وجه المخرج السينمائى الكبير يسرى نصرالله التحية لإدارة مهرجان القاهرة السينمائى على تكريمه فى حفل افتتاح الدورة الـ45 وإهدائه جائزة الهرم الذهبى التقديرية لإنجاز العمر تقديراً لمسيرته الفنية، وقال إن متعته الحقيقية عندما يقدم فيلماً سينمائياً جديداً، والمتعة والاستمتاع فى تنفيذ العمل، بل يجب أن يكون العمل ممتعًا، ليس فقط بالنسبة للمخرج، لكن لجميع فريق العمل السينمائي، ولا اتفق أو أتعاطف مع الأشخاص الذين يتحدثون عن الصعوبات التى يواجهونها فى تنفيذ أعمالهم، وإذا لم تستمتع بالعمل لا تقدمه.
جاء ذلك خلال ندوة تكريمه والتى أقيمت فى المسرح المكشوف والتى حضرها عدد كبير وجمهور غفير من محبيه وأصدقائه وتلاميذه، إلى جانب عدد من الفنانين من بينهم رانيا يوسف ولقاء سويدان وسلوى محمد على والمخرج عمر الزهيرى ويارا جبران، والفنان باسم سمرة نجمه المفضل فى أفلامه، وقال: أحب تقديم تجارب سينمائية جديدة على الوسط، ولكنى لا أحب تقديم فيلم بمعناه المعروف، كما أننى عانيت فى طفولتي، فقد كانت صعبة، وكانت اللحظة التى أشعر فيها بالأمان عندما أشاهد فيلماً حيث أشعر أننى لست وحيداً.
أضاف: عندما أبدأ اختياراتى وترشيحاتى للفنانين، فلا اختار ممثلاً على عكس طبيعته، أو أفرض شخصية معينة لا يحبها، فلا ألوى ذراعه إذ يجب أن يستمتع الممثل بالعمل مثلي، وهو ما رأيته أثناء تصوير المخرج يوسف شاهين لأعماله، إذ انه توجد حالة من الحب والاستمتاع، وعند اختيارى للممثل اختار الفنان المناسب للدور، ولا اختاره على أساس أنه نجم شباك، وأذكر أن الفنان أحمد زكى عندما علم بتحضيرى لفيلم «مرسيدس» وعلم مضمونه، طلب أن يلعب بطولة الفيلم ولكنى رفضت لأن الدور لم يكن مناسباً له على الاطلاق، وهو بالطبع فنان كبير لكن مواصفات الشخصية المطلوبة لا تنطبق عليه، كما انه لا توجدعندى حدود للممثل طالما الدور يتناسب مع شخصيته.
نفى نصرالله ما يردده البعض بأن أفلامه سياسية، وقال: أفلامى من الواقع، من الشارع المصرى فأنا أحب تقديم الشخصيات والمكان، فالسينما بالنسبة لى هى الناس والحياة والمكان، فهى من الواقع، ولا أحب ان اربط السياسة فى أعمالي، وإن كان هناك فيلم وحيد هو فيلم «الماء والخضرة والوجه الحسن» هو من الممكن ان يطلق عليه فيلم سياسى أو له خلفية سياسية، فالسينما بالنسبة لى شخصيات ومكان، والحياة مليئة بالشخصيات المؤثرة، ولا احبذ من يقوم بصنع فيلم من أجل الإدلاء برأيه، فذلك يقال فى مقال وليس السينما، وأحب الأفلام إلى قلبى «مرسيدس» و»الكيت كات» فهى نابعة من الواقع وعن شخصيات حقيقية، وتم تصويرهما فى الشارع.
قال: المنظومة الإنتاجية فى مصر مختلفة عن الخارج، فالمنتج لا يتحمس لإنتاج الفيلم إلا إذا كان فيه نجوم، وأنا عكس ذلك.. حتى إننى فى أولى تجاربى الإخراجية لم أستعن بممثلين ولكن بشخصيات حقيقية، فأنا من جيل الستينيات أعجبت بتجارب السينما اللاتينية والإيطالية، وأذكر أن فيلمى « سرقات صيفية « لم أجد منتجاً له لعدم وجود نجوم أو أسماء معروفة، ولجأت للمخرج يوسف شاهين الذى كنت أعمل معه فى أفلامه وطرحت عليه الأمر، فعرض على إنتاجه، وبالفعل تم التصوير، وتمكنت من عرضه فى مهرجان « كان « السينمائي، وقد عرض فى دور العرض السينمائية بفرنسا قرابه الـ7 شهور، بينما عرض فى مصر شهرين فقط ، أما بالنسبة للرقابة فقد تعودنا على رفضها، ولكن مع الوقت عرفت أتعامل معها.