الأب على باب الله الكريم كان يسعى فى الأرض ليلًا ونهارًا لكسب الرزق الحلال، رصيده فى الحياة ضحكة أبنائه، يرى فيهم ضحكة تهزم مصاعب الحياة، لا يعرفون حناناً فى حياتهم سوى حنان عائلهم الوحيد، وما بين عشية وضحاها تحولت الضحكات إلى حزن، بسبب مرض ابنه «عمر فراج محمد « الصغير الذى لا يتجاوز عمره حاليًا 12 سنة، لم يستسلم الأب لظروفه الصعبة وصحته الضعيفة بل خرج للعمل باليومية، ليعود إلى أولاده بما يسد رمقهم، وللأسف كان صعباً عليه توفير نفقات العمليات الجراحية المطلوبة لنجله المولود بالعديد من العيوب الخلقية بالأطراف الأربعة، قام بالاستدانة من بنك الاسكندرية بسوهاج التابع لمحل إقامته بمركز طما لكى ينقذ ابنه بالجراحات المطلوبة ولكن العملية الجراحية الواحدة استلزمت العديد من العمليات.
أصبح الأب فى حيرة بين هل يستدين مرة اخرى أم تقف الظروف المادية الصعبة حائلا بينهم؟، فقرر الاستدانة مرة أخرى على امل ان يزيد كفاحه ويواصل الليل بالنهار ويقوم بتسديد القرض، سنوات وتوقف الأب عن السداد الشهرى للبنك بسبب ظروف نجله وصعوبة توفير الاحتياجات الاساسية لأسرته المكونة من 7 أبناء وزوجة، ولكن حكمت المحكمة على الأب بالسجن سنة وسداد الدين وقيمته 25 الفاً لتتضاعف فوائده ويصبح 28 ألف جنيه، تواصلت الزوجة مع «الجمهورية معاك» لتجد من يمد لها يد العون ويقف بجوار زوجها فى محنته واستكمال باقى العمليات فلذة كبدها «عمر».
وقالت: «لو كنت استطيع العمل لعملت وما سألت أحد حفظًا لماء الوجه ولكنى كرست حياتى لتربية أولادى الـ 7 ورعاية عمر الذى يحتاج إليَ حمله على ظهرى لأذهب به إلى المدرسة ورعاية اخته من ذوى الاحتياجات الخاصة، واتمنى ان أجد من أبواب الأمل من يفك كربنا.
قامت «الجمهورية» بنشر قصة الطفل عمر وتم عرض حالته أمام أعين المسئولين؛ وعزمت اللجنة الطبية لاستغاثات مجلس الوزراء وجامعة الأزهر على علاج الطفل «عمر» ورسم البسمة على وجهه وإعادة الحياة للأسرة ، ومساعدتهم فى علاج الطفل على نفقة التأمين الصحى ، استجابةً لما تم نشره بـ «الجمهورية «.
وتم التنسيق لـ«عمر» فى جامعة الأزهر فرع محافظة أسيوط وأُجريت له 4 عمليات جراحية أخيرة من جملة 22 عملية منها «كحت وتنظيف» وتعديل كفة الرجل وأخرى تعديل الركبة وتثبيت وتركيب جهاز ليزاروف ، والحمد لله تم عمل اللازم بنجاح وفقًا لحالته الصحية على نفقة التأمين الصحى .
وبفضل الله تمكن «عمر» من المشى على قدميه لأول مرة بعد سنوات من المعاناة، كما تلقت الأسرة خبرًا سارًا بخروج الأب من السجن بعد سداد الدين من قِبل جمعية الإمام الغزالى بسوهاج، ليعود إلى عائلته ويدعم نجله فى محنته.
كل ما يحتاجه الطفل الآن شروق شمس الأمل فى حياته من جديد مساعدة جامعة الأزهر والتأمين الصحى باستكمال مشوار العمليات الجراحية وتوفير كل مستلزمات العملية الجراحية واجراء الفحوصات المطلوبة قبل الجراحة بدون تحمل الأسرة المسكينة أى أعباء مالية.