سجلت شهادات بعض هؤلاء القادة بما يعكس ملامح الصورة الانسانية والعسكرية لهذه الحرب التى غيرت مفاهيم كثيره، وعبرت بالمصريين الى الانتصار.
وقد سجلت شهادات هؤلاء القادة بخط ايدهم.
المشير عبدالغنى الجسمى رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة فى حرب أكتوبر 1973 كان برتبة اللواء وقتها.
(كانت حرب أكتوبر 1973 أول نصر عسكرى يسجلة العرب فى العصر الحديث، وتلك بداية النهاية للتفوق العسكرى الاسرائيلي).
كما سجل بخط يدة ملامح من التخطيط لحرب أكتوبر.
لعلنا نتذكر اننا كنا نعلق جراحنا منذ حرب يونيو 1967، هذه الحرب التى خسرناها لاخطاء سياسية وعسكرية ارتكبناها، وانتهت باستيلاء اسرائيل على سيناء و الضفة الغربية وغزة والجولان. واتبعت اسرائيل سياسة «فرض الامر الواقع» على العرب اعتمادا على قوتها العسكريه، وعدم قدرة العرب على تحرير اراضيهم بالقوة، وبالتالى يجب ان يرضخوا لارادتها السياسية، فرفضت اسرائيل الامر الواقع فى الارض المحتلة بالقوة العسكرية المتفوقة على العرب، الامر الذى قد يخلق الاحساس لدى العرب بالعجز واليأس من جدوى الصراع المسلح. وتحقق لاسرائيل هذا التفوق بمعاونة امريكا التى اصبحت حليفا مضمونا لها بشكل واضح وسافر، تؤيدها سياسيا، وتدعمها عسكريا واقتصاديا.
فاجأناهم قبل أن يخدعونا: كان على قواتنا المسلحة ان تدخل حرب أكتوبر 1973 فى ظروف عسكرية صعبة ومعقدة لهدم «نظرية الأمن الاسرائيلي» التى وضعتها اسرائيل لتكون ستارا لتحقيق اهدافها التوسعية وفرض الامر الواقع على العرب.
كنا سندخل الحرب بينما العدو لة التفوق العسكري، والوضع الطبيعى ان يكون المهاجم متفوقا على المدافع. لذلك كان من الضرورى اهدار التفوق العسكرى فى المرحلة الافتتاحية للحرب، وهى مرحلة الهجوم مع اقتحام قناة السويس.
وكنا سندخل الحرب ونقدر ان اقتحام قناة السويس بقوات حوالى مائة ألف مقاتل يعتبر من اصعب العمليات العسكرية حيث انه اصعب الموانع المائية لا ثالث لهما فى العالم هما قناة السويس وقناة بنما.
وكنا سندخل الحرب بينما يستند العدو الى خط محصن على الضفة الشرقية للقناة (خط بارليف) وله القوات الكافية المدربة فى سيناء وكان لابد من نجاح عملياتنا الهجومية واختراق تحصيناتة وتدميرها، وبذلك يتم تحدى نظرية الامن الاسرائيلي.
وكنا سندخل الحرب ضد عدو لة جهاز مخابرات اشتهر بكفاءته وتعاونه مع أجهزة المخابرات الامريكية لمعرفة ما يدور فى الوطن العربى فاذا اكتشفت هذه الأجهزة نوايانا الهجومية فان اسرائيل ستبادر بتوجية ضربة وقائية – ضربة اجهاض – تجعل عملياتنا الهجومية أكثر صعوبة واشد تعقيدا كما ان اسرائيل ستبادر أيضا بتعئبة الاحتياطى وارسالة للجبهتين المصرية والسورية خلال يومين.
إلى الحلقة الثانية..