التعليم باللعب.. من سن 3 شهور لـ 4 سنوات
برامج تدريبية للكوادر بجامعة تسورومى وحملات توعية لـ 2000 من الآباء
فى الجزء الثانى من مشروع الشراكة المصرية– اليابانية لتحسين جودة الطفولة المبكرة يتحدث شيتسنو كامتياتى المدير اليابانى عن ملف المشروع الذى يعتبر نقلاً للتجربة اليابانية فى التعليم لأول مرة لدولة أخرى مؤكداً أنه وجد حماساً وترحيباً من العاملين وأولياء الأمور وان وزارة التضامن تبذل جهداً كبيراً فالتعاون الفنى هو الهدف الأول وقد وجد نتائج ايجابية هائلة حققت حلولاً جذرية فى زيادة اعداد الأطفال المترددين على الحضانات.. اللقاء مع الخبراء اليابانيين عرض لجميع مراحل مشروع الشراكة المصرية اليابانية فى مجال التعليم وبشكل خاص مرحلة الطفولة المبكرة وما تم من انجازات سابقة والمستهدفات من المرحلة الثانية.
تيتسو كاميتانى كبير مستشارى مشروع تحسين جودة تنمية الطفولة المبكرة خبير «الجايكا» منذ عام 1998: قمت بزيارة الكثير من الحضانات المصرية الخاصة برعاية الاطفال من عمر يوم الى 4 سنوات والتى لا تعتبر مرحلة من مراحل التعليم الالزامى فى مصر واستشعرت مشاكل عدم الجاهزية بالشكل الكافى لرعاية الرضع والاطفال بالاضافة الى افتقارها الانشطة اللازمة لتحفيز نمو الطفل فى هذه المرحلة العمرية. وقد قام مشروع «الجايكا» لتحسين جودة تنمية الطفولة المبكرة بتنفيذ عدد من الانشطة فى الحضانات المصرية والتى من شانها مساعدة الميسرات على تنمية الطفل كما عمل المشروع على عقد تدريبات للميسرات القائمات على رعاية الاطفال فى الحضانات وذلك بجانب قيامه بحملات التوعية المجتمعية لاولياء الامور حول تنمية مهارات الطفل وذلك تحت شعار «كل جيدا»، نم جيدا « ،»العب جيدا» وعقب نجاح المرحلة الاولى من المشروع قامت الحكومة المصرية واليابانية بعقد بروتوكول للتعاون فى مجال تنمية الطفولة المبكرة والذى تقرر فيه توسيع نطاق تنفيذ انشطة هيئة التعاون الدولى اليابانية ليشمل بعض المحافظات التى تشملها مبادرة «حياة كريمة» على ان يستمر المشروع فى عمله حتى عام 2026 وفى عام 2021 تم تدشين المرحلة الثانية ليواصل عملة فى تقديم سبل الدعم والتعاون فى تعزيز نمو مهارات الاطفال والمساهمة فى تسليط الضوء على الاليات والاستراتيجيات اللازمة لتطوير التعليم فى هذه المرحلة العمرية. ويضيف كاميتانى ان المشروع يقوم على اساس التعاون الفنى وليس المالى من خلال تبادل الخبرات وتنفيذ الانشطة وحملات التوعية والتدريب ومما لا شك فيه ان وزارة التضامن المصرية تقوم بجهود عديدة لتحسين دور الحضانات فى مصر وتطبيق معايير جودة واشتراطات صارمة بالرغم من ذلك هناك قلة فى عدد الاطفال المترددين على الحضانات والذين يبلغ عددهم حوالى 8٪ وقد التقيت بمديرى الحضانات والعاملات على مدار الخمس سنوات السابقة ووجدت ما يتمتعون به من رغبة قوية من تقديم افضل سبل الرعاية للاطفال ورغبتهم القوية فى المشاركة فى التدريبات التى يقدمها مشروع «الجايكا» ولكنهم للاسف يواجهون تحديات كبيرة فى الحفاظ على سلامة الاطفال والعمل على تنمية مهارات الطفل وصقل معارفه ويحزننى عدم شعورهم بالاعتزاز والفخر بدورهم الهام فى عملهم وما يحملونه من مسئولية مجتمعية كبيرة واود ان اقول ان رسالتى الدائمة لهم «ان العمل فى مجال الطفولة المبكرة هو اهم خطوة فى بناء الوطن «وان الطفل منذ يومه الاول وهو لا يحتاج الى رعاية فقط بل ان كل ما يتعامل معة يشكل شخصيته لذلك نسعى ان يكون هناك على الاقل ميسرتين فى كل حضانات المشروع حصلت على التدريب.واكد كاميتانى ان تهذيب الطفل ليس بتوجيه الاوامر له والسيطرة عليه والتحكم فى رغباته وانما باحترام خصوصيته وتعزيز قدرتة على النمو بذاتة عن طريق طرح الاسئلة عليه باستمرار والاستماع بانصات واهتمام لكل ما يقوله والتركيز على اهمية القراءة وما اراه من حماس وترحيب من الميسرات واولياء الامور اثناء التدريب وفى الندوات واللقاءات يدهشنى فهم مقبلون على فهم كل صغيرة وكبيرة سواء عن التغذية او التربية الايجابية وهو ما يعد المكتسب الفعلى للمرحلة الاولى للمشروع مما يبشر بنتائج ايجابية ويؤكد اننا نسير نحو التقدم والنهضة بخطى ثابتة.
واضافت السيدة ميكى كاوا مورا اخصائى تنمية الطفولة المبكرة باليابان وخبير المشروع قائلة ان اختيار الخامات والادوات اللازمة للطفل المصرى لم يتم بصورة عشوائية فعلى سبيل المثال كنا حريصين اثناء اختيار القصص للاطفال على التوجة الى اكثر من دار نشر لاختيار الكتب التى تتوافق مع الموضوعات المطروحة فى اجندة العمل مثل التغذية ودمج الطفل المعاق وحتى الطفل الرضيع تم اختيار قصص مصورة مناسبة له ومن اجل دعم هذه الفئة ايضا تم عمل مسح شامل للحضانات المستهدفة عن عدد فصول الرضع بها ومساحاتها ونسبة الاشغال ثم تم التوجه الى المصانع المتخصصة فى فوم الارضيات واختيار افضل الخامات حيث تم توزيع اكثر من 8000 قطعة على الحضانات مع التعرف على كيفية تركيبة والمحافظة عليه كما حرص المشروع اختيار افضل الكوادر فى مجال الالقاء والمحاضرات حتى نضمن استقبال جيد من الحاضرينثم بعد ذلك تم التفكير فى اعداد حقيبة متكاملة لتوزيعها على الحضانات تتكون من خامات اولية يمكن الاستفادة منها فى الانشطة والاعمال اليدوية للاطفال مع عقد ورش عمل للميسرة عن كيفية الاستفادة من محتوياتها مع تعميق فكرة اعادة تدويرالخامات كما نسعى الى قيام كل ميسرة استفادت من التدريب الى نظيرها فى حضانة اخرى مما يحقق الاستمرارية والاستدامة حتى فيما بعد انتهاء المشروع ورحيل فريق العمل بالمشروع
وتشير منى جويلى منسق المشروع مما لا شك فية ان الطفل هو المستهدف الاكبر من هذا المشروع والذى يحاط بثلاثة مؤثرات وهى ولى الامر والميسرة والوزارة ومن هنا جاءت استراتيجية البرنامج على تغير وتدريب كل المحيطين حولة واتباع منهج موحد فى التربية عن طريق أولا تحسين قدرة الميسرات وتحسين نظام التقييم والمتابعة من اجل ضمان جودة خدمتهم واخيرا تحسين البيئة المحيطة الملائمة لتطبيق سياسية التعلم عن طريق اللعب لذلك قام المشروع بعمل ندوات تثقيفية لاولياء الامور مع الخبراء اليابانيين وكانت الورشة الاولى عن اهمية اللعب فى حياة اطفالهم ومدى تاثيرة فى تكوين شخصية سوية متزنة وانه ليس مضيعة للوقت وكيف يتحول الطفل عن طريق اللعب الى مبدع وقد بدءت الورش بتعرفهم على لعب «الاورجامي» وهو لعبة طى الورق باستخدام الاصابع وكيف يمكن تحويل ورقة صغيرة الى لعبة مفيدة ممتعة بالاضافة الى تعزيز النمو البدنى بالتنسيق بين العين واليد وقد تفاعل اولياء الاموربشدة ولاحظنا استجابة غير طبيعية كما ان هناك شراكة مع مكتبة مصر العامة للعمل على الورشة الثانية وهى التربية الايجابية واهمية القراءة والتى تم من خلالها توزيع 50 قصة لكل حضانة من الـ 500 حضانة فى مختلف المحافظات المستهدفة تم اختيارهم بما يتلاءم مع الاداب العامة المصرية وتم عقد برتوكول تعاون مع مؤسسة جذور للعمل على نشاط «كل جيداً» والتى قدمت ورشاً تعليمية لمجموعة من اولياء الامور والميسرات ومسئولى من المديريات والوزارة حيث يتم استقدام الاساتذة فى مجال التغذية للتحدث عن التغذية الصحية للطفل فى مراحل عمرية.