رائحة شهر المحبة تزداد يوماً بعد يوم لتعلن قربه، لمحو الذنوب، وتفريج الكروب واضاءة الأجواء الإيمانية والمطمئنة، والمصابيح النورانية وتنشر الخير وتوزيع الصدقات وتبدأ صلاة التراويح، لتبعث فى قلوبنا شيئاً من الأمان والسلام.
يأتى الشهر الكريم، وتطفو شائعة فاسدة كل عام أن رمضان شهر التراخى والنوم والكسل، والخلود إلى الراحة والعمل القليل رغم أن ذلك يتنافى مع الأدلة الشرعية وقواعد العقل والمنطق. وللأسف هناك فريق من المسلمين يتفرغون من أعمالهم، ليتأهبوا ويستعدوا للعبادة فقط، ولا مكان لديهم للعمل بدعوى انه شهر العبادة، والعبادة فقط، وهو فرصة تتضاعف فيها الأعمال، ويزداد فيها الإيمان.. وهو اعتقاد يتعارض مع أهداف شهر رمضان والحكمة من صيامه.. ذلك أن وفاء المسلم بالتزاماته و القيام بواجباته تجاه عمله يعتبر فى حكم العبادة.
رمضان شهر الخير ومن الخير قيام الموظف بأداء واجباته الوظيفية كالمعتاد كما كان حاله قبل رمضان بل ينبغى مضاعفة إنتاجه وجهده فى رمضان حتى تتحقق حكمة الصوم فى بذل الجهد والعمل وهو صائم وإذا كان الموظف مطالباً بالوفاء بواجباته التى يستحق مقابلها راتبه.. فينبغى ألا يتأثر ذلك بصيامه وإذا كان بشوشاً مع الآخرين قبل رمضان، فينبغى إلا ينقلب إلى عبوس وغلاظة.
رمضان شهر الجد والعمل وشهر الخير والوفاء سواء فيما يتعلق بالعبادات أو بالمعاملات وحقوق الآخرين وعلى الجميع سواء كان موظفاً أو عاملاً الاستمرار فى أداء واجباته والالتزام بعمله، وألا يجعل الصيام سبباً أو حجة فى تقصيره.. فكما هو حريص على بذل المزيد من العبادات فى هذا الشهر الكريم، فعليه ألا ينقص من أجره ومن صيامه ومن عباداته بتقصيره فى عمله أو الإخلال بالتزاماته تجاه الآخرين.
فى المقابل.. هناك فريق يتخفف من عمله لا ليعبد الله، ولكن ليصرف وقته أمام القنوات المختلفة لمشاهدت المسلسلات واللهو والنوم وحضور الموائد والتفرغ العزومات، حتى يمر الوقت دون أن يشعر بماهية الجوع أو فلسفة التعرض الى العطش.
>>>
التوزيع الكبير للوجبات الجاهزة على المحتاجين، قد يكون فى محمود فى أماكن كثيرة.. ولكنها قد تكون غير صالحة فى أماكن أخري.
إخراج الصدقات من أفضل الاعمال خلال الشهر الكريم.. فلنكثر منها ونخرج من أموالنا القليل، إن كنا لا نملك.
****