من عام لعام ننتظر قدوم الشهر الكريم لتحل علينا بركته ويعم الخير وتكثر الأعمال الطيبة لتزداد حسنات العباد علها تكون منجية من آثام ارتكبناها فى غفلة من الزمن ونحن فى معركة الحياة التى باتت بلاشك طاحنة لذا علينا جميعاً اغتنام الفرصة لننهل من بركات الشهر الذى يفيض علينا بالبركة والخير.
والخير هنا كلمة شاملة تبدأ مع الحالة الطيبة التى يخلقها الشهر الكريم داخل البيوت حيث تجتمع العائلات بعد فترة طويلة من التباعد فنادراً ما تجد أسرة فى الوقت الراهن تجتمع على طعام الغذاء أو الافطار إلا فيما ندر فقد يذهب الأبناء لمشاغلهم ويأتى الآباء من أعمالهم دون التقاء وهنا يكون شهر رمضان فرصة طيبة لإعادة الجمع العائلى الذى تشتت بسبب مشاغل الحياة.
وهنا يجب أن يستغل الآباء والأمهات هذه المناسبة الطيبة لغرس القيم والعادات والتقاليد التى غابت عن المجتمع فى الآونة الأخيرة بفضل سيطرة التكنولوجيا على صغارنا وشبابنا وما صاحب ذلك من تسطيح للفكر وغياب للقيم المجتمعية وانتشار الممارسات غير الأخلاقية لذا فإن الشهر الفضيل فرصة طيبة لمحاولة الإصلاح.
وقد يكون الخير عملاً طيباً تقدم عليه من إطعام فقير أو إحسان لمسكين أو مساعدة سائل وكلها أمور قادرة على إسعادك ورسم بهجة أيامك لكن الخير الأكبر هو أن تتقى الله فى أفعالك لتتقى الله فى نفسك وترحمها من الذلات والسقطات التى قد تعصف بك وتقلب حياتك رأساً على عقب.
وسقطات الحياة ليست بالضرورة أن تكون بالشكل المتعارف عليه ولكن خداعك لشخص من أجل الحصول على مصلحة هو إثم وامتناعك عن قول الحق والتزام الصمت هو إثم ورؤيتك للفساد وعدم محاربته هو إثم والتقول على الآخرين أثم واستكار النعمة على غيرك إثم واستغلال منصبك فى محاباة شخص ومنحه حقوقاً لا يستحقها إثم ومنع الحقوق عن أصحابها إثم وغيرها من الأمور التى يجب الصيام عنها ليس فى شهر رمضان فقط ولكن فى جميع أيام الحياة.
اجعلوا الشهر الكريم استراحة للتوقف ومراجعة النفس ومحاسبتها على أفعالها وتعديل المسار..اجعلوا منه فرحة تعم القلوب بطيب الأعمال.. اجعلوه بداية للنفس لتسلك طريق التقوى وتبتعد عن المعاصى بكل أشكالها.
إن الصيام عبادة وركن أساسى من أركان الإسلام شأنه شأن الصلاة ولكن فى يقينى لا يصح كلاهما إلا إذا حسن فعلك فلنحرص جميعاً على حسن الأفعال ليتقبل الله منا ومنكم صيام الشهر الكريم وكل عام وأنتم بخير.