الحصيلة تتجاوز الـ 51 ألف شهيد منذ بدء العدوان
قال مسئول كبير فى حركة حماس لوكالة «فرانس برس» إن الحركة سترد على اقتراح إسرائيلى لوقف اطلاق النار تلقته عبر الوسطاء خلال ساعات، حيث لا تزال الحركة تجرى مشاورات معمقة، داخل إطار قيادتها، وكذلك مع فصائل المقاومة، من أجل صياغة موقف موحد.
وأعلنت حماس أن قيادة الحركة تدرس المقترح الذى تسلّمته من الوسطاء، وستقدّم ردها عليه فى أقرب وقت، فور الانتهاء من المشاورات اللازمة بشأنه. وأضافت أنها تجدد تأكيدها الثابت بضرورة أن يحقّق أى اتفاق قادم وقفًا دائمًا لإطلاق النار، وانسحابًا كاملاً لقوات الاحتلال من قطاع غزة.
على صعيد الأوضاع الميدانية، واصلت طائرات الاحتلال لقصفها لمختلف مناطق قطاع غزة مخلفة أعداداً كبيرة من الشهداء والجرحي. وواصل جيش الاحتلال عملية نسف المربعات السكنية بحى تل السطان غرب رفح الفلسطينية وبمخيم الشابورة وسطها فيما شهد حى الشجاعية عمليات نسف أخري.
أفادت مصادر طبية فلسطينية باستشهاد 8 فلسطينيين؛ جراء غارات الاحتلال الإسرائيلى على مناطق متفرقة بقطاع غزة، خمسة منهم فى خان يونس وشهيدان فى قصف للاحتلال على خيمة فى قرية كنعان بمشروع بيت لاهيا شمالى القطاع.
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية تجاوز أعداد شهداء العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة 51 ألف شهيد بينما وصلت الإصابات إلى 116,343. وأفادت الوزارة بأن من بين الحصيلة 1,630 شهيدا، و4,302 مصاب منذ 18 من مارس.
من جانبها، أكدت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية أن حماية المدنيين وعودة قطاع غزة تحت مظلة الشرعية الفلسطينية هو الاختبار الحقيقى لمواقف الدول التى تدعى التمسك بحل الدولتين.
طالبت، المجتمع الدولى بالاهتمام بالتقارير التى تصدر بشأن حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة فى قطاع غزة، نتيجة للتصعيد الإسرائيلى الحاصل فى قصف المدنيين، وارتكاب المزيد من المجازر الجماعية بحقهم، خاصة استهداف خيام النازحين فى مواصى غرب خان يونس، بما يؤدى إلى شطب أسر كاملة من السجل المدني، واستخدام سياسة التجويع والتعطيش والحرمان من العلاج سلاحاً فى الإبادة.
شددت الوزارة على أن تصريحات أركان الحكومة الإسرائيلية وتفاخرهم بتجويع الفلسطينيين قطاع غزة وتعطيشهم، تمثل أبشع استهتار بالمطالبات والمناشدات الدولية والاجماع العالمى الحاصل على ضرورة فتح المعابر وإدخال المساعدات بشكل مستدام، وضرورة فصل هذه القضايا الإنسانية التى تمثل حقوق المدنيين عن أى قضايا أخرى كالتزام على القوة القائمة بالاحتلال فى قطاع غزة.
فى الوقت نفسه، ذكرت تقارير إعلامية أن قوات الاحتلال الإسرائيلى سيطرت على نحو ثُلث غزة، وضمت مساحات واسعة فى شمال وجنوب القطاع إلى ما تسميه «المناطق الآمنة»، وأجبرت مئات الآلاف من الفلسطينيين على النزوح من مناطقهم، منذ استئناف الحرب فى 18 من مارس الماضي.
ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية أن جيش الاحتلال، بعد أن اعتمد بشكل رئيسى على الغارات الجوية خلال العام والنصف الأول من الحرب على غزة، يستولى الآن على الأراضي، ويهدد بالسيطرة عليها إلى أجل غير مسمي.
قالت الصحيفة إن إسرائيل تستهدف إنشاء مناطق عازلة أعمق فى غزة، منذ أن جددت هجومها البرى على القطاع فى 18 من مارس، وأصبح أكثر من 30 ٪ من القطاع تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية، حسبما نقلت عن مسئول إسرائيلي.
لفتت الصحيفة إلى أن معظم العدوان تركز على جنوب غزة، حيث أنشأت إسرائيل ممرًا أمنيًا جديدًا يحيط برفح الفلسطينية، وأعلن جيش الاحتلال عزمه ضم المدينة إلى ما يسميه «المنطقة العازلة الأمنية» بين القطاع والمستوطنات. كما أعلنت إسرائيل أيضًا عزمها على توسيع المناطق الأمنية حول مدينة غزة شمالاً.
يعمل جيش الاحتلال أيضًا على إنشاء ممر آخر شمال مدينة غزة، والذى يقطعها عن الأحياء المكتظة بالسكان إلى الشمال منها، فى شهر مارس، استعادت القوات الإسرائيلية السيطرة على «ممر نتساريم»، وهى منطقة أمنية مترامية الأطراف قامت إسرائيل بتوسيعها طوال الحرب؛ مما أدى إلى قطع شمال غزة عن بقية القطاع، والنتيجة هى أن القطاع الفلسطيني، الذى يبلغ طوله 40 كيلو مترًا، مقسم حاليًا من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلى إلى أربع مناطق منفصلة.
على صعيد الأوضاع الإنسانية، قالت وزارة الصحة فى قطاع غزةإن مرضى السرطان والفشل الكلوى والقلب هم الأكثر تأثرًا بنقص الأدوية والمهمّات الطبية، لافتةً إلى أن مئات المرضى والجرحى لا تتوفر لهم أدوية، وتزداد معاناتهم مع إغلاق المعابر.
ذكرت الصحة الفلسطينية أن أزمة نقص الأدوية تعوق عمل الطواقم الطبية لاتمام التدخلات الطارئة للجرحي، وأن الخدمة الصحية فى المستشفيات تُقدَّم وفق أرصدة محدودة من الأدوية والمهمّات الطبية.
فى الوقت نفسه، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن نحو 70 ٪ من غزة يخضعون الآن لأوامر تهجير من إسرائيل مما يترك هذا الأمر الفلسطينيين هناك بلا مكان آمن يلجأون إليه. وأضاف ان إسرائيل لم تسمح بدخول أى مساعدات إنسانية أو إمدادات أساسية لأكثر من سبعة أسابيع. وأكد أنه يجب احترام المدنيين وحمايتهم فى جميع الأوقات كما يجب استعادة وقف اطلاق النار وتجديده دون تأخير.