الرئاسة الفلسطينية وحماس تحملان الإدارة الأمريكية مسؤولية تكرار المجازر
جريمة جديدة ارتكبتها إسرائيل وسط صمت دولى لحرب الإبادة والتطهير العرقى فى قطاع غزة، حيث قصفت طائرات الاحتلال بناية سكنية فى بيت لاهيا شمالى القطاع مما أدى لاستشهاد أكثر من 72 شخصا ليقترب اجمالى عدد ضحايا تلك الحرب الشرسة بعد مرور 408 أيام عليها من 44 ألفاً و846 شهيدا، و104 آلاف مصاب.
جاءت المجزرة الأخيرة فى إطار عمليات النسف الإسرائيلية المكثفة للمبانى والمربعات السكنية فى كل من بلدة بيت لاهيا ومخيم جباليا ومدينة غزة (شمال)، ومخيمى النصيرات والبريج (وسط)، ومدينة رفح (جنوب).
وذكرت وزارة الصحة فى غزة أمس فى البيان الإحصائى اليومي أن الجيش الإسرائيلى ارتكب 6 مجازر خلال آخر 24 ســاعة، ما أودى بحياة أكثر من 100 فلسطينى وإصابة 139 آخرين.
وقال المركز الفلسطينى للإعلام إن الاحتلال قصف بطائراته الحربية منازل مأهولة بالسكان فى مشروع بيت لاهيا، من بينها منزلا مكونا من 5 طوابق يقطن به أفراد من 6 عائلات.
فى الوقت نفسه، استهدفت طائرات الاحتلال منزلين وعمارات سكنية فى مخيم البريج، حيث شهدت المناطق الشرقية الشمالية من المخيم توغلاً للآليات الاسرائيلية تحت غطاء ناريّ وقصف مدفعى كثيف وعمليات تجريف واسعة.
من جانبها حملت الرئاسة الفلسطينية، الإدارة الأمريكية مسؤولية المجازر الإسرائيلية فى بيت لاهيا ومناطق قطاع غزة. أكد الناطق الرسمى باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، أن إسرائيل تترجم الدعم الأمريكى العسكرى والمالى والسياسى المتواصل على شكل مجازر إبادة جماعية يذهب ضحيتها العشرات من الأطفال والنساء.
وأضاف أبو ردينة: »نحمل الإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن استمرار هذا العدوان الدموي، جراء إعطائها سلطات الاحتلال الإسرائيلى الغطاء السياسى للإفلات من العقاب، وتحدى قرارات الشرعية الدولية، وآخرها قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الخاص بتطبيق فتوى محكمة لاهاي، بوقف العدوان وانهاء الاحتلال الإسرائيلي».
وطالب أبو ردينة واشنطن بإجبار سلطات الاحتلال على وقف عدوانها، وجرائم الإبادة الجماعية التى تنفذها ضد الشعب الفلسطيني، والخضوع لقرارات الشرعية الدولية وأبرزها القرار 2735 الداعى لوقف إطلاق النار بشكل فوري، وإدخال المساعدات لقطاع غزة بشكل كامل، وإلا فإن دوامة العنف وعدم الاستقرار ستزداد، ما يهدد بحرق المنطقة بأكملها، ولن ينعم أحد بالأمن والاستقرار».
كما نددت حركة »حماس« بالمجزرة ووصفتها أنها إمعان فى حرب الإبادة والانتقام من المدنيين العزل، وطالبت الحركة المجتمع الدولى بكسر حالة »العجز والصمت« عن هذه الجرائم، والتحرك الفورى لوقف »المجازر المستمرة« فى قطاع غزة، وخصوصاً فى الشمال، وكسر »الحصار الإجرامى وحرب التجويع ضد المدنيين« فيه، والتى توسّعت لتشمل جميع مناطق قطاع غزة.
من ناحية أخري، كشف إعلام إسرائيلى أمس عن مقتل ضابط و5 جنود من جيش الاحتلال، فى معارك جباليا شمالى قطاع غزة. واعترف جيش الاحتلال، فى وقتٍ سابقٍ، بإصابة 9 جنود خلال يوم واحد، مُشيرًا إلى أن 7 منهم أُصيبوا فى جبهة لبنان واثنين فى غزة.
وعلى الصعيد الإنساني، قال محمود بصل، المتحدث باسم الدفاع المدنى الفلسطينى أمس إنَّ قوات الاحتلال رفضت عمل الطواقم فى مناطق شمال غزة، ومنعتها من ممارسة مهامها الإنسانية، وأكد أن عمليات القتل فى القطاع متواصلة، مضيفًا أن »الاحتلال يقصف الطواقم الطبية بشكل مستمر«
وذكر بصل أن الاحتلال هدد نحو 80 ألف فلسطينى فى الشمال بالقتل، وطلب إخلاء المنطقة بشكل فوري، لافتًا إلى أنه يستهدف عائلات ومبانى سكنية بأكملها فى شمال القطاع.
فى السياق، ناشد المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر هشام مهنا، المجتمع الدولى بالتحرك الفورى لإنقاذ الوضع الإنسانى فى قطاع غزة، الذى أصبح مأساويا بسبب استمرار القصف والعدوان الإسرائيلي.
وقال مهنا من المؤسف، أنه لم يعد هناك حتى مجال لطرح الأمر بشكل جدى بسبب غياب الإرادة السياسية الدولية، وتواصل العمليات العسكرية بشكل مستمر. وأضاف:» المواطنون فى قطاع غزة ما زالوا عالقين فى دائرة مغلقة من النزوح المستمر، القصف المتواصل، والحرمان من الموارد الأساسية، فضلاً عن صعوبة الوصول الآمن إلى الخدمات الإنسانية، وهناك حاجة ملحة للرعاية الصحية ليشعر المواطن بالأمان، لكن هناك مستشفيات على وشك الانهيار، والشتاء القاسى يقترب حاملاً معه المزيد من المعاناة للمئات من الآلاف الذين سيعانون فى الشوارع والطرق.