المخططات فى المنطقة، لذلك الحرب عليها ضارية بمختلف الوسائل وأسلحة الخسة، لذلك فإن انتباه المصريين وإدراكهم أنهم الهدف يجعلهم أكثر تماسكاً واصطفافاً ووعياً وفهماً وحذراً.
لا أدرى كيف للرئيس الأمريكى جو بايدن يتحدث عن منع صفقات سلاح لإسرائيل ولم تمض ساعات ليتراجع، ويرسل إليهم المزيد من الأسلحة والأموال، وأؤكد أن إسرائيل رغم الخسائر الفادحة، والفضائح الكاشفة، لن تخسر شيئاً فكل مليم أنفقته سوف يرد إليها من خلال الراعى الأمريكى الذى يحصل على ثروات الشعوب، وينهب أموالها.
مفردات ومضامين وآليات ووسائل المؤامرة تدركها مصر جيداً، وتعيها مبكراً، وافسدت كل مراحلها، لكنها وصلت فى هذه الأيام إلى ذروتها، انكشفت تفاصيلها.. باجتياح إسرائيل وعدوانها وهجومها وقصفها لرفح الفلسطينية ثم السيطرة على معبر رفح الفلسطينى، ومن فرط البجاحة تطلب إسرائيل من مصر فتح الحدود أمام الفلسطينيين للنزوح إلى الأراضى المصرية، هذا ما كشفته مصر منذ بداية العدوان الإسرائيلى الإجرامى على قطاع غزة، وحذرت منه، ووضعت أمريكا والعالم أمام مسئولياتهم، ولن تسمح القاهرة بحدوثه مهما كانت التحديات.
الغريب والعجيب والحماقة الإسرائيلية التى لم تجد من يداويها أن بجاحة إسرائيل وصلت إلى الذروة، وأكاذيبهم بلغت مرحلة التخاريف والخزعبلات والهذيان اتهام مصر بالمسئولية عن معاناة الفلسطينيين فى قطاع غزة، أو دعم المقاومة، وكلما زادت وارتفعت وتيرة الفشل الإسرائيلي، تصاعدت الأكاذيب.
قولاً واحداً، إن نتنياهو جاء إلى رئاسة الوزراء فى إسرائيل بأهداف واضحة ومحددة، والمخطط معروف ومدعوم، ومدفوع، وممول، والأدلة واضحة للجميع، سواء دعم مالى وعسكرى وسياسى ودبلوماسى وقانونى «أمريكى – غربي»، بالإضافة إلى إصراراً على التمادى والتصعيد، رغم انفجار المجتمع الإسرائيلى وانقسامه، وكراهيته لنتنياهو، رغم الخسائر الفادحة عسكرياً فى الأرواح والآليات والميزانيات، والخسائر الاقتصادية غير المسبوقة وتجمد وتوقف كل شيء فى دولة الكيان الصهيونى وهو ما يشير إلى الدعم المطلق، والاتفاق المسبق مع نتنياهو على كل ما يجرى فى قطاع غزة، فهو سيناريو أقرب إلى ما يحدث فى أوكرانيا، فما يحدث فى قطاع غزة هو مخطط هدفه مصر.. لكن مصر اذكى وأقوى وبحكمة قيادتها، وبصبرها واتزانها الإستراتيجى لن تقع فى الفخ، ولن تنجر وسوف تنتصر، فالنصر صبر ساعة.
تحيا مصر