أكد وزير الخارجية سامح شكرى أن الأمم المتحدة تضطلع بدور رئيسى لتخفيف معاناة الشعب الفلسطينى وأن جميع أجهزة المنظمة ومن بينها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وبرنامج الغذاء العالمى تلعب دورا فى هذا الصدد.
وثمن الوزير – خلال المؤتمر الصحفى المشترك الذى عقده أمس مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش فى ختام مباحثاتهما بمقر وزارة الخارجية بالعاصمة الإدارية الجديدة – مواقف جوتيريش إزاء ما يجرى فى قطاع غزة من معاناة وأوضاع غير مسبوقة وأعداد قتلى تجاوز الـ 32 ألف فضلا عن المصابين والمجاعة.
وأشاد شكرى بالتعاون بين مصر والأمم المتحدة.. منوها إلى الزيارة التى قام بها الأمين العام للأمم المتحدة أمس إلى ميناء رفح البري، وأن خطابه كان واضحا فيما يتعلق بالمسئولية عما يحدث، مؤكدا أن خطاب جوتيريش يمثل المبادئ والقيم الواردة فى ميثاق الأمم المتحدة.
ومن جانبه.. أكد جوتيريش أن مصر تعد أحد الأقطاب العالمية للسلام .. لافتا إلى أن زيارته للقاهرة كانت فرصة للقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى ووزير الخارجية ومناقشة عدد من الموضوعات المحورية وخاصة الوضع فى غزة والضفة الغربية.
وقال وزير الخارجية سامح شكري– خلال مؤتمر صحفى مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش– إن الزيارة التى قام بها الأمين العام للأمم المتحدة، أمس الأول، إلى معبر رفح ووضوح خطابه فى إطار مسئولية ما يحدث والرفض الكامل للعقاب الجماعى ولأى مخططات للتهجير وتصفية القضية الفلسطينية، تؤكد مرة أخرى أنه يمثل الأرضية والمبادئ والقيم التى يتضمنها ميثاق الأمم المتحدة، والتى يجب أن تحكم تصرفات المجتمع الدولي، فى القدرة والشجاعة بأن يصف الأمور بأوصافها الحقيقية دون مواءمات ودون محاولة لتجميل الأمر، وكلها أشياء نجد فيها خروجا على ما نشهده فى مواضع أخرى من ازدواجية المعايير وعدم الالتزام بخط واضح وداعم للمبادئ الإنسانية.
من جانبه.. أشار الأمين العام للأمم المتحدة، إلى أنه ناقش خلال مباحثاته مع الرئيس عبدالفتاح السيسى ثم اللقاء مع وزير الخارجية بالإضافة إلى الوضع فى غزة والوضع المتقلب فى الضفة، كل ما يؤثر فى الشرق الأوسط والوضع فى السودان، مضيفا أن زيارته الحالية تأتى فى إطار زيارة شهر رمضان التضامنية التى تتم كل عام فى المجتمعات المسلمة التى تمر بمحن.
وقال إنه مر أمس بلحظة حزن عميق، حيث «كنت صائما كنوع من أنواع الاحترام وتناول وجبة الإفطار مع عدد من اللاجئين السودانيين فى القاهرة؛ للإعراب عن التضامن معهم، ولكن المصدر الأساسى للحزن أنه ربما أن الأغلبية من سكان غزة لا يستطيعون أن يتناولوا وجبة إفطار ملائمة».
وأوضح جوتيريش، أنه قام أمس بزيارة إلى معبر رفح لتسليط الضوء على المحنة التى يمر بها الأطفال الفلسطينيون وكذلك النساء والرجال أثناء كفاحهم للبقاء على قيد الحياة فى غزة.. مشددا على أنه قد حان الوقت الآن لوقف إطلاق النار فورا على أساس إنساني.
وأضاف أنه التقى أيضا بعدد من المصابين الفلسطينيين الذين يتلقون العلاج جراء الإصابات التى لحقت بهم فى الحرب الشعواء فى غزة.. مشددا على أنه لا يوجد ما يبرر الهجمات التى قامت بها حماس فى السابع من أكتوبر الماضي، وكذلك لا يوجد ما يبرر العقاب الجماعى للشعب الفلسطيني. وأشاد بالدور السياسى المحورى الذى تقوم به مصر فى مطار العريش ومعبر رفح؛ لأنهما يعدان من الشرايين الأساسية التى تنقذ حياة الناس فى غزة.
ودعا جوتيريش إلى إطلاق الرهائن فورا ودون شروط.. مضيفا أنه يجب إنهاء هذه المعاناة، حيث إن الفلسطينيين فى غزة يحتاجون إلى طوفان من المساعدات وليس مجرد إسقاط أو قطرات من المساعدات، ونحتاج إلى إحراز تقدم ولتحقيق هذا الأمر نحتاج إلى جهود فعالة وعملية لإزالة العقبات أمام دخول الإغاثة وإمكانية الوصول إلى المزيد من المعابر، لأن الطريق البرى هو الوحيد والفعال لنقل المساعدات.