ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين
> لم تكن حادثة 25 يناير 1952 هى الوحيدة التى سطرها التاريخ دليلاً على بطولات وتضحيات رجال الشرطة بل هناك العديد من المواقف والبطولات قبل ذلك يجب أن يعرفها ــ القارئ العزيز ـ ففى تواريخ قديمة جداً وفى عهود سحيقة هناك ذكر خالد لجهود هؤلاء الرجال خاصة إذا علمنا أن الانبياء قد شهدوا لأرض مصر بالأمن والأمان بفضل جهود رجال الأمن فيها ومن ذلك على سبيل المثال حين ذكر القرآن الكريم فى معرض حديثه عن قصة نبى الله يوسف الصديق عليه السلام ــ وكان وقتها أمين خزائن مصر.. حين دعا أبويه وأخوته إلى دخول مصر.. وقال لهم كما حكى القرآن الكريم «ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين».. وهذا أن دل على شيء فإنما يدل على الجهود الحثيثة لرجال شرطة مصر منذ القدم.
< وتواصل فى عصرنا الحالى بطولات هؤلاء الرجال خاصة خلال الفترات التى شهدت فيها أم الدنيا المحن ولعل النموذج الامثل لذلك البطولة الخالدة لرجال الشرطة فى الإسماعيلية حين وقف «أسود الداخلية» مدافعين حماة لمبنى محافظة الإسماعيلية حينما أراد المحتل الغاشم إخلاءها من رجال الأمن المصريين فكان الرد الحاسم من الأبطال بعدم الاستجابة لهذا التهديد البغيض بل كانت المقاومة هى خيارهم الاستراتيجى ورفضوا بكل قوة الأمر الإنجليزى بل ودافعوا بكل ما اوتوا من قوة بأسلحتهم البدائية.. وظلوا كذلك حتى نفدت الذخيرة لديهم.. سقط منهم الأبطال شهداء «50 شهيدا» ناهيك عن اعداد من المصابين.. صورة رائعة مثلت واحدة من بطولات الرجال حتى أن قائد الانجليزى قام ومن معه بأداء التحية لهؤلاء الأبطال بعد انتهاء معركة الإسماعيلية.
وهكذا كان رجال الشرطة الابطال ومازالوا حتى الآن يواصلون الليل بالنهار ينشرون الأمن والأمان فى ربوع مصرنا الغالية.. وهى نعمة لا شك غالية لا يعرفها إلا من افتقدها وصار شريداً فى بلاد الله.. ولكن ولأننا «مصريون» ويقود البلاد رجال شرفاء لا يألون جهداً فى خدمة بلدهم ومواطنيهم.. فى منظومة متناغمة تعمل لصالح الوطن والمواطن معاً وهم فى هذا الأمر يخوضون المعارك من أجل حماية أمن الوطن ولا يتقاعسون فى مواجهة اعتى الجرائم حتى أن كثيراً من الشهداء بذلوا أرواحهم ودماءهم صوناً لأمن هذا الوطن.. ومازالوا طابور شهداء الواجب ممتداً ليس منذ أحداث 25 يناير 1952 فحسب بل إن تضحيات أبطال الشرطة.. متواصلة فهم من يتصدون لكل أنواع الجريمة القديم منها والحديث.. خاصة تلك المتعلقة بأمن الدولة.. فالكثير من التنظيمات الإرهابية لا تريد بهذا الوطن خيراً ولا بأهله لذا كانت الشرطة الوطنية بمثابة حائط الصد المنيع الذى وقف حائلاً دون تحقيق هذه الفئة الضالة لأهدافها.. بل قضى على مؤامراتهم فى المهد ومازالت جهودهم ملء السمع والبصر..
كل التحية لهؤلاء الابطال فى عيدهم من انتصار إلى انتصار فى تاريخ طويل مشرف.. ونحن المصريين لا يسعنا فى هذا المقام فى تقديم التحية والشكر الواجب لكم وبكم فعلاً «مصربخير».