استشهاد 169 صحفيًا منذ بداية العدوان
فى اليوم الـ318 للحرب على قطاع غزة، لاتزال مفاوضات الهدنة لا قرار لها، مع مواصلة الاحتلال الإسرائيلى قصف مساكن ومرافق المدنيين فى القطاع، فيما نفذت المقاومة عمليات جديدة قتلت فيها جنودًا ودمرت تجهيزاتهم فى معارك ضارية تدور رحاها فى مناطق عدة فى محافظة خان يونس جنوبى القطاع.
حذّر وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن أمس من أن المفاوضات الجارية لهدنة قطاع غزة قد لا تعقبها فرصة أخرى لوقف إطلاق نار الحرب المشتعلة منذ ما يزيد على 10 أشهر.
التقى بلينكن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ورئيس الاحتلال الإسرائيلى إسحق هرتسوج، فى زيارته التاسعة إلى المنطقة منذ بدء الحرب فى 7 أكتوبر، ووصف فيها المفاوضات باللحظة الحاسمة وأنها آخر فرصة لفك رهان الأسرى والتوصل إلى وقف إطلاق نار وتحقيق سلام وأمن دائمين، كما وصف نتنياهو اجتماعه مع بلينكن بالمثمر.
يعتزم بلينكن زيارة مصر اليوم الثلاثاء حيث يلتقى بدر عبدالعاطى وزير الخارجية المصرى فى مدينة العلمين للتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بالقطاع.
دعا وزير الخارجية الأمريكى الاحتلال الإسرائيلى وحركة حماس ألا يبطئوا فى جهد الهدنة، إلا أن نتنياهو أصر على إقامة قوة أمن إسرائيلية طول محور صلاح الدين (فلادلفيا)، مع موافقته على التزام إسرائيل المقترح الأمريكى الأخير بشأن إطلاق سراح الرهائن.
نقلت إذاعة جيش إسرائيل عن مسئولين أن نتنياهو يدرك أن الإخفاق فى عقد صفقة مآله تدهور الحرب إلى أزمة فى المنطقة كلها.
لكن هيئة البث الإسرائيلية قالت إن إسرائيل لا تؤيد الاقتراح الأمريكى إلا بالاتفاق على الانسحاب التدريجى من المحور، فيما كشف مصدر مطلع على المفاوضات عن خلافات عميقة بشأن انسحاب جيش إسرائيل من القطاع.
كان موقع «والا» الإسرائيلى قد أشار إلى أن أمر الحكومة للجيش بزيادة القتال فى القطاع كان من أجل زيادة مكاسب إسرائيل فى محادثة الهدنة.
نقل الموقع عن مصادر أن أجهزة أمن إسرائيل تتوقع أن يضغط بلينكن بشدة على حكومة نتنياهو، لكن المصادر قالت إن تلك الأجهزة تصر على وقف الحرب مؤقتاً، أى قابلية العودة إلى قتال حماس.
أما حركة حماس فقالت إن الولايات المتحدة أضافت شروطًا جديدة إلى مسودة الاتفاق الذى كانت قد وافقت عليه وإنها على هوى نتنياهو.
من جانبها رحبت إيران فى بيان لوزارة خارجيتها بأى جهود صادقة لوقف إطلاق النار ووقف جرائم الكيان الصهيونى الوحشية. وقال البيان إن الإدارة الأمريكية لها من القوة ما يكفى لوقف حرب إسرائيل على غزة، لكنها تقاعست عن ذلك، وأن الكرة فى ملعبها الآن لتثبت جديتها فى إنهاء الحرب بغزة.
ذكر البيان أن إيران لا تسعى إلى إذكاء الخلاف فى المنطقة، بل إنها تدعم جهد وقف إطلاق النار. إلا أن البيان أكد حق إيران فى الرد على الاعتداء على سيادتها وأنها سترد حينما يتراءى لها.
أما فى ميدان الحرب فقد ارتقى ما لا يقل عن 38 شهيدًا وسقط عشرات الجرحى فى غارات للاحتلال على مواقع مختلفة فى القطاع وأعلن الاحتلال قتل جندى له فى شمال غزة، مع استمرار القصف المدفعى على مدينة حمد السكنية ومحيطها فى خان يونس وتركيزه على الشقق السكنية ومخيمات النازحين فى المدينة وإطلاق قوات الاحتلال قنابل ضوئية مع الاشتباكات.
أعلنت كتائب القسام الجناح العسكرى لحركة حماس أنها قتلت جنودًا وجرحتهم بعبوتين ناسفتين بعد خروجهم من آليات كانوا يركبونها غرب مدينة حمد.
نشرت كتائب القسام فيديو لتفجير مركبتين إسرائيليتين فى محور نتساريم جنوب مدينة غزة قالت إنه قتل وجرح جنودًا منهم.
بثت سرايا القدس الجناح العسكرى لحركة الجهاد الإسلامى صورًا قالت إنها قصف جنود الاحتلال وآلياته المتوغلة فى منطقة القرارة شمال خان يونس بقذائف الهاون.
زاد عدد الشهداء من الصحفيين فى قطاع غزة إلى 169 منذ 7 أكتوبر، باستشهاد الصحفى إبراهيم محارب، بعد العثور على جثمانه قرب مدينة حمد شمال غرب خان يونس، وكان قد فُقد بعد قصف قوات الاحتلال جماعة صحفيين بمدينة حمد.