لولا كامل بن كيلانى إبراهيم الذى ولد فى 20 أكتوبر عام 1897 فى حى القلعة بالقاهرة لما خرج للعالم ما يعرف بأدب الأطفال فى مصر، يعد كيلانى هو الرائد الذى اقتحم العالم العربى بأدب أطفال ذى ملامح مصرية عربية خالصة. فهو الأديب صاحب المبدأ الذى يرى ان حوار قصص الأطفال يجب ان يكون بالفصحى فسعى إلى تحبيب العربية الفصحى لهم، كما كان حريصاً على إظهار الجانب الدينى والأخلاقى فى كتاباته للأطفال لتهذيب السلوك وغرس القيم بشكل غير مباشر كما استقى قصص الأطفال من الأساطير والأدبين العالمى والشعبى. نشأ فى القاهرة وتعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم فى كتاب الحى حيث التحق بعد ذلك بمدرسة أم عباس جة الابتدائية عام 1907 ثم بمدرسة القاهرة الثانوية وحصل على شهادة البكالوريا وخلال هذه الفترة عكف على دراسة الأدب الانجليزى وتعلم اللغة الفرنسية ومبادئ اللغة الإيطالية. وانتسب إلى الجامعة المصرية عام 1917، وحصل منها على ليسانس الأداب من قسم اللغة الإنجليزية كما حضر دروساً بالجامع الأزهر فى النحو والصرف والمنطق. وعمل بتعليم اللغة الإنجليزية والترجمة فى عدد من المدارس ثم عين موظفاً بوزارة الاوقاف عام 1922 حيث كان يتولى تصحيح الأساليب اللغوية واستقر فى هذه الوظيفة وتدرج حتى وصل عام 1945 إلى منصب سكرتير مجلس الوقف الأعلى. وعمل كيلانى فى البداية فى الصحافة وتخصص فى الأداب والفنون وكان يعقد ندوة أسبوعية فى بيته لأصدقائه، وكان فى عام 1918 قد عمل رئيساً لنادى التمثيل الحديث ثم أصبح رئيساً لتحرير جريدة الرجاء عام 1922 ثم سكرتيراً لرابطة الأدب العربى خلال 1925/1932.
كان الكيلانى قصة مثيرة مع الكتابة فى أدب الأطفال بداية من عام 1827 حتى أصبح رائداً فى هذا المجال فأصبح رائداً فى هذا الميدان وأصدر قصته الأولى للأطفال بعنوان السندباد البحرى ليتبعها بفيض من المؤلفات فى نفس المجال . من مهارات كامل الكيلانى انه كان يحفظ أكثر من عشرين الف بيت من الشعر العربى إضافة إلى الروائع الأدبية النثرية والحكم والأمثال وحصيلة جيدة من أدب الفكاهة والأساطير التى شغف بها حتى قال إن الأسطورة دعامة حياتى . كان انتاج كيلانى الأدبى غزيراً مميزاً حيث كتب ما يزيد على ألف قصة للأطفال وترجمة عن الإنجليزية مجموعة من القصص نشرها بعنوان «روائع من قصص الغرب» و«مختار القصص» وترجم رسالة الغفران لأبى العلاء المعرى إلى الإنجليزية بالاشتراك مع المستشرق الإنجليزى چيرالد برانكنبرى كما ترجم قصائد وقصصاً عن الإيطالية. ومن أشهر مؤلفاته القصصية مصباح علاءالدين وحى بن يقظان ونوادر جحا وروبنسون كروزو وشهرزاد والف ليلة وغيرها، ترجم إلى اللغة العربية كتاب المستشرق الهولندى رينهارت دوزى «ملوك الطوائف ونظرات فى تاريخ الإسلام». وكتب أيضاًًً نظرات فى تاريخ الأدب الأندلسى وهى محاضرات ألقاها فى الجامعة المصرية، وفن الكتابة: كيف تدرس فن الإنشاء، ومذكرات الأقطار الشقيقة وشارك مع آخرين ديوان ابن الرومى وديوانان زيدون. اما إنتاجه الشعرى فيضم ديوان كامل كيلانى للأطفال بالإضافة إلى قصائد أخرى نشرها فى مجلة أبوللو منها «من يغنينا» و«سوف انساك» و«شاعر منبول يصف الحب» وقصائد اخرى تحت عنوان شعر الأطفال نشرت فى اعداد متفرقة من المجلة وترجم بعضها. وفى عام 2020، اختارت اللجنة العليا المنظمة لمعرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الـ٥٤ كامل كيلانى شخصية معرض الطفل على هامش المعرض بصفته أول من خاطب الأطفال عبر الإذاعة وأول مؤسس لمكتبة الأطفال فى مصر ولأنه المبدع الذى رفض ان يغرق الطفل المصرى بالأدب الغربى باعتباره أدباً عالمياً حيث كانت أعماله كرنفالاً تشارك فيه الوان ثقافية عديدة فكان منها ما ينتمى للأدب الفرنسى والصينى والهندى والغربى والعربى وتمثلت مصادره فى الأساطير والأدب العالمى والأدب الشعبى.
وقد منح كامل الكيلانى شهادات تقدير من الدولة كما ان هناك جائزة تحمل اسمه يقدمها المجلس الأعلى للفنون والأداب والتى يتم منحها للأعمال الموجهة لأدب