عندما رأي نجيب محفوظ طفلاً يبيع الحلوي عند اشارة المرور، بكي، ثم كتب « واحلام الاطفال قطعة حلوي، وهذا الطفل يبيع حلمه، ولكن في زماننا اصبح الاطفال تسلب منهم ارواحهم، فعندما بكي نجيب محفوظ لبيع الطفل لحلمه، لم يكن ليتوقع ان اطفال غزة الشهداء ستسلب ارواحهم في اكبر مجزرة للاطفال شهدها العالم ما بين سقوط المنازل عليهم وانفجار القنابل وضربهم بالرصاص والبنادق والدبابات والمدرعات، لدرجة ان كل ساعة يتم قتل 4 اطفال، بحوالي 13 الف شهيد من الاطفال في غزة منذ بدء العدوان، اضافة إلي الاطفال الذين اصيبوا ببتر اجزاء من اجسادهم ليظلوا في معاناة طوال حياتهم. تؤكد منظمة العفو الدولية أنه تم تكريس حقوق الأطفال في اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل لعام 1989.. وتقوم اتفاقية الطفل علي أربعة مبادئ عامة وهي : الحق في الحياة والبقاء والنمو، وعدم التمييز المجحف، والحق في الاستماع إلي الطفل، بالاضافة الي المصالح الفضلي للطفل.
الحياة بالنسبة لاطفال غزة اصبحت بلا قيمة، لا يسمعون الا اصوات دوي صفارات الانذار واصوات قنابل وصواريخ الطائرات، يخرجون بأوعيتهم للبحث عن الطعام والماء، لقد تحملوا اكثر من طاقتهم، فاسرائيل تسعي للقضاء علي ارواح الطفولة في مهدها، انها تخشاهم بالرغم مما تملكه من ترسانة الاسلحة الامريكية، فالطفل الفلسطيني لن ينسي ما اقترفته اسرائيل في حقه وحق اسرته وحق عائلته، فاطفال فلسطين سيحملون لواء الحق ضد الظلم وضد العدوان والاحتلال، اسرائيل لن تنجح في القضاء علي اطفال فلسطين بالرغم من قتلهم، وقد حزرت منظمة الامم المتحدة للطفولة « يونيسيف « من ارتفاع مأساوي في عدد الاطفال الشهداء في قطاع غزة إذا استمرت القيود المفروضة علي المياه والصرف الصحي نتيجة تفشي الامراض، بالاضافة الي حدوث خسائر في الارواح علي نطاق واسع في غزة بسبب نزوح 800 الف طفل يبحثون عن الأمان في الملاجيء المكتظة، كما توجد وحدة استحمام واحدة لكل 700 شخص ومرحاض واحد لكل 150 شخصاً، وقد ادي ذلك الي ارتفاع الاصابة بجدري الماء والطفح الجلدي والتهابات الجهاز التنفسي، فالاطفال يشكلون 44 ٪ من مجموع شهداء غزة، الكثير منهم ماتوا نتيجة التجويع، فالارض المقدسة سالت بها دماء الاطفال، وستتحول هذه الدماء الذكية إلي نيران تحرق الاحتلال، ويبقي السؤال اين المنظمات الدولية ؟ واين منظمات حقوق الانسان ؟ واين منظمات حقوق الطفل، واين الدول العظمي والدول الكبري التي تتشدق ليل ونهار بالحضارة والسلام وحقوق الاطفال ، فسلاماً علي ارواح شهداء اطفال غزة التي ضاعت وسط الصخب العالمي الداعم لاسرائيل في حربها ضد المدنيين العزل، رحمهم الله، وادخلهم الله فسيح جناته .