ناقش الإمام الأكبر د.أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، مع دينيس بشيروفيتش، رئيس البوسنة والهرسك؛ أبرز القضايا والتَّحديات التى تواجه العالم الإسلامى خلال لقائهما المشترك بمشيخة الأزهر، حيث أكد الإمام الأكبر أن هذه الزيارة تأتى بالتزامن مع الإبادة الجماعية التى يرتكبها الصهاينة فى حق إخواننا فى غزة، والتى تُعدُّ وصمة عار على جبين الإنسانية، لتذكِّرنا بما تعرض له مسلمو البوشناق فى البوسنة والهرسك من جرائم إبادة جماعية، وتذكرنا بضرورة اتحادنا، وأنه الحل والسبيل الأوحد للخروج بالأمة من تلك الأزمات المتلاحقة.
أعرب الإمام الأكبر استعداد الأزهر لإنشاء مركزٍ لتعليم اللغة العربية فى العاصمة البوسنية سراييفو؛ لتعليم أبناء المسلمين فى البوسنة لغة القرآن ومساعدتهم التمسك بهويتهم الإسلامية، وتوفير منح دراسية لا محدودة لأبناء البوسنة والهرسك للالتحاق بجامعة الأزهر، واستقدام أئمة البوسنة والهرسك واستضافتهم للتدريب فى أكاديميَّة الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ، ورفع مهاراتهم وقدرتهم فى التعامل مع القضايا المعاصرة، وفى مقدمتها قضايا الاندماج والتعايش المشترك، وكذلك افتتاح مكتب إقليمى لمجلس حكماء المسلمين فى سراييفو؛ لخدمة أبناء المسلمين فى البوسنة والهرسك وتقديم الدعم اللازم لمسلمى أوروبا.
من جانبه، أعرب الرئيس البوسنى عن فخر بلاده بالعلاقة التاريخية التى تربطها بمصر والأزهر الشريف، واصفاً الأزهر الشريف بالصرح الإسلامى الكبير الذى تخرَّج فيه أكثر من 300 عالم من بلاده ممن شاركوا فى صناعة نهضة بلاده، ولهم أثر عميق فى تاريخ البوسنة والهرسك، ويحظون بتقدير كبير ومكانة عالية لدينا، ويتواجدون فى مختلف المناصب القيادية والعلمية والأكاديمية فى البلاد».
أكد الرئيس البوسنى أن ما يحدث فى غزة وصمة عار على جبين الإنسانية، وأزمة أخلاقية فى المقام الأول، مشيرًا إلى أهمية وثيقة الأخوة الإنسانية، التى وقعها فضيلة الإمام الأكبر وقداسة البابا فرنسيس، وأنها باعتبارها أهم وثيقة أخلاقية تم توقيعها فى العصر الحديث، فيجب علينا الاحتكام لمبادئها، وتعميم بنودها، خاصة فى تلك الأوقات التى تشهد أزمات إنسانية واقتصادية واجتماعية فى مناطق شتى حول العالم.