والله.. لدينا كنوز.. كنوز ليس لها نهاية.. كنوز من تاريخ وحوارات لا توجد إلا فى مصر.. شوارعنا القديمة حكاية وحكايات.. حوارى القاهرة الفاطمية يكتب فيها وعنها ألف ليلة وليلة.. وفى قاهرة المعز الشفاء والدواء لكل مريض يبحث عن الراحة النفسية وسر قوة وصمود المصريين.
وذهبت فى جولة كما يغنى محمد عبدالمطلب فى رائعته الخالدة من السيدة لسيدنا الحسين.. ذهبت أعيش الحياة التى لم تتغير طوال عدة قرون ولن تتغير لأن المكان بذكرياته ومعالمه وطبيعته أقوى من الإنسان بمتغيراته وتقلباته..!
ومن باب الخلق مروراً بتحت الربع إلى باب زويلة إلى مسجد المؤيد ثم الغورية ومسجد السلطان الغورى فالصاغة فالنحاسين والفحامين والكعكيين إلى ميدان الحسين والجمالية وشارع المعز ومنطقة الجمالية، هناك فى هذه الأماكن تختلط روائح العطور بروائح البخور المتصاعد من كل مكان.. برائحة المبانى القديمة من عدة عصور ومعها مذاق خاص من رائحة التوابل التى تأتى من محلات العطارة الشهيرة فى هذه الأحياء.. هناك تذوب عشقاً وأنت تجول بناظريك فى كل الأنحاء بحثاً عن مملوك يمتطى صهوة الجواد.. أو عن الوالى يتفقد أرجاء المكان.. وتتجول وتتفحص المارة آملاً فى مشاهدة سى السيد وهو يهبط من «الحنطور» ليباشر أعماله فى المكان.. وفى هذه الأجواء أنت تستعيد التاريخ وعبق الماضي.. أنت فى قلب مصر.. ومع ابن البلد الذى احتفظ بسماته الخاصة والذى له عالمه السحرى الذى لا يغادره أبداً ولا يمكنه أن يعيش بعيداً عنه.
وأه.. وأه.. وما أجملها من لحظات.. عندما ترتفع أصوات الآذان من عدة مساجد ويتخلل ذلك نوع من السكون والهدوء والطمأنينة التى تسود الشوارع والبيوت.. أصوات ساحرة تنادى بحى على الصلاة وتسمو بك فوق كل دنايا الدنيا وتقلباتها.. أصوات من السماء تدعوك لعبادة الواحد القهار والبعد عن النار والاقتراب من الجنة.
وعش واستمتع فى كل مكان.. اشرب العرقسوس.. واجلس على مقهى من مقاهى زمان وتحدث مع «مجذوب» من المجاذيب يأتى مؤكداً أنه قد سبق له رؤيتك فى المنام وأنه ينتظر منك الإحسان.. وتبادل الحوار مع صغير يقنعك بأن ما يبيعك إياه هو بأرخص الأسعار، ولا تفقد ابتسامتك حتى وأنت تجادل سيدة تقسم لك أنها «تجرى على أيتام»..!
ولا تنسى أنك فى نهاية الجولة ستأكل «الكباب».. هناك أشهر وأجود مطاعمه.. تاريخ وشهرة وعلامات مسجلة.. واليوم لن ينتهي.. فاليوم هناك بداية بدون نهاية.. أساطير وحكايات و»خرافات» أيضاً ولكن مسلية ولذيذة.. وشعب عايش كل دقيقة.. وكل ثانية.. وقاهرة نجيب محفوظ حكاية ترد الروح.. دائماً وأبداً.
>>>
ويغنى محمد محيى أغنيته التى وضعته فى مصاف الكبار.. أعاتبك على إيه ولا إيه ولا إيه.. على الويل ولا الجراح ولا عمرى اللى راح.. وعندما غناها مؤخراً فى إحدى الحفلات فإن الجمهور كله كان يغنى معه من أعماق الأعماق بحرقة وتنهيدة وانفعال.. فيبدو أنها جاءت على «الوجيعة» وأن لدى كل واحد منا ومنهم قصة عتاب مع صديق أو قريب.. قصة صدمة ما بعدها صدمة.. قصة عتاب لا ينتهى وخذلان مازال مستمراً.. قصة العمر الذى ولى ولم يعد يصلح معه خصام ولا عتاب.. قصة الأيام التى كنا فيها نحلم ونحلم ونحلم مع الرفاق لنستيقظ ذات يوم ونكتشف أننا كنا وحدنا وأن الرفاق قد تخلوا عنا.. وأننا فى الميدان ننتظر مدداً لن يأتى أبداً.. وأعاتبك على إيه ولا إيه.. ولا إيه.. ماخلاص مابقاش فى العمر حاجة.. ما أخذتم كل حاجة.. هو أنتم وراكم حاجة غير تعب القلوب..!
>>>
وخبيرة فى التجميل.. لديها مكتب خاص لحجز وترتيب المواعيد ويقال إنها تقاضت مليون جنيه كاملة عداً ونقداً لإجراء مكياج لعروس فى ليلة زفافها..!! ومليون جنيه من أجل أن تظهر العروس فى المساء بوجه يشع حسناً وجمالاً!! مليون جنيه كاملة «علشان الصورة تطلع حلوة».. مليون جنيه كاملة من أجل شوية «أصباغ» و»بويات»..!! ونقول إيه.. اللى عنده فلوس ومحيراه يحط ماكياج ويغسله..!
>>>
والحياة حلوة.. ومن يملك المال والثروة من حقه أن يعيش ويستمتع بالحياة إلى سن المائة وما بعدها.. وملياردير الإعلام الأمريكى روبرت مردوخ تزوج للمرة الخامسة وهو فى سن الـ 93 عاماً.. ثلاث سنوات بعد أن وصل إلى التسعين عاماً فى عمره المديد.. والعروس عالمة أحياء من جذور روسية وعمرها يقترب من السبعين عاماً.. والحب لا يعرف السن.. الحب يطيل العمر.. وميردوخ يمكنه أن يكسب مليارات جديدة من الدولارات بعد هذا الزواج إذا ما قدم للعالم الوصفة السحرية لكيفية عودة العجوز لصباه.. أكيد عنده السر الذى لا يعرفه أحد..!!
>>>
ويارب.. يارب السماء افتح لى خزائنك، واغمرنى بلطفك الخفى ورزقك الواسع، يارب مكنى فى الأرض واجعل حياتى فيها آمنة مطمئنة بقدرتك وتدبيرك، أنت ربى لا إله إلا أنت.
>>>
وأخيراً:
>> الضمير هو ذلك الصوت الخافت
الذى يدوى أحياناً، فيسرق منك منامك.
>> وليس كل ما فى القلب قابل للبوح، هناك
ما يولد ويموت ولا يفصح عنه.
>> ومن عتب على الدهر.. طال عتابه.
>> وسبحان من أعطى بلا سؤال،
ورزق بلا أسباب، سبحانك .. يا أكرم الأكرمين.