قلت فى الجزء الأول من هذه المقال ان من يعرف ويقرأ ويتدبر تاريخ وحاضر مصر يدرك أنها عصية.. فى مقوماتها ومكوناتها ومصادر القوة والقدرة.. فقد فشلت جميع محاولات الهدم والإسقاط والضياع.. ولم تفرط مصر يوماً فى ذرة تراب من أرض الوطن.. فهى دولة عظيمة تضرب جذورها فى التاريخ لدى شعبها خصوصية واستثنائية فريدة.. قادر على حماية وطنه من التهديدات والمخاطر.. ينتفض إذا استشعر الخطر عليه.. فالمصرى بطبيعته تراه طيب الخلق متسامحاً.. لكنه فيما يتعلق بالأرض أو الوطن.. ترى منه وجهاً مختلفاً.. ولطالما طرد وهزم أباطرة الإجرام والاستعمار وسقطت على يديه امبراطوريات الهمجية والوحشية والتوسع شاءت الأقدار أن تكون مصر هى مقبرة كل الغزاة والصخرة التى تتحطم عليها المؤامرات والمخططات خاصة إذا أدرك ووعى وفهم لذلك أقول ستبقى مصر هى الشوكة التى تقف فى حلق قوى الشر.. فهو صاحب الإرادة الصلبة.. واليد العليا فى حماية وطنية.. وقيادة سياسية تحظى باصطفاف والتفاف هذا الشعب حولها.. وهى قيادة وطنية شريفة تحمل الخير والطموح والبناء لهذا الوطن.. وهى صمام أمان للبقاء والخلود وأساس الثقة والاطمئنان وهو ما تناولناه فى الجزء الأول من المقال عن أهم أسباب ومقومات صلابة مصر وكونها عصية.. بما لديها من قيادة وطنية وشعب صلب وواع وجيش قوى وقادر.. ونستكمل هذه المقومات والأسباب التى تجعل مصر عصية.
ثانياً: الرهان التاريخى على وعى وفهم وإرادة المصريين وكونهم دائماً على قلب رجل واحد خلف وطنهم.. وفى حالة من الاحتشاد والاصطفاف لحماية مصر والحفاظ على أرضها وسيادتها دون تفريط.. والحقيقة أن الشعب المصرى بما تراه دائماً شعباً طيباً ومتسامحاً وكريماً.. لكنه يتحول مثل المارد إذا استشعر الخطر على الوطن.. وحباه المولي- عز وجل- بنعم كثيرة.. أبرزها ألا وجود فى مصر للمذهبيات أو الطائفية.. أو العصبيات أو الفرقة.. فالمسلمون والمسيحيون شركاء هذا الوطن على قلب رجل واحد.. يقاتلون معاً ضد أعداء الوطن ويستشهدون معاً على ترابه المقدس.. ويبنون وطنهم معاً يداً بيد.. وجميع محاولات بث الفتن والفرقة باءت بالفشل وتحطمت على صخرة العلاقة التاريخية والصلبة بين أبناء وشركاء الوطن وزادت خلال العشر سنوات الأخيرة قوة بسبب رؤية وإرادة الرئيس السيسى على ترسيخ مبدأ التسامح والقبول والمواطنة وبناء دولة القانون والمؤسسات.. وأيضاً القضاء على الفيروس الإخوانى اللعين الذى كان يعمل دائماً على محاولات بث الفرقة والوقيعة بين أبناء الوطن الواحد.. من هنا فإن الشعب المصرى واع وفاهم وصاحب إرادة لديه قدرة على القراءة واستيعاب الدروس ومعرفة حقيقة وتفاصيل المخططات والمؤامرات ويدرك أن مصر مستهدفة.. وماذا يراد لها.. ولماذا سقطت بعض دول فى المنطقة العربية وضاعت.. وما حدث منذ 2011 وكيف تفشت الفوضى وانتشر الإرهاب وتمكن من مفاصل بعض الدول.. وما هو سلوك وسياسات الميليشيات والجماعات الإرهابية التى تخوض حروباً بالوكالة مصالح «المخطط الصهيوــ أمريكي».
الشعب المصري.. شعب مختلف واستثنائى من الصعب أن تنجح قوى الشر فى خداعه وتضليله.. شديد الارتباط بوطنه قادر دائماً على الفرز.. ذكى بفطرته.. غيور على وطنه وأرضه.. لذلك هو حجر الزاوية فى بقاء وخلود هذا الوطن.. وليس لديه أسباب ومقومات الانقسام.. أو الفرقة.. فلا توجد بمصر مذهبية أو طائفية أو تفرقة.. بل نسيج واحد.. وعلى قلب رجل واحد ومها بلغت حملات التضليل والخداع بنشر الأكاذيب والتشويه والتشكيك فهو لا يعبأ بها.. ويدرك أهدافها ولديه أيضاً قائمة طويلة بالدول والشعوب التى تعرضت للخداع والتضليل وسقطت فى مستنقع الضياع والمصير المرير الذى تعرضت له.. بعد ضياع أوطانها وفقدانها نعمة الأمن والاستقرار.. ولم تحصد الدول التى تعرضت لتغييب وعى شعبها إلا الأوهام.. والإرهاب والدمار والخراب.
ثالثاً: قوة وقدرة الدولة الوطنية المصرية ومؤسساتها وصلابتها فهى عصية على المؤامرات والمخططات والتهديدات.. خاصة إذا كنا نتحدث عن جيش وطنى عظيم.. وشريف.. وفى أعلى درجات الجاهزية بتشكيل من أبناء هذا الشعب.. ومن نسيج المجتمع المصرى الذى لا يعرف سوى الانتماء لهذا الوطن.. ولا توجد لدينا أى مذهبية أو طائفية.. جيش شديد الردع.. عقيدته النصر أو الشهادة.. ربما لا يعرف البعض قدراته وإمكانياته الحقيقية.. التى تفوق توقعات وخيال الجميع.. وازداد قوة وقدرة وجاهزية فى عهد الرئيس السيسى خاصة انه استثمر فى بناء القوة والقدرة لدوافع وأسباب وطنية خالصة تستهدف حماية هذا الوطن وأمنه القومى وحدوده.. وردع الأوهام والأطماع وكل من يفكر فى المساس بمصر وأرضها وشعبها.. والاستثمار العبقرى فى بناء القوة والقدرة وامتلاك الردع.. بتطوير وتحديث الجيش المصرى العظيم.. أو الجيش الأسطورة يبعث فى نفوس المصريين الثقة والاطمئنان.. خاصة أنهم فى حالة تلاحم وتكاتف مع أبنائهم من أبطال الجيش المصرى خير أجناد الأرض.. كما أن لدى مصر شرطة وطنية محترفة تحمى وتؤمن الجبهة الداخلية.. وتوفر الأمن والأمان.. وتتمتع باحترافية فى أداء المهام.. وإنسانية فى تعاملها مع أبناء هذا الشعب.
رابعاً: ملحمة البناء والتنمية والمشروع الوطنى لتحقيق التقدم على مدار 10 سنوات منح مصر القدرة والوقوف على أرض صلبة.. وباتت مطمئنة على توفير احتياجات شعبها.. وأيضاً توفير مقومات التقدم وجذب الاستثمار فما شهدته قطاعات الزراعة.. والبنية التحتية والطاقة والصحة والتعليم.. يجعل مصر واثقة فى إمكانياتها.. لديها قدرة على تلبية احتياجات شعبها فى أوقات الأزمات أو حتى التهديدات.. فما حققته ملحمة التنمية والبناء يفوق خيال وتوقعات قوى الشر.. وحققت أيضاً أهدافاً إستراتيجية تضمن استقرار القرار الوطني.. وتأمين احتياجات المصريين فى أى وقت من الأوقات.. لذلك مصر آمنة مطمئنة واثقة فى نصر ربها.. وإرادة شعبها.. وحكمة قيادتها وجاهزية جيشها.
تحيا مصر