رغم بحور الدم الفلسطينى للأطفال والنساء الذى ينزف كل لحظة جراء العدوان الإسرائيلى لم تصل جولات التفاوض لحقن الدماء.. وما تنتهى جولة لتبدأ أخرى دون نتيجة رغم عدم يقين أبناء غزة بجدواها لإدراكهم عدم نزاهة الوسيط الأمريكى رغم تأكيده على أن هذه الجولة هى الفرصة الأخيرة حتى لا تنزلق المنطقة لحرب إقليمية.. رغم خشية جميع الأطراف من هذه النتيجة إلا أن الاستعداد لخوضها يجرى على قدم وساق مواكبة لجولات التفاوض للتوصل لهدنة فى غزة والتى تفشل لإضافة إسرائيل بنوداً جديدة غير مقبولة.. على الأرض لم تحقق إسرائيل أهدافها لتحرير أسراها ولا القضاء على القدرات العسكرية للمقاومة رغم ما تمارسه من قوة غاشمة إلا أن المقاومة وصلت لتل أبيب بما لها من رمزية ليس بصواريخ انطلقت من غزة بل بمتفجرات محمولة على ظهر أحد الذئاب المنفردة مما يشى بوجود ثغرات فى المنظومة الأمنية رغم الإجراءات الأمنية المشددة مما يعيدنا إلى أشكال المقاومة التى حدثت عام 2005 داخل الخط الأخضر للأراضى المحتلة من تفجيرات.
كل الأطراف تراقب المفاوضات فى نفس الوقت تستعد للحرب الأقليمية التى يدرك الجميع أنها لن تكون محدودة لأن الغرب أدرك أن إيران تستعد لهذه الحرب بعد حصولها على منظومة الدفاع الجوى اس 400 من روسيا ونشرتها على حدودها الغربية لحماية حقول بترولها ونظم التشويش وإيقاف الاتصالات التى تشل كل اتصالات الجيش الإسرائيلى لذا أصدرت كل من أمريكا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا بياناً الأسبوع الماضى هددوا فيه إيران من مغبة أى عدوان على إسرائيل وأنهم جميعاً سيدافعون عن إسرائيل وأمنها.
على جانب آخر تسعى أمريكا لشراء الوقت عن طريق المفاوضات للتوصل لهدنة فى غزة وإبرام صفقة تبادل الأسرى لتأجيل تورط إيران وحزب الله فى رد موجع ضد إسرائيل لاكمال الاستعدادات لحرب فى الإقليم فأمريكا زادت قطعها البحرية العسكرية فى الإقليم إلى 26 منها مجموعتان لحاملات الطائرات وزيادة عدد القوات إلى 40 ألف جندى ووضع منظومات باتريوت للدفاغ الجوى فى الكويت.
كل هذه الاستعدادات تظهر أن قرار الحرب قد اتخذ لإدخال الإقليم فى حرب شاملة ليس بسبب الرد الإيرانى واللبنانى المحتمل للثأر لكرامتهما وإنما لإبعاد الأنظار عن انهيار أوكرانيا رغم توغلها غير المحسوب لكورسك الروسية وتدميرها ثلاثة جسور امداد للجيش الروسى والتهديد باستخدام القنبلة القذرة على مفاعل زاباروجيا وكورسك.
هنا يتضح جلياً أن المفاوضات من أجل هدنة فى غزة هى حجة لشراء الوقت لإكمال الاستعدادات لبدء حرب إقليمية يدرك جميع الأطراف أنها لن تكون خاطفة بل طويلة والمحرض والمستفيد نتنياهو واللوبى الصهيونى وصقور اليمين فى أمريكا وإسرائيل فهذه الحرب التى يسعى إليها رئيس الوزراء للكيان الصهيونى من أجل إنقاذه ولحل مشاكله الداخلية وفى الإقليم بالقضاء على إيران قبل امتلاكها القنبلة النووية وإبعادها عن أن تكون قوة ردع بفضل الإعلام الغربى الذى يروج لتنامى قدرات إيران النووية ونجاح اللوبى الصهيونى فى تأجيج الأوضاع فى الشرق الأوسط لحرب تبدأ بإيران ولكن فى ظل التهديد الأوكرانى باستخدام النووى ستمتد لحرب عالمية جديدة.