هل أصيبت مجتمعاتنا بالهشاشة المبكرة؟ أم أن الانشطار الثقافى أصاب الكتلة الصلبة فى مقتل؟ ربما كان تعدد أنماط التعليم بين حكومى وأهلى وخاص ودولى ودينى مع وجود السوشيال ميديا الفاعل والذى يفتت الكتلة المعرفية الوطنية تحت تأثيرات العولمة الثقافية، ورغم كل هذه المظاهر والظواهر بقيت المشكلة الأساسية التى تؤرق الخبراء والمراقبين وهى «اهتزاز الثقة»، حيث يفقد المجتمع ثقته فى نفسه وإمكاناته ويبدأ البعض فى إشاعة أجواء الإحباط واليأس إزاء المشكلات والأزمات والتحديات، وهنا يتحول اهتزاز الثقة إلى ضعفها انتهاء بغيابها تماماً فى بعض المواقف، فالمجتمع يحتاج مزيداً من الثقة فى نفسه، اندهش كثيراً حينما يتفاعل المجتمع مع شائعة ما لا أساس لها من الصحة ويبدأ البعض فى وضع الاستنتاجات الخاطئة والمتشائمة بناء على شائعات مغرضة، تابعنا الكثير من هذه الأمور خلال الأعوام الماضية خصوصاً فى المجالات الاقتصادية، حيث أسعار الصرف والفائدة وغيرها، وصولاً إلى شائعات تتحدث عن الديون وعجز الدولة عن السداد وتعرضها للإفلاس ووصول سعر صرف الدولار إلى أرقام فلكية، الجميع يعلم أن من يردد هذه الأفكار المسمومة هم أعداء الدولة لكنهم فى نفس الوقت يرددونها ويتساءلون عن تفاصيلها وكأنها حقيقة، وهناك أمثلة عديدة على محاولات التلاعب بالمزاج العام للمجتمع تتصل بكل مناحى الحياة وبشكل مستمر ومستدام ودون توقف، الغريب أيضا أن المجتمع يتفاعل مع كل هذه الأمثلة بشكل يحتاج دراسة عميقة وتفسيراً موضوعياً، هل المجتمع فاقد لثقته فى نفسه؟ هل المجتمع يفتقد النخب التى تقوده إلى آفاق مغايرة؟ هل المجتمع واقع تحت اسر السوشيال ميديا؟ الخلاصة أن الدولة المصرية قوية وراسخة والمجتمع المصرى المتماسك هو سر قوة هذه الدولة، لقد مرت الدولة والمجتمع بالعديد من الأزمات والمشاكل والتحديات وقد نجحت مصر باجتيازها جميعاً رغم التعقيدات والصعوبات غير المسبوقة، فلماذا إذن لا نثق فى أنفسنا؟ لماذا يشعر المجتمع بأنه غير قادر، لماذا يتعامل المجتمع مع قضاياه على أنه مجتمع هش وغير قادر؟ يا سادة كل ما تحتاجه هو «شيء من الثقة وليس شيئاً من الخوف».