بالتأكيد يضع خبراء السياحة فى خطط التسويق لجذب المستهدف من السائحين لمصر المحروسة أم الحضارات متنوعة المقاصد من الطبيعة إلى الحضارة والآثار، يضعون فى اعتبارهم التأثيرات السلبية لتراجع غازات التدفئة فى الشتاء، فهل تسجل فيه درجات حرارة تحت الصفر بكثير، واستثماراً للظاهرة الطبيعية هجرة الطيور، يمكن لخبرائنا التركيز على تقديم شمسنا الساطعة خلال الشتاء تمتزج بالمياه الصافية والطبيعة الساحرة والإمكانات الفندقية الحديثة ويتمتع أهلها برصيد مشهود له فى كرم الضيافة والاستقبال.
هذه الشمس جاذبة ويمكنها أن تضاعف أعداد الزوار إلى شواطئ البحر الأحمر والأبيض، وما تتمتع به هذه الأماكن من تنوع فى العناصر الجاذبة، ناهيك عن المشروعات السياحية الكبرى مثل رحلة العائلة المقدسة ووادى الراحة بسانت كاترين، وانعكاس الشمس وتعامدها على معبد رمسيس بأبوسمبل.. تقاليد وإمكانات تدعمها حضارة السبعة آلاف عام، منتشرة فى كل أنحاء البلاد، خاصة الأقصر وأسوان.. وما أضيف إليها من وسائل جذب البالون الطائر والزفاف الجماعى تحت ظلال الكرنك وحدائق النباتات النادرة بأسوان.
لا تقتصر عطايا الشمس للوطن الغالى على مجال السياحة المهم، ولكنها أصبحت الآن رقماً أساسياً فى معادلة مزيج الطاقة المصرى، بعد الإجماع على الاتجاه نحو الطاقات المتجددة النظيفة بديلاً عن الوقود الاحفورى لحماية البيئة من التلوث، وتحسباً لنفاد منابع البترول الاحفورى ذاته، وذلك بإدخال الطاقة الشمسية وتشجيع إنشاء المجمعات المتخصصة فى اجتذاب مزاياها وتحويلها إلى طاقة كهربائية نظيفة ومؤثرة، تستقبلها الشبكة القومية بالترحيب وتساعد على نشر المجتمعات الحضارية فى كل مكان وتطويراً لفكرة المولدات الاعتيادية فى المستشفيات والأماكن المهمة العاملة ذاتياً عند انقطاع التيار، نستطيع تركيب بطاريات وخلايا شمسية فوق أسطح المنازل لتوفر الطاقة المطلوبة للإنارة والأجهزة المنزلية بتكلفة معقولة وأمان.
ها هى الشمس، هبة الله سبحانه وتعالى، ترشدنا الأيام والأحداث إلى جاهزيتها لتكون من أهم القطاعات الاقتصادية فى الجمهورية الجديدة وربما تتصدر الأولويات، تشرق بالخير كل صباح، ونتلقى رسالتها ساطعة ، يا أبناء الوطن فى انتظار سواعدكم وعزيمتكم، انطلقوا بخطى واثقة.. الشمس لا تحمل الدفء.. أو تجعل النهار مبصراً فقط.. بل تحمل بعون الله الخير والرخاء للجميع.