لماذا يحقق بعض المسئولين نتائج إيجابية، بينما يفشل آخرون فى ظل الظروف نفسها؟، لابد من وجود أسباب وراء كل نجاح فى هذه الحياة، نادرًا ما تكون المصادفة سببا للنجاح، ولو حدث هذا مرة فإنه ليس صالحًا للتكرار طوال الوقت، فالبصيرة والوعى والإرادة والعزيمة، هى ما يصنع الفارق بين شخص أو مسئول وآخر، وكما قال أحد الحكماء: «أقدار الرجال عندى بأفعالهم، وليس كما تصفهم ألسنتهم»، أو كما قال المتنبي: «على قدر أهل العزم تأتى العزائم» وهذا ما ينطبق على وزير التعليم السابق الدكتور رضا حجازي، صاحب التاريخ الحافل فى الحقل التعليمي، تولى معظم مناصبه، وحاز خبرات ثمينة، منحته القدرة على العمل والتميز والإنجاز، قبل توليه الوزارة وفى أثناء قيامه على شئونها لعل أبرز سمات الرجل ومكارمه أنه كان يدرك «نبض الشارع» ويقدم حلولا واقعية محددة لزحزحة أزمات التعليم الثقيلة والمزمنة، خطوة خطوة، ودون ضجيج أو جلبة أو افتعال مشكلات.. رضا حجازى قائد تربوى متميز، رجل استثنائى تولى مسئولية ضخمة فى وقت وجيز، لم يتوان عن تقديم أفضل ماعنده خلال الفترة التى تولى فيها الوزارة، وأدى دوره بكل إخلاص واحترافية؛ سعى جاهدا للانتقال من التعليم إلى التعلم، أى تكوين مهارات التعلم الذاتي، ساعيا إلى أن تشكل المعرفة قيمة أساسية فى المجتمع؛ محددا لأنشطة الأفراد وسبيلا لإبداعاتهم وابتكاراتهم، ما يفتح السبل والآفاق للبلاد كى تنمو وتتقدم، بأمل أن تصل إلى مكانتها اللائقة بين الأمم. كان حجازى واضحًا منذ توليه مسئولية الوزارة، مدركا للفجوة بين الواقع والمأمول، تبنى فى هدوء مشروعات تحديثية لغالبية المراحل التعليمية، وآخرها مشروع تطوير الثانوية من خلال المسارات و الذى كان على وشك طرحه للنقاش العام، وضع يده على أوجه الخلل وسعى إلى علاجها، بروية، فى ظل تحديات لا تخفى على متابع، وخلص من كل ذلك إلى صياغة رؤية متكاملة لحل غالبية المشكلات التعليمية تتسق مع توجهات الدولة ورؤيتها للحاضر والمستقبل، من أجل بناء الإنسان المصري، وعلى رأسها تقديم تعليم جيد؛ فالتعليم هو الحد الفاصل بين الدول المتقدمة والمتخلفة وهو رافعة التنمية والازدهار.
اجتهد الوزير السابق قدر استطاعته بلا كلل، وأدى مهمته بنجاح بمقدار ما سمحت الظروف، ونجح فى بناء وعى جمعى بضرورة إصلاح التعليم، ومن ثمّ كل كلمات الشكر لا توفيه حقه، نظير دأبه وجهوده الجادة المعتبرة عند المواطنين، من أجل تطوير منظومة التعليم فى مصر المحروسة. شكرا معالى الوزير رضا حجازي!.