أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلى،أمس، تنفيذ عمليات عسكرية ضد 75 هدفا فى جميع أنحاء قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية، وسط تصعيدغير مسبوق فى العنف والمجازر المرتكبة بحق المدنيين، وذلك بالتزامن مع دخول المساعدات.
قصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلى، منزلاً فى جباليا البلد، ما أدى إلى استشهاد 6 فلسطينيين على الأقل وإصابة وفقدان عشرات الفلسطينيين، إذ كان المنزل المكون من 4 طوابق، مأهولًا بأفراد عائلة فلسطينية، بالإضافة إلى عدد من النازحين.
واوضحت « القاهرة الاخبارية « أنَّ عمليات البحث والإنقاذ توقفت تحت أنقاض المنزل المذكور ،بسبب النقص الحاد فى المعدات الثقيلة، مما حال دون الوصول إلى عشرات المفقودين.
قال الدفاع المدنى الفلسطينى، أنَّ أكثر من 50 شخصًا لا يزالون فى عداد المفقودين، وسط عجز كامل عن الوصول إليهم، كما أنَّ طواقم الإنقاذ أُجبرت على إنهاء عمليات البحث بعد نفاد الإمكانيات الفنية، وعلى رأسها المعدات الثقيلة اللازمة لرفع الركام.
فى نفس السياق، استشهد صباح أمس، 11 مواطنا آخر وأصيب عدد آخر فى قصف جوى إسرائيلى استهدف منزلا لعائلة الدغمة فى بلدة عبسان الجديدة شرقى خان يونس جنوبى قطاع غزة.
يأتى ذلك بينما شن الاحتلال سلسلة أخرى من الغارات الدامية مما أسفر عن استشهاد 68 فلسطينيًا فى أنحاء متفرقة من قطاع غزة.
وارتفعت حصيلة حرب الإبادة الجماعية التى تشنها إسرائيل على غزة إلى 53.762 شهيدًا و122,197 مصابًا، وذلك فى أعقاب وصول 107 شهداء، بينهم 3 جثامين جرى انتشالها، إضافة إلى 247 إصابة جديدة، إلى المستشفيات خلال الساعات الــ 24 الماضية، بحسب وزارة الصحة الفلسطينــية حيــث بلغ اجمالى عدد الشهداء خـلال
الـ 48 ساعة الماضية حوالى 192 شخصاً اضافة إلى مئات المصابين والمفقودين.
من جهة أخرى كشفت مصادر عسكرية إسرائيلية عن خطة جديدة لجيش الاحتلال تهدف إلى السيطرة على ما بين 70 ٪إلى 75 ٪من قطاع غزة خلال فترة تمتد لنحو 3 أشهر، عبر عملية موسعة تشارك فيها 5 فرق عسكرية مع إمكانية تعليق العمليات فى حال التوصل إلى صفقة للإفراج عن الرهائن.
وتتضمن الخطة تقسيم قطاع غزة فى عدة نقاط رئيسية، مع تكرار ما يسمى بـ»نموذج رفح الفلسطينية « الذى شهد عمليات عسكرية مكثفة بهدف تصفية البنية التحتية للفصائل الفلسطينية والقضاء على مقاتليها.
وبعد استكمال المرحلة الأولى الممتدة لثلاثة أشهر، تنوى قوات الجيش الإسرائيلى مواصلة عمليات تطهير واسعة فى المناطق التى تسيطر عليها، على مدار عدة أشهر لاحقة.
وصرّح رئيس هيئة الأركان، الجنرال هرتسى هليفى، فى خطاب مؤخرا، بأن القيادة السياسية قد تأمر فى أى لحظة بوقف العمليات إذا ما تم التوصل إلى اتفاق للإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى حماس.
وبالتوازى مع ذلك، تسعى إسرائيل لنقل سكان غزة إلى خارج القطاع بالتنسيق مع الولايات المتحدة، إلا أن مصادر رفيعة أكدت لصحيفة «إسرائيل هيوم» أن واشنطن لم تُبدِ حتى الآن اهتماما كافيا بهذا المسار.
فى تطور آخر أعلنت إسرائيل، إدخال 107 شاحنات تابعة للأمم المتحدة والمجتمع الدولى محملة بالمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية، إنه بناء على توصية المستويات المهنية التابعة للجيش والحكومة، تم نقل 107 شاحنات تابعة للأمم المتحدة والمجتمع الدولى محملة بالمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وأوضحت أن المساعدات تشمل الطحين والمواد الغذائية والمعدات الطبية والأدوية.
وأشارت الى أن الشاحنات، التى تنقل المساعدات قد خضعت لتفتيش أمنى صارم من جانب أفراد سلطة المعابر البرية.
على صعيد آخر اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، نظيره البريطانى كير ستارمر بتشجيع حركة حماس، بعدما انضم ستارمر إلى قائدى فرنسا وكندا فى الدعوة إلى وقف الهجوم العسكرى الإسرائيلى وإنهاء القيود على المساعدات الإنسانية، حسبما ذكرت وكالة الأنباء البريطانية (بى أيه ميديا).
وأدان ستارمر والرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الكندى مارك كارنى فى وقت سابق من الأسبوع الجارى الإجراءات «الشنيعة» للحكومة الإسرائيلية فى غزة، محذرين من أن المملكة المتحدة وحلفاءها سيتخذون إجراءات ملموسة ما لم يغير نتنياهو مساره.
وقال نتنياهو فى منشور عبر منصة إكس إن حركة حماس ترغب فى «تدمير الدولة اليهودية» و»القضاء على الشعب اليهودى».
وذكر نتنياهو: «لا يمكننى فهم كيف تغيب هذه الحقيقة البسيطة عن قادة فرنسا وبريطانيا وكندا».
أضاف قائلا: «هؤلاء القادة الثلاثة يقولون عمليا إنهم يرغبون فى بقاء حماس فى السلطة، لأنهم يصدرون مطلبهم الزاخر بالتهديدات بفرض عقوبات ضد إسرائيل وليس حماس».
وأشار نتنياهو إلى أن إجراءات هؤلاء القادة لا تدفع السلام قدما، بل تشجع الحركة على مواصلة الحرب للأبد.
فى سياق آخر طلب المدعون العامون فى المحكمة الجنائية الدولية، من قضاة المحكمة رفض طلب إسرائيل إلغاء مذكرتى الاعتقال بحق نتنياهو، ووزير جيشه السابق يوآف جالانت.
يذكر أنه فى نوفمبر 2024، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتى اعتقال بحق نتنياهو وجالانت، بتهمتى ارتكاب جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين فى غزة.