جاء لقاء الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بنظيره الإيرانى مسعود بزشكيان، فى العاصمة التركمانية عشق آباد، فى وقت حساس بالنسبة لروسيا التى تخوض حرباً منذ أكثر من عامين فى أوكرانيا، ولطهران التى تستعد لمواجهة ضربة اسرائيلية مرتقبة خلال الأيام المقبلة، التى من الممكن أن تتطور إلى حرب شاملة بينهما.
بالنظر لشكل العلاقات الروسية – الإيرانية لا سيما فى هذا التوقيت، يبرز تساؤل حول أوجه استفادة الطرفين من بعضهما فى ظل التحديات القوية الراهنة المحيطة بهما.
خلال اجتماعهما الذى استمر حوالى ساعة، أشاد الرئيسان بالعلاقات الإستراتيجية التى تربط البلدين، كما ناقشا التطورات فى الشرق الأوسط، وشددا على ضرورة إتمام توقيع وثيقة الشراكة الإستراتيجية بينهما فى وقت قريب.
فى خضم تهديد إسرائيل بقصف أهداف حيوية فى العمق الإيراني، تسعى طهران لإبرام صفقة أسلحة مع موسكو، استعداداً لامكانية وقوع حرب شاملة ربما تُجر إليها من خلال استفزازات قد تصدر من تل أبيب.
تتحدث بعض الأوساط الإيرانية الغاضبة، خاصة الاعلام، عن ضرورة تسليم الجانب الروسى مقاتلات سوخوي-35 ومنظومة إس-400 «المخصصة للدفاع الجوي» إلى إيران، التى كانت قد طلبتها منذ حوالى عام، لكن هذه الصفقة لم تتم.
وعلى الرغم من ظهور تسريبات كشفت عن وصول دفعة من المقاتلات الروسية ومنظومة إس-400 للدفاع الجوى إلى إيران، دون ذكر لعددها، إلا أنه لا توجد تأكيدات حول ذلك، وسط صمت رسمى حيال هذه التسريبات.
وفى ظل حرص الجانبين على عدم التعليق حول صفقات الأسلحة الإستراتيجية بينهما ما زالت هذه الصفقة «ضبابية»، لا أحد يعرف عنها شيئا.
على الجانب الروسي، تنظر موسكو على أن طهران حليف لا يجب التخلى عنه خاصة أن هناك تقارير تتحدث عن مطلب روسى حول صواريخ باليستية إيرانية، فضلاً عن المسيرات التى كشفت طهران مؤخراً أنها قد سلمتها لروسيا قبل حربها مع أوكرانيا.
وبالرغم من الحديث الرسمى حول أهمية العلاقة بين البلدين، إلا أن هناك تباينا فى السياسات إزاء بعض الملفات الإقليمية والدولية، إلا أنه يمكن القول إن الجانبين يعتبران أمنهما من أمن الطرف المقابل.
لذلك يرى مراقبون ومحللون أن لقاء بوتين وبزشكيان للمرة الأولى بعد تولى الأخير الرئاسة، جاء فى توقيت مهم وحساس لمناقشة بعض الملفات الثنائية والإقليمية والدولية التى من بينها تنفيذ الصفقات التجارية والعسكرية وإتمام التوقيع على اتفاقية الشراكة الاستراتيجية.
الجدير بالذكر أن روسيا أعلنت فى يونيو الماضى تعليق العمل على اتفاق التعاون الشامل مع إيران، معللة ذلك بوجود مشاكل عند الجانب الإيراني، وذلك بحسب ما ذكرته روسيا اليوم.
وتنتقد النخب الإيرانية روسيا التى يرونها لم تقدم ما عليها لبلدهم، إلا بعد فوات الأوان، مطالبين بضرورة تنفيذ صفقات الأسلحة فى أسرع وقت.
كما يرى آخرون أن الرئيس بوتين تربطه علاقات شخصية وثيقة برئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، فضلا عن العلاقات الرسمية بين الجانبين، مشيرين إلى أن موسكو سارعت بإرسال مبعوث إلى طهران عقب اغتيال رئيس المكتب السياسى السابق لحركة المقاومة الإسلامية «حماس» إسماعيل هنية، لكى تدعو إيران لضبط النفس، متسائلين عن سبب غياب مثل هذا الموفد لتل أبيب من أجل تهدئتها بعد الهجوم الصاروخى الإيرانى الأخير.