قال «صلى الله عليه وسلم»، «من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه» رواه البخارى ومسلم، وهو شهر العطاء والجود، فقد كان «صلى الله عليه وسلم»، أجود الناس، وكان أجود ما يكون فى رمضان، كان أجود بالخير من الريح المرسلة، فهذا يبين لنا مدى فضل هذا الشهر الكريم، وكيف يتقبل فيه الله – عز وجل– جميع الطاعات.
ففى رمضان وقفات للقلوب البصيرة كى تحاسب النفوس على التقصير، وفيه تتزود الروح بالخير والتقوى وفى هذا الشهر تتجه القلوب إلى الخالق الديان، وفيه أجل عبادة نسبها الله إلى نفسه، وخصص بالثواب عليها لما ميزها به من ميزة الإخلاص، قال «صلى الله عليه وسلم»، «كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لى وأنا أجزى به» جاء رمضان بعبادة الصيادم، لتهذب النفوس، وتحفظها من الشهوات، وتكف الجوارح عن اللغو والفحش والبذاءة، وتطهر المجتمع من عثرات الألسن، وأسقام القلوب التى فرقت بين المسلمين، رمضان فرصة خير ومحاسبة للنقوس، وشهر تهذيب وتدريب فرصة للتزود بزاد التقوى والإيمان ومجاهدة النفس على شهواتها، ومجاهدة الذنوب والمعاصي، بصيام رمضان إحساس بالجوع، وشعور بحالة الفقراء والمحرومين ومشاركتهم آلامهم وأحزانهم، فترق القلوب والمشاعر، ويتكاتف المجتمع متعاوناًً على البر والتقوي، فيكون صفاً واحداً وقلباً واحداً وتجسدت فيه الوحدة الإسلامية، فى رمضان نقتطف ثمرات الصيام، وفى لياليه تمتلئ بيوت الله بعباده المؤمنين الذين يؤدون العبادات، تنهل دموعهم من الخشوع ومناجاة الرحمن فتطهر القلوب، وتخفف القلوب تتطلع إلى نفحات ربها، وان المسلم اليوم بحاجة إلى أغتنام مواسم الخيرات، وإشغال هذه النفوس بطاعة الله، فهناك المقصرون فى حق الله، وهناك المذنبون، وهذا الشهر المبارك فرصة عظيمة لمحاسبة النفس على التقصير قبل الحساب والعقاب، والمبادرة إلى أعمال الخير وفعل الطاعات.