ويا ضمير العالم.. إذا لم يكن ما يحدث فى قطاع غزة هو الإبادة.. فما هى الإبادة؟ لقد تردد هذا السؤال من قبل وتغاضى العالم عن الإجابة واعتبر بعضهم أن ما تقوم به إسرائيل هو نوع من الدفاع عن النفس، واستخدمت أمريكا الفيتو للاعتراض على أى قرار فى مجلس الأمن يدعو لوقف إطلاق النار.. ووجدت إسرائيل أن الساحة الدولية مهيأة لها لتفعل ما تريد فاختارت أن تبيد شعب بأكمله وأن تجبره على الهروب خارج بلاده..!
وما حدث أول أمس فى دوار النابلسى قرب شارع الرشيد شمال غرب قطاع غزة هو «جبن ونذالة غير مسبوقة» من قوات الاحتلال الإسرائيلية التى فتحت النيران على الفلسطينيين الذين تدافعوا للحصول على المساعدات الغذائية التى وصلت شمال غزة بعد غياب فوقع ضحية هذا الهجوم الغادر أكثر من مائة فلسطينى سقطوا شهداء البحث عن طعام وأصيب أكثر من ألف آخرين فى حادث غير مسبوق كنا نعتقد أنه سيثير اهتمام العالم فلم نجد إلا بياناً أمريكياً ضعيفاً صادراً عن المتحدثة باسم البيت الأبيض يقول إن الولايات المتحدة تطلب إيضاحات من إسرائيل بشأن هذا الحادث وحقيقة ما وقع..!!
ولأن شيئاً لن يحدث ولأن واشنطن لن تقرر إدانة إسرائيل ولأن أوروبا تدور فى الفلك الأمريكي.. ولأن بقية دول العالم تكتفى بعبارات الأسف والشجب والتلويح «بالكوفيه» الفلسطينية فى المناسبات فإن شيئاً لن يتغير.. ونتنياهو سيواصل جرائمه.. وشعبان عبدالرحيم كان على حق ومليون حق.. أنا بكره إسرائيل..!
>>>
وليت العالم الحر يتعلم من الطيار الأمريكى آرون شارون الذى انتحر حرقاً لرفضه المشاركة فى العدوان على غزة.. فالطيار الأمريكى كشف عن وجود طيارين أمريكيين يشاركون فى الحرب على غزة.. وأوضح أنها ليست معركة إسرائيل وحدها.. بل الولايات المتحدة أيضاً.. إنهم لا يريدون القضاء على غزة وحدها.. إنهم يبحثون عن كيفية إبادة كل ما هو عربي.. وليتنا نفهم وندرك ذلك..!
>>>
وسارع عدد من الجنود الأمريكيين السابقين إلى التجمع وإحراق زيهم العسكرى تكريماً لروح زميلهم الطيار آرون شارون ضمير الإنسانية فى سلاح الجو الأمريكى الذى فضَّل الموت على أن يشارك فى قتل الأطفال فى غزة.. لكل هؤلاء الذين شاركوه التعبير الصادق والتضامن الإنساني.. لكم منا كل الاحترام.. الإنسانية لا تتجزأ أبداً.
>>>
وتعالوا ننتقل إلى الأخبار التى تبشرنا بالخروج من أزمة اقتصادية وحياتية كانت صعبة ومؤلمة.. وننشر قائمة التصريحات التى تبعث على التفاؤل.. ونبدأها بهيثم عبدالباسط رئيس شعبة القصابين باتحاد الغرف التجارية الذى يقول إن أسعار اللحوم فى الفترة الماضية كانت وهمية وستنخفض قريباً.. وأشرف هلال رئيس شعبة الأجهزة الكهربائية يقول لنا إن الأسعار سوف تنخفض خلال أسابيع بسبب الإفراج عن السلع المستوردة فى الجمارك، ويقول حازم المنوفى عضو الشعبة العامة للمواد الغذائية إن هناك انخفاضاً فى أسعار «الفراخ» بالأسواق وأن أزمة السكر ستنتهى خلال عشرة أيام.
ولأننا نريد أن نصدق.. ونأمل أن يحدث هبوطاً فى الأسعار فإننا سوف نتفاءل.. لأن هناك مؤشراً جيداً أيضاً وهو أن أسعار السجائر تتراجع.. وكليوباترا التى تتربع على عرش السجائر رخصت بجنيه خلال الأيام الماضية.. وهذا تطور كبير.. فحتى لو بقيت على سعرها الحالى فهذا يمثل انخفاضاً وتراجعاً لأن الأسعار من قبل كانت تشهد ارتفاعاً كل عدة ساعات..!
>>>
وأتحدث فى قضية أخرى تتعلق بالوعى والثقافة الصحية.. فقد ظل الرجل فى حالة من اللامبالاة بعد إصابته بمرض السكري، وبقى محافظاً على نفس عاداته الغذائية فى الأكل بإسراف ونهم وفى تجاهل تناول الدواء وفى عدم الإكتراث بالأعراض التى بدأت تظهر بسبب المرض مثل فقدان الوزن وفقدان التركيز.. وفقدان الإحساس بضعف الإعصاب.. ومهما حاول البعض إيقاظه من غفوته وتنبيه لخطورة هذا المرض فإنه كان يواجه ذلك بالتجاهل وعدم الاكتراث..!
وقبل عدة أيام فإنهم أخبروه.. أخبروه عن إصابته بالقدم السكري.. أخبروه أنه من أجل إنقاذ حياته فإنهم سوف يضطرون إلى بتر إحدى قدميه.. وأخبروه بأن عليه أن يتعايش مع الوضع الجديد قبل أن يفقد حياته كلها.. أخبروه بما لم يكن مستعداً لسماعه أو تقبله.. أخبروه لحظة بأنها الحقيقة.. وأقدموا على التنفيذ.. واليوم هو على سرير المرض.. لن يقف على قدميه مرة أخري.. وسيكون عليه أن يكون قوياً لمواصلة الحياة.. وليتنا.. ليتنا جميعاً نستمع ونستفيد ونتعلم قبل أن تقع الفأس فى الرأس ونقول دائماً.. ياريت..!
>>>
وانتحرت طالبة بعد ابتزازها بصور خاصة..! والجبناء الذين لم يرحموها، والذين حاولوا فضحها وإيذاءها.. هم قتلة ينبغى محاكمتهم بتهم الشروع فى القتل.. والمجتمع أيضاً شريك فى الجريمة.. فنحن نهمل ونتجاهل عقاب ومواجهة شياطين «السوشيال ميديا» الذين يستغلون المواقع الإلكترونية فى التشهير بالآخرين وكشف وفضح حياتهم الخاصة..!! المجتمع يجب أن يتحرك قبل أن ندمر بعضنا بعضاً على «الجروبات» وعلى انستجرام وعلى «التيك توك» وعلى كل وسيلة تواصل تحولت إلى أداة هدم وفتنة وتجريح..!
>>>
ويارب.. يارب راحة بال وخبر سار ورزق حلال ورضا الرحمن، يارب.. تلك الأمانى أتمناها لى ولكم ونحن على أبواب شهر رمضان.. ودائماً.. دائماً بإذن الله على خير.
>>>
وأخيراً:
>> المسافات لا تقرب أحداً، ولا تبعد أحداً،
القلوب هى التى تفعل ذلك.
>>>
>> وحتى النوم يجيد الهرب عندما نحتاجه..
تماماً كالآخرين..!
>>>
>> وفى أيامنا الصعبة يأسرنا
من يمس قلوبنا بحنان.
>>>
>> وغياب تحفظ فيه كرامتك، خير من
حضور تفقد فيه قيمتك.