وزير خارجية إسبانيا: الاعتراف بالدولة الفلسطينية خطوة على طريق الحل
نشاط مكثف لسامح شكرى وزير الخارجية خلال زيارته للعاصمة البلجيكية بروكسل حيث شارك فى الاجتماع المشترك لمجلس الشئون الخارجية للاتحاد الاوروبى مع عدد من وزراء خارجية الدول العربية وامين عام جامعة الدول العربية، كما التقى وزير الخارجية الاسبانى ومفوض الاتحاد الاوروبى لسياسة الجوار والتوسع.
أكد سامح شكرى وزير الخارجية، أن إسرائيل مستمرة منذ بدء الأزمة فى الإمعان فى تنفيذ سياساتها الممنهجة باستهداف المدنيين، وإحكام الحصار وتجويع الفلسطينيين فى غزة، منوهاً إلى التقارير الأممية بما تضمنته من بيانات مروعة عن انهيار الخدمات والبنية التحتية المدنية فى القطاع بصورة شبه كاملة، وبجانب اكتشاف عدد من المقابر الجماعية، على نحو يُنذر بحجم الكارثة الإنسانية الفجة التى تعرض لها المدنيون فى القطاع ونطاق الجرائم التى ارتكبت بحقهم.
جاء ذلك خلال مشاركة الوزير شكرى أمس ببروكسل فى اجتماع مشترك لمجلس الشئون الخارجية للاتحاد الأوروبى مع عدد من وزراء الخارجية العرب، وأمين عام جامعة الدول العربية، للتباحث حول الأزمة الإنسانية المتفاقمة فى قطاع غزة، ومسارات التحرك المشتركة بين الجانبين العربى والأوروبى لاحتواء تداعياتها.
صرَّح السفير أحمد أبوزيد المتحدث الرسمى ومدير إدارة الدبلوماسية العامة بوزارة الخارجية المصرية، بأن الوزير شكرى أكد فى كلمته على ضرورة تضافر التحركات العربية والأوروبية فى ظل الظرف الدقيق الراهن للقضية الفلسطينية والأزمة الإنسانية بقطاع غزة، من أجل إذكاء قيم الإنسانية وحقوق الإنسان، والتدخل لوقف الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة، وتوفير الحماية لأبناء الشعب الفلسطينى، منوهاً إلى أن ما وصلت إليه الأوضاع فى قطاع غزة، من ارتفاع غير مسبوق فى أعداد الشهداء الذين تجاوزوا 35 ألفاً، أغلبهم من النساء والأطفال، تضع جميع الأطراف الدولية اليوم أمام مسئولياتها القانونية والإنسانية، وما سيسطره التاريخ عن ماهية معايير تعامل المجتمع الدولى مع الأزمة الإنسانية فى غزة.
وذكر وزير الخارجية أنه من الصادم والمؤسف أن نرى بعض الدول مازالت لا تدين الانتهاكات الإسرائيلية المخالفة لأحكام القانون الدولى والقانون الدولى الإنسانى بالشكل الملائم، ولا تدعم محاسبة مرتكبيها، مشدداً على ضرورة قيام المجتمع الدولى بتخطى حالة الجمود الراهنة، واتخاذ مواقف حاسمة لوقف إطلاق النار فى كامل قطاع غزة، وحقن دماء المدنيين الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطينى.
أضاف السفير أحمد أبو زيد، أن الوزير سامح شكرى أكد على الالتزام الراسخ لمصر تجاه ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية والمواد الإغاثية للفلسطينيين فى غزة بشكل كامل ودون عوائق، وأن مصر أخذت على عاتقها منذ اليوم الأول لاندلاع الأزمة فتح معبر رفح لإدخال المساعدات، ومن خلال جهود الإنزال الجوى، فضلاً عن استقبال الجرحى الفلسطينيين، وتسهيل إقامة عدد من المستشفيات الميدانية ومراكز الإيواء لتخفيف معاناة النازحين داخل القطاع.
كما أكد وزير الخارجية على ضرورة تحمل الأطراف الدولية لمسئولياتها القانونية والإنسانية لضمان التنفيذ الكامل لقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن ذات الصِلة بالحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة، ومنها قرار مجلس الأمن «2720» وما يتصل بذلك من ضرورة تفعيل العمل بالآلية الأممية لتنسيق ومراقبة وتسهيل عملية إدخال المساعدات للقطاع.
وتطرق وزير الخارجية لما آلت إليه الأوضاع الإنسانية المزرية فى القطاع على خلفية توسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية فى مدينة رفح الفلسطينية، وبمحيط معبر رفح، حيث جدد الوزير شكرى التحذير من العواقب الإنسانية الوخيمة لهذا الأمر، وتداعياته على أسس السلام والاستقرار فى المنطقة، وطالب الاتحاد الأوروبى بضرورة حث إسرائيل على العدول عن سياساتها الممنهجة لخلق واقع غير مأهول بالحياة فى القطاع، وتنفيذ قرارات محكمة العدل الدولية بالوقف الفورى للعمليات العسكرية الإسرائيلية، مؤكداً رفض مصر القاطع لمحاولات تهجير الفلسطينيين من أرضهم، والقضاء على مبدأ الأرض مقابل السلام.
وفى سياق متصل، أكد وزير الخارجية أن إسرائيل تتحمل المسئولية القانونية كاملة عن الأوضاع الإنسانية والأمنية فى غزة والضفة الغربية بموجب القانون الدولى، باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال، مطالباً إسرائيل بالوقف الفورى لحربها ضد قطاع غزة، والعدول عن توظيف سيطرتها على المعابر كأداة لإحكام الحصار وتجويع الشعب الفلسطينى، وفتح معبر رفح وجميع المعابر البرية بين إسرائيل وغزة.
طالب شكرى جميع الدول أعضاء الاتحاد الأوروبى بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، كخطوة هامة لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية على أساس حل الدولتين.
وخلال لقائه بنظيره الاسبانى «خوسيه مانويل ألباريس»، شدد سامح شكرى وزير الخارجية، على ما يحتمه التطور الخاص باستهداف إسرائيل لمخيمات النازحين المدنيين فى رفح الفلسطينية من ضرورة التحرك الدولى الفورى للضغط على إسرائيل لوقف تحركاتها العسكرية فى جنوب القطاع والذى يمثل الملاذ الأخير لأكثر من مليون نازح فلسطينى.
كما أكد على ما تمثله هذه الواقعة من انتهاك سافر وصارخ لكافة القوانين الدولية والتدابير الصادرة عن محكمة العدل الدولية المطالبة بوقف العمليات العسكرية فى رفح الفلسطينية.
أوضح السفير أحمد أبو زيد أن الوزيرين تناولا بشكل مفصل مستجدات الأوضاع فى قطاع غزة، وتطورات توسيع إسرائيل لعملياتها العسكرية فى مدينة رفح الفلسطينية وقد عكست المناقشات تطابق الرؤى تجاه حتمية تحقيق الوقف الفورى لإطلاق النار، وضرورة تحمل إسرائيل باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال لمسئولياتها القانونية والإنسانية إزاء سكان قطاع غزة والضفة الغربية، ووقف كافة انتهاكاتها للقانون الدولى الإنسانى وسياساتها المعرقلة لدخول المساعدات، فضلاً عن الامتناع عن استهداف أطقم الإغاثة الدولية.
وأردف السفير أبوزيد، بأن الوزير شكرى ثمن عالياً موقف إسبانيا الداعم للقضية الفلسطينية معرباً عن تقدير مصر الكبير للخطوة المهمة التى اضطلعت بها إسبانيا بالاعتراف الرسمى بالدولة الفلسطينية، مؤكداً أهمية أن تحذو الدول الأخرى حذوها بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، باعتباره ركيزة رئيسية فى مسيرة تنفيذ حل الدولتين وتحقيق السلام فى المنطقة، والوسيلة المثلى لدحض نهج الحكومة الإسرائيلية الذى يكرس لعدم أحقية الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته المستقلة وفقاً لحل الدولتين.
من جانبه، أكد وزير خارجية أسبانيا على مواصلة بلاده لجهودها فى إطار الاتحاد الأوروبى وفى الأطر الدولية لحشد الجهود الدولية لإنهاء الحرب فى قطاع غزة وتعزيز الاعتراف بالدولة الفلسطينية باعتباره خطوة على طريق إنفاذ حل الدولتين واستعادة المسار السياسى لتسوية القضية الفلسطينية بما يسمح باستعادة الأمن والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط. كما أشاد الوزير «ألباريس» بالدور المحورى والجهود الحثيثة لمصر لحلحلة الوضع المتأزم فى قطاع غزة منذ اندلاع الأزمة.
من ناحية أخرى أكد وزير الخارجية سامح شكرى على ضرورة تحمُل إسرائيل لمسئولياتها تجاه المدنيين فى غزة، لاسيما مدينة رفح الفلسطينية، وذلك باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال بموجب القانون الدولى خلال اللقاء الذى عقده وزير الخارجية، صباح أمس الإثنين مع مفوض الاتحاد الأوروبى لسياسة الجوار والتوسع «أوليفر فارهيلى»ببروكسل على هامش المشاركة فى اجتماع مجلس الشئون الخارجية للاتحاد الأوروبى.
ولفت السفير أحمد أبوزيد أن الوزير شكرى أكد على رفض مصر لمحاولات إسرائيل عرقلة نفاذ المساعدات الإنسانية إلى داخل القطاع من خلال سيطرتها على الجانب الفلسطينى من معبر رفح البرى الذى يعد الشريان الرئيسى للحياة داخل قطاع غزة.
من جانبه، أكد المفوض الأوروبى على مواصلة الاتحاد الأوروبى لجهوده لاحتواء الأزمة فى قطاع غزة، وتعزيز نفاذ المساعدات الإنسانية العاجلة إلى القطاع للتخفيف من المعاناة الإنسانية التى يعيشها سكانه.
شدد موقف الاتحاد الداعم لمسار حل الدولتين والذى يستند إلى حق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته المستقلة القابلة للحياة على حدود الرابع من يونيو للعام 1967.
كما أعرب عن تقديره لمصر وقيادتها السياسية، والدور المحورى الذى تلعبه مصر منذ اندلاع الأزمة لاحتواء تداعياتها على الأمن والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط.