رسالة وطنية سامية
فى وعى شباب مصر
النجاح ليس شعارا، بل فعل، وجهد ورؤية، وعندما تجد هذه الثلاثية فى مؤسسات الدولة تدرك فوراً أنك أمام دولة قادرة على التقدم ومصر الآن تمتلك مؤسسات قوية فى كافة المجالات هذا الأسبوع.
تشرفت بإدارة فعاليات صالون القادة الثقافى الذى عُقد بمقر معهد إعداد القادة، هذا الصرح الذى يحمل رسالة وطنية سامية فى وعى شباب مصر، ويُعد منارة تنويرية تستحق كل التقدير والدعم.
وقد ازدادت أهمية هذا اللقاء بحضور قامة علمية كبيرة هى الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالى والبحث العلمي، والذى لا يدخر جهدًا فى دعم كل ما يُسهم فى تنمية وعى الطلاب وصقل شخصياتهم.. كما شرفنا بالحضور الفنان القدير سامح حسين، الذى أضفى على الملتقى روحًا من الوعى والفن الهادف، بحضوره الإنسانى وثقافته الرفيعة، إلى جانب مشاركة الدكتور كريم همام، مستشار الوزير للأنشطة الطلابية ومدير معهد إعداد القادة، وهو من الشخصيات المؤمنة بأن بناء الإنسان لا يقل أهمية عن بناء البنية التحتية للدولة.
ما شهدناه فى هذا الصالون لم يكن مجرد فعالية ثقافية أو لقاء حوارياً، بل كان تجسيدًا حيًا لرؤية وطنية واضحة تؤمن بأن الشباب هم ركيزة الجمهورية الجديدة، وأن الحوار هو مفتاح التغيير الحقيقي.
تحدثنا خلال الفعالية عن التحديات التى تواجه الوطن، وكيفية التعامل معها بعقل منفتح ووعى مستنير.. ولامسنا قضايا تمس كل طالب وطالبة فى مصر، ليس من باب التنظير، بل من منطلق أننا نؤمن أن طلاب الجامعات والمعاهد هم طاقة الوطن ومحرك مستقبله.
لقد أكدنا أن هذا الملتقى يمثل منصة فكرية حقيقية، تفتح أمام شبابنا أبوابًا لفهم أوسع للعالم، وتسهم فى تكوين شخصية وطنية قادرة على التمييز بين الحقيقة والشائعة، وعلى مواجهة حملات التشويه التى تستهدف الوعى الجمعي.
ولا يمكن أن نغفل فى هذا السياق الدور الفاعل للفن، خصوصًا عندما يأتى فى قالب هادف ومسئول.. من هنا جاءت مشاركة الفنان سامح حسين بمثابة رسالة قوية بأن الفن ليس ترفًا، بل قوة ناعمة قادرة على بناء الإنسان وتعزيز الانتماء.. لقد تحدث سامح حسين ببساطة المثقف العارف، ولا مس وجدان الحاضرين، مؤكدًا أن الفن عندما يكون صادقًا، يصبح جزءًا من مشروع وطنى لا يقل أهمية عن الاقتصاد والسياسة.
اليوم، ونحن نتابع الحراك الثقافى والطلابى فى الجامعات، ندرك أن هناك ما يستحق أن نفخر به.. معهد إعداد القادة، بقيادة الدكتور كريم همام، بات نموذجا فى كيفية الدمج بين التثقيف والتدريب والحوار، لتخريج أجيال واعية، مدركة لقضاياها، ومتمسكة بهويتها.
الجمهورية الجديدة لا تُبنى بالشعارات، بل تبنى بالعقول المستنيرة والقلوب المؤمنة بوطنها.