هناك رغبة شيطانية تقودها قوى الشر المعروفة لاستدراج مصر إلى مستنقع الصراعات والحروب والاستنزاف، والقارئ لما يدور من حولنا على مدار السنوات الماضية يدرك ذلك جيداً، جنوباً، هناك تحديات وتهديدات غير مسبوقة، وشرقاً الأمور تتصاعد بالجوار إلى حدود غاية فى الصعوبة والتعقيد، والتطورات المتلاحقة والمعاناة الإنسانية ومخاطر جمة لاندلاع حرب شاملة فى المنطقة وغرباً أيضاً هناك تحديات استثنائية.. وبحراً حيث يشهد البحر الأحمر توترات واضطرابات، نتاجاً لما يحدث فى غزة وهذا التصعيد الإسرائيلى تسبب فى وضع المنطقة على فوهة بركان وهو ما حذرت منه مصر. وبطبيعة الحال هناك تداعيات لما يدور من صراعات دولية، وإقليمية على الصعيد الاقتصادي، وما ينتج عنه من معاناة اقتصادية فى شكل ارتفاع معدلات التضخم والأسعار.. كل ذلك يحتاج لقيادة سياسية تتمتع بأعلى درجات الحكمة والرشد وتبنى استراتيجية الصبر والاتزان الاستراتيجى وأيضاً الحلول والأفكار الخلاقة فى العبور من هذه التحديات، لذلك نجح الرئيس عبدالفتاح السيسى فى ترسيخ الأمن والاستقرار فى مصر رغم الويلات والحرائق المشتعلة فى الجوار وتجاوز تداعيات الأزمات العالمية على الصعيد الاقتصادى بأمان.
لكن السؤال فى أتون ما يجرى فى الجوار خاصة فى قطاع غزة وإصرار إسرائيل على التصعيد والهجوم على رفح الفلسطينية، والسيطرة وتعطيل معبرى كرم أبوسالم، ومعبر رفح من الجانب الفلسطيني، ووجود مخاطر وتحديات وتهديدات ومخاطر على الحدود المصرية، كيف نتعامل كشعب للتعاطى مع ما يجرى من أحداث واحتمالات تطورها؟
أولاً: علينا أن نترك القيادة تتعامل وتتخذ ما تراه من قرارات ومواقف لأنها ترى الصورة الكاملة، وكيفية الحفاظ على الأمن القومى وإجهاض المخططات المضادة بما يتناسب مع الوضع، لذلك جاء البيان المصرى فى الهجوم على رفح فى منتهى الحكمة، عقلانياً ومنطقياً وليس تصعيدياً، انتهج التحذير، من مغبة الإقدام على هذه الخطوة، سواء على الجانب الفلسطيني، أو مستقبل المنطقة، ووضع الحل والرؤية لعبور وتجاوز هذه الأحداث، من خلال الحوار وحل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
ثانياً: أن نتوقف جميعا عن استباق الأحداث ونعلم أن محاولات استدراج مصر على رأس أهداف قوى الشر، وأنها وراء ما يجرى من تصعيد واستفزاز لتحقيق مخططات ومؤامرات وسيناريوهات الشيطان لابد أن نضع فى اعتبارنا هذا الأمر جيداً.. الأمر الثانى أنه مطلوب إيقاف مصر وتعطيل وضرب مشروعها الوطنى للتقدم لذلك النصر الحقيقي، بالنسبة للدولة المصرية ولرؤية القائد العظيم الرئيس السيسي، هو تحقيق النصر دون إطلاق رصاصة واحدة من خلال بدائل وأوراق كثيرة، ومحاصرة الأزمة سياسياً ودبلوماسياً على الصعيدين الدولى والإقليمي، فمن المهم حالة الثبات التى عليها الدولة المصرية، فالإنجاز الحقيقى الذى نسعى إليه هو تفويت الفرصة على قوى الشر، وأن نفرض عليها مسارات مغايرة لمخططاتها، وإجهاض أهدافها.
ثالثاً: لابد أن ندع صانع القرار يتصرف وفقاً لما تتطلبه الحالة فهو الأكثر قدرة على اتخاذ القرارات.. والبدائل ويرى الصورة على أرض الواقع.
باختصار مصر مستهدفة، لكن حكمة الرئيس عبدالفتاح السيسى وعبقريته هى من تصنع الفارق، بالإضافة إلى أن عدونا يعرف أكثر من الجميع مدى وعمق قوتنا وقدرتنا ولن يلجأ إلى المواجهة المباشرة لأنه يعرف أنه الخاسر وطالما أننا نقف على أرض صلبة، يدركها الجميع، فلن تستطيع أى قوة أن تفرض علينا أمراً واقعاً، أو يجرنا أو يستدرجنا أو تتحقق أهداف قوى الشر فلم تبق فى المنطقة سوى مصر العظيمة، وجيشها القوي، وشعبها المتماسك الواعي.. لذلك مصر هى الشوكة فى حلق المتآمرين وأصحاب المشروعات الشيطانية فى المنطقة، فمن المهم أن نفهم ونترك الأمور لقيادة عظيمة واستثنائية وحكيمة.