رفض مصر «قاطع» للتهجير أو الاجتياح البرى لمدينة رفح الفلسطينية
حذر وزير الخارجية سامح شكري، من استمرار تأزم الأوضاع الإنسانية الكارثية فى قطاع غزة، مشدداً على ضرورة قيام مجلس الأمن بضمان التنفيذ الفورى للقرار2728 وإدخال المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطينى بشكل آمن وسريع ودون عوائق.
جاء ذلك خلال استقبال وزير الخارجية أمس لـ «ونستون بيترز» نائب رئيس الوزراء وزير خارجية نيوزيلندا، الذى يقوم حاليا بزيارة إلى مصر.
صرح السفير أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمى ومدير إدارة الدبلوماسية العامة بوزارة الخارجية، بأن اللقاء تناول مجمل العلاقات الثنائية بين مصر ونيوزيلندا، خاصة أن هذا العام يشهد الاحتفال بمرور خمسين عاما على تدشين العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، حيث توافق الوزيران على أهمية استغلال هذه المناسبة لإعطاء مزيد من الزخم للدفع بتعزيز أطر التعاون الثنائى فى مختلف المجالات.
فى سياق متصل.. أعرب الوزير شكرى عن تطلع مصر لاستضافة جولة المشاورات السياسية على مستوى مساعدى وزير الخارجية خلال العام الجاري، والتى تمثل فرصة سانحة لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين فى مختلف الأطر والمجالات.
على صعيد التعاون الاقتصادي.. أعرب شكري، خلال اللقاء، عن تطلع الجانب المصرى لقيام نيوزيلندا بتحفيز شركات القطاع الخاص للاستثمار فى مصر، أخذا فى الاعتبار الحوافز التشريعية والتطورات الإيجابية التى تشهدها بيئة الاستثمار، مؤكدا فى ذات السياق أهمية دعم التواصل بين دوائر الأعمال من الجانبين، بما يرقى بالإمكانيات الاقتصادية الكبيرة التى تمتلكها كل من مصر ونيوزيلندا.
من ناحية أخري.. ثمن الوزير شكرى التعاون بين البلدين فى المحافل الدولية متعددة الأطراف، ومشاركة نيوزيلندا فى القوات متعددة الجنسيات والمراقبين الدوليين فى سيناء منذ نشأتها وحتى الآن، وهو ما تعتبره مصر إسهاما مقدرا.
قال السفير أحمد أبوزيد، إن اللقاء تطرق بشكل مستفيض إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، وفى مقدمتها الحرب الجارية فى قطاع غزة، حيث حرص الوزير النيوزيلندى إلى الاستماع إلى تقييم الوزير سامح شكرى لمختلف جوانب الأزمة، فضلا عن المساعى التى تبذلها مصر لتيسير نفاذ المساعدات الإنسانية إلى القطاع وجهود الوساطة للتوصل إلى وقف دائم وفورى لإطلاق النار وحشد الجهود الدولية لضمان استمرار نقل المساعدات.
جدد وزير الخارجية رفض مصر القاطع لأى سيناريوهات تستهدف التهجير القسرى لسكان غزة، أو الاجتياح البرى لمدينة رفح الفلسطينية.
واتصالاً بالتطورات الإقليمية التى تشهدها المنطقة، حرص الوزير النيوزيلندى على الاستماع إلى تقييم الوزير شكرى بشأن الجهود المصرية لحلحلة الأزمة فى السودان، بما فى ذلك مبادرة دول الجوار والاتصالات المكثفة التى تجريها مصر مع جميع الأطراف للعمل على التوصل إلى وقف إطلاق النار ومساعدة الأشقاء السودانيين فى جهود التوصل إلى توافق وطنى حول مستقبل دولتهم.
استعرض وزير الخارجية تقييم مصر لمجمل الأوضاع فى المنطقة، وفى مقدمتها الوضع فى كل من ليبيا وسوريا والتعاون المصري/ العراقي/ الأردني، بالإضافة إلى التطورات الخاصة بتهديدات أمن الملاحة فى البحر الأحمر، وتداعياتها على حركة الملاحة والتجارة الدولية وأمن الإقليم واستقراره.
أشار المتحدث الرسمي، فى ختام تصريحاته، إلى أن الوزيرين اتفقا على أهمية استمرار وتيرة التواصل فى متابعة مقترحات التعاون الثنائية واستغلال الزخم الذى يمثله الاحتفال بالذكرى الخمسين على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، فضلا عن استمرار التشاور حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.