>> حسناً فعلت وزارة البترول بإعادة نظام تقسيط توصيل الغاز الطبيعى إلى المنازل الذى كانت قد ألغته شهر يونيو الماضي.. وهو قرار حكيم كانت تنتظره كثير من العائلات ممن يقيمون فى المناطق الشعبية وسكان المدن الجديدة خاصة أصحاب شقق الإسكان الاجتماعي.
ورغم هذا الخبر السعيد للمشتركين إلا أنهم فوجئوا برفع سعر توصيل الغاز إلى 5200 جنيه بدلاً من 2293 جنيهاً عام 2022 ثم زاد السعر 2023 إلى حوالى 3500 جنيه.. وظن المواطن أن ذلك مطبق على من يتعاقدون الآن ولكنهم صدموا عندما أخبرتهم شركات الغاز بأن عليهم أن يدفعوا الفرق.
وعندما أوضحوا للمهندسين فى الشركات بأنهم تعاقدوا وسددوا المبلغ فورياً وليس بالتقسيط وأنهم قاموا بكل الالتزامات وكان التأخير فى التوصيل من الشركة ولم يكن منهم حيث كان من المفترض توصيل الغاز إلى أجهزة البوتاجازات والسخانات فى منازلهم عام 2022 أو 2023 عندما سددوا المطلوب منهم وقتها وقالوا لهم إن هذا قرار من الوزارة ولابد عليهم من سداد الفرق لما يسمونه «المقايسة» واضطر بعضهم للسداد حتى يتم توصيل الغاز لأجهزتهم حيث لا يمكن أن يعيشوا بدون بوتاجازات وكذلك فى برد الشتاء لا غنى عن السخانات.. من المعروف أنه لا يمكن فرض أى رسوم بأثر رجعي.. ولذلك يأمل من تعاقدوا على توصيل الغاز عامى 22 و2023 وسددوا كل المطلوب وقتها ألا يتم تحصيل أية رسوم أخرى وأن تسرى الزيادة على المشتركين الجدد ومَنْ دفع منهم يتم خصم ما دفعه من الاستهلاك الشهرى أو إعادة المقايسة.
عودة نيرون وهتلر!!
>> تعالوا نتخيل شكل العالم فى عام 2025 وما بعده وبالتحديد بعد عودة دونالد ترامب لرئاسة الولايات المتحدة.. هل سيصدق الرجل وتنتهى الحروب فى أوكرانيا وغزة ولبنان وماذا ينتظر منطقتنا خلال السنوات القادمة.. والأهم فهل ستقام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس خاصة والجميع يعلمون أنه صاحب الاتفاقات الإبراهيمية وسيعمل بكل قوة على انطلاق قطار التطبيع بكامل سرعته؟!
بدأ ترامب فى إظهار «العين الحمراء» حتى لأقرب جيرانه أعلن بعد توليه المسئولية أنه سيفرض جمارك بنسبة 25٪ على الواردات من كندا والمكسيك بما فى ذلك الغاز والبترول مما أغضب الدولتين وأثار القلق لدى رجال الاقتصاد والصناعة فيهما.. وهو ما استدعى منهم هرولة رئيس وزراء كندا جاستن ترودو الذى ذهب على الفور للقاء ترامب.. أما رئيسة المكسيك كلوديا شينباوم فقامت بإجراء مكالمة هاتفية.. ووافق الاثنان على وقف الهجرة من بلادهما إلى أمريكا واتخاذ إجراءات قوية للحد من تهريب المخدرات داخل الولايات المتحدة.. وقال المحللون إن تهديدات ترامب بفرض جمارك كانت للضغط على الدولتين للقضاء على الهجرة والمخدرات.. ولم ينس ترامب أن يبلغ رئيس وزراء كندا ويقترح عليه ضم كندا لتكون الولاية 51 ضمن الولايات المتحدة الأمريكية.. وإن كان يقول من يرى أن ذلك لم يكن مداعبة بقدر ما كان تهديداً إذا لم يفعل ما يُطلب منه فستصبح بلاده جزءاً من أمريكا!!
فكلامه مع جيرانه كان هيناً بالنسبة لتهديده لمنطقتنا حيث هدد بحرقها وتحويل الشرق الأوسط إلى جحيم وأصدر ترامب تحذيراً شديد اللهجة وقال: «إن الفشل فى إطلاق سراح الرهائن المحتجزين بغزة سيؤدى إلى رد قاس.. وإنه إذا لم يتم الإفراج عنهم قبل 20 يناير القادم ـ موعد تنصيبه ـ فسيكون هناك جحيم يدفع ثمنه الشرق الأوسط وسيتم ضرب المسئولين عن هذه الفظائع ضد الإنسانية بشكل أقوى من أى ضربة للولايات المتحدة فى تاريخها الطويل والعريق».. ولا أدرى عن أى تاريخ وعراقة يتحدث إذا كان عمر أمريكا لا يزيد على 350 سنة!!
تهديد ترامب بتحويل الشرق الأوسط إلى جحيم لن يخيفنا ولن يؤثر على المقاومة الفلسطينية.. لأن المنطقة وغزة والضفة تعيش بالفعل فى جحيم منذ أكثر من عام حينما بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلى بشن حرب إبادة ضد الشعب الفلسطينى ومن بعده الشعب اللبنانى بأوامر الصهيونى العنصرى بنيامين نتنياهو!!
لا يمكن أن يكون رد فعل ترامب أقوى من أى ضربة للولايات المتحدة حيث إن تاريخها القصير به من الفظائع ما لا يمكن أن يكون هناك أشد وأعنف وأكثر دموية منه سواء مع السكان الأصليين من الهنود الحمر الذين تمت إبادتهم والاستيلاء على أراضيهم.. أو فى فيتنام أو فى العراق وليبيا.. بل إنها الدولة الوحيدة فى العالم التى استخدمت القنابل الذرية وأحرقت الأخضر واليابس فى هيروشيما وناجازاكى باليابان مثلما فعل «نيرون» عندما أحرق روما ليتخلص من سيطرة مجلس الشيوخ ويعيد بناء البلد على «مزاجه»!!
بالطبع كلام ترامب عن تدمير الشرق الأوسط أسعد رفيقه نتنياهو الذى قال «أود أن أشكر الرئيس ترامب على بيانه القوى بشأن الإفراج عن الرهائن ومسئولية حماس.. لأن ذلك يضيف قوة أخرى إلى جهودنا المستمرة للإفراج عن جميع الرهائن».. وأضاف «أن وقف إطلاق النار فى لبنان ليس مجرد الحرب مع حزب الله».
كنا نأمل أن تكون الولاية الثانية للرئيس ترامب أفضل من سنواته الأولى فى البيت الأبيض.. وكانت تصريحاته فى حملته الانتخابية تدعو للتفاؤل.. وأفلح إن صدق وأنهى الحروب المشتعلة فى العالم وأقام السلام والعدالة.. ولكن تهديداته الأخيرة وتحالفه مع نتنياهو ينبئ بأن العالم سيشهد مرحلة جديدة من الصراعات والاعتداءات والكيل بألف مكيال.. فمن يبدأ بالوعيد بالتهديد بالجحيم والحرائق ويضع يده فى يد من يغتصب الأراضى ويحتل الدول ويبيد شعوباً فكل من نيرون وهتلر كان يريد تشكيل العالم على «مزاجه» فهل قاما بما أرادا أم ماذا كانت نهايتهما؟!
كوريا على صفيح ساخن!!
>> ماذا يحدث فى كوريا الجنوبية.. هل هناك مؤامرة شيوعية من قوى معادية للدولة كما قال الرئيس الكورى «يون سوك يول» مما جعله يعلن الأحكام العرفية ونزول الجيش.. أم أن البرلمان يرفض الموافقة على الميزانية ويريد تغيير الوزارة ووجود فساد وفضائح بذلك صوَّت أعضاء الجمعية الوطنية بالأغلبية ضد قرار الرئيس بفرض الأحكام العرفية؟!
واضطر الرئيس لسحب قراره وتراجع عن حالة الطوارئ وسحب الجيش بناء على تصويت البرلمان خاصة أن نواب الأغلبية اتحدوا مع نواب المعارضة فى مواجهة الرئيس وسط استمرار الاحتجاجات الشعبية التى تطالب بتنحيه.
تولى يون سوك يول الرئاسة عام 2022 لمدة 5 سنوات ولفترة واحدة كما ينص الدستور.. ولكنه منذ انتخابه يواجه معارضة قوية تزايدت بعد اتهام زوجته بقبول هدية عبارة عن حقيبة من بيت أزياء كريستيان ديور ثمنها أكثر من ألفى دولار فى حين أن القانون لا يبيح للمسئولين فى كوريا تلقى هدايا بأكثر من 750 دولاراً!!
تعتبر أمريكا الحليف الأول لكوريا الجنوبية إلى جانب اليابان فى مواجهة كوريا الشمالية التى تؤيدها الصين وروسيا.. ولذلك نصحت أمريكا بضرورة حل الخلاف بين الرئيس والمعارضة بالطرق السلمية ووفقاً للقانون.. فى حين أعلنت النقابات المهنية واتحاد العمال بالبلاد الإضراب لحين تحقيق مطالبها!!
هل يكون قرار الرئيس الكورى بإلغاء الأحكام العرفية الذى يبدو أنه جاء بنصيحة أمريكية نهاية للأزمة الكورية أم أنه بداية لأحداث ساخنة تشهدها البلاد خلال الساعات القادمة وتسفر عن تغييرات شاملة فى مؤسسة الرئاسة ومجلس الوزراء بعد حالة استقرار سياسى عاشت فيه كوريا الجنوبية منذ 45 عاماً حققت فيها نهضة اقتصادية كبيرة.. وأى اضطرابات لن تكون بالتأكيد فى صالح الدولة وستؤثر على التنمية؟!